سنة كروية ستطوي صفحتها الليلة مع انتهاء عام 2012، الذي حمل عناوين كثيرة خطّها نجوم يمكن وصفهم بالمثاليين، ويشكّلون بحدّ ذاتهم تشكيلة مثالية، قد يتفق عليها البعض أو يختلفون، كل بحسب رؤيته الخاصة
شرعت وسائل الإعلام المتعاطية بشؤون كرة القدم حول العالم في اختيار التشكيلة المثالية لسنة 2012، وهي اختلفت بين قناة تلفزيونية أو صحيفة وأخرى، رغم اعتبار أن بعضها اتفق في مراكز عدة بالنسبة الى اللاعبين الذين يعدّون من الثوابت، والذين لا يمكن الدخول في جدل حول أنهم الأفضل، وخصوصاً أولئك الذين كانت بصماتهم حاضرة في إنجازات فرقهم أو منتخباتهم.
أما تشكيلتنا المثالية فهي تذهب الى اختيار أكثر اللاعبين تأثيراً في المراحل الحاسمة والحساسة من الموسم الماضي وانسحاباً الى الأشهر الأولى من الموسم الجديد، وهي تلحظ في بعض المراكز لاعبين لم يدخلوا التشكيلة المثالية، رغم أنهم قدّموا أيضاً سنة مميزة وساهموا بشكلٍ أو بآخر في لحظات بارزة فيها.
البداية من حراسة المرمى، حيث يمكن منح المركز الأساسي لحارس ريال مدريد ومنتخب إسبانيا إيكر كاسياس.
هذا الحارس الذي يعيش فترة مضطربة حالياً، ويبدو متهماً من قبل البعض ومنهم مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو بأن مستواه تراجع، عاش موسماً ثابتاً في الدوري الإسباني، فكان عاملاً ساسياً في إعادة لقب «الليغا» الى ريال مدريد. وهذا المستوى انسحب على أدائه في كأس أوروبا، حيث أراح كثيراً المجموعة التي لعبت معه، وكانت تصدياته حاسمة في أحيانٍ عدة، قبل أن يرفع الكأس الغالية ويدخل معه منتخب بلاده التاريخ الكروي.
وبإمكان كاسياس أن يمنح الثقة لخط دفاع رباعي مؤلف من الألماني فيليب لام في مركز الظهير الأيمن، وإلى جانبه مواطنه ماتس هاملس والإسباني سيرجيو راموس في قلب الدفاع، بينما يستحق البرازيلي مارسيلو أن يشغل الجهة اليسرى.
في الحقيقة، يبدو صعباً إيجاد لاعبَين لشغل مركز الظهيرين، إذ إنه أصبح من النادر وجود لاعبين جيدين في هذين المركزين. إلا أن لام الذي لم يفلح مع بايرن ميونيخ محلياً، كان أحد نجوم مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ قام بمجهودٍ كبير هجوماً ودفاعاً، ليبلغ الفريق البافاري المباراة النهائية التي خسرها أمام تشلسي. ولام الذي أمل التعويض في كأس أوروبا، لم يكن محظوظاً هناك أيضاً، لكنه قدّم أداءً مميّزاً أظهر سبب وجوده بين اللاعبين العشرة الأوائل أصحاب المردود المالي الأعلى في العالم.
أما بالنسبة الى مارسيلو، فهو كان الضالة التي لم يجدها ريال مدريد منذ رحيل البرازيلي روبرتو كارلوس عنه، وذلك رغم عدم ثقة كثيرين بقدراته. إلا أن متابعة المباريات التي شارك فيها تظهر أنه قدّم مستوى ثابتاً، وقد تأثر الفريق الملكي مراراً عند غيابه عنه، حيث لم يتمكن بديله البرتغالي فابيو كوينتراو من تعويضه.
بدوره، يشبه ما فعله راموس الدور الذي قام به كاسياس في ريال مدريد ومنتخب إسبانيا، حيث شكّل صخرة دفاع وسنداً للهجوم.
وقد يكون الاسم الأكثر مفاجأة في التشكيلة هو ماتس هاملس، لكن ما قدّمه المدافع الشاب مع منتخب ألمانيا في الـ«يورو»، أثبت سبب ترشيحه من قبل كثيرين ليكون فرانتس بكنباور الجديد، وخصوصاً بعدما كان أحد الأعمدة الأساسية في بوروسيا دورتموند بطل ألمانيا في الموسمين الأخيرين.
وأمام هذا الثلاثي، يمكن زرع ثلاثي وسط غنيّ عن التعريف، قوامه الإسبانيان شافي هرنانديز وأندريس إينييستا والإيطالي أندريا بيرلو.
ثنائي برشلونة حافظا على مستواهما الطيّب طوال موسم، رغم عدم إحراز فريقهما أكثر من كأس إسبانيا، إلا أن أداءهما الخارق في كأس أوروبا كان سبباً في إضافة «لا فوريا روخا» اللقب القاري الى اللقب العالمي الذي توّج به قبل عامين.
وفي البطولة المذكورة، كان بيرلو حاضراً لحمل إيطاليا الى المباراة النهائية، مؤكداً أنه لم يفقد أي شيء بعد تقدّمه بالسن، والدليل أنه كان مهندس إعادة لقب الدوري الإيطالي الى يوفنتوس.
أما خط الهجوم فهو يحضن الثلاثي الرهيب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والكولومبي راداميل فالكاو.
هؤلاء الثلاثة يكفي وجود أي منهم في أي فريق ليصبح الأخير كبيراً، إذ كان كل منهم ماكينة أهداف بكل ما للكلمة من معنى، فحطّم ميسي كل الأرقام القياسية، وجلب رونالدو «الليغا» الى العاصمة الإسبانية، ومثله فالكاو الذي قاد أتلتيكو مدريد الى كأس الاتحاد الأوروبي برقمٍ تهديفي قياسي.
وإذ يفترض إضافة مدرب للتشكيلة المثالية، فإن الخيار يبدو صعباً نظراً الى وفرة المدربين الذين أصابوا إنجازات مهمة، وكانوا العقل المفكر وراء ألقاب فرقهم ومنتخباتهم. ويقف على رأس هؤلاء مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي دل بوسكي، والإيطالي روبرتو دي ماتيو مدرب تشلسي، وجوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد، والالماني يورغن كلوب مدرب بوروسيا دورتموند، والايطالي أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس.