مرّ لقاء النجمة والأنصار المثير، على ملعب صيدا، بسلام بين الإداريين واللاعبين والتحكيم أيضاً (ولو خالف البعض هذا النجاح).وحتى شلّة الهتافات الشاذة لم تستطع تشويهه، بل «دنّسته» رياضياً داخل الملعب وخارجه، وحملت أعلاماً «حزبية ودينية»: مدسوسة، ويرفض وجودها حتى مراجعها!

استنكر ناديا النجمة والأنصار، ورابطتا الجمهور وكل «الأوادم»، شذوذ هذه الشلة المهووسة. والشلل المهووسة موجودة في جميع ملاعب العالم... ولو بنسب، وأشكال مختلفة... لكننا نحن في لبنان عندنا شلل مهووسة في كل دوائر البلد ــ حكومة ونواباً ومؤسسات!
واستنكرت مراجع رسمية سياسية فعلة الشلة، ولو بكلام مجامل للتهدئة، لم يصل إلى حل لهذه المشكلة المتكررة (التي بقيت مكدسة بجانب أكداس الزبالة!).
وصدر قرار من اتحاد الكرة بإقامة مباريات للنجمة من دون جمهور، عقاباً على ما فعلته الشلة!
هو عقاب متكرر منذ سنوات، لا يطال نادياً فقط، بل مصالح اللعبة والنوادي وجمهور الأوادم والإعلام أيضاً... وصولاً إلى مراجع سياسية وحزبية ودينية... لأن المشاهد والهتافات الشاذة ستتكرر على المدرجات عبر تكرار حضور هذه الشلة الشاذة!
شلة تسيء إلى الجميع، وخصوصاً إلى المراجع السياسية والحزبية والدينية التي رفعت أعلامها، ولم يردعها أحد!
ما صدر هو مجرد «عقاب» فأين هي الحلول؟
إن هذا يطرح سلّة تساؤلات مشروعة: رياضية وسياسية وأمنية وقانونية:
أولاً، إن إقامة مباريات بلا جمهور، بسبب شلة، هي إساءة ومعاقبة للعبة ونواديها والاتحاد وجمهور «الأوادم»، وخضوع لشلة الزعران ودورها، وهي دليل عجز الأمن والاتحاد عن حل هذه المشكلة البسيطة، برأيي المتواضع، وهذا ما يرفضه العقلاء.
إن إلقاء المسؤولية على النوادي وتبرئة المراجع المسؤولة عن ضبط الملاعب والأمن هما مخالفة قانونية فادحة، فالنوادي لا تملك أي سلطة رسمية في الملاعب.
اتحاد الكرة هو المسؤول أولاً عن تنظيم المباريات وضبط إقامتها، وقوى الأمن مسؤولة أولاً عن ضبط الأمن في الملاعب (وهي باتت متنفساً وحيداً للنوادي وجماهيرها في بلدنا وظروفها القاسية).
فهل يجوز أن يتخلى الاتحاد والأمن عن واجباتهما الرسمية الرئيسية، ويرميان المسؤولية على النوادي ــ المهتزة أصلاً؟!
كيف يقدر الأمن على ضبط تحركات بالآلاف، بل وقمعها أحياناً بالقوة، ولا يقدر على ضبط شلة (40 شخصاً تقريباً) معروفين بالوجوه والأسماء حتى؟!
أم هي مسألة قرار بتركهم والتفرّج عليهم لأغراض غير رياضية؟ هل هذه المواقف والعقوبات على نوادٍ هي الحل؟
إن قرار إقامة مباريات من دون جمهور أشبه بإقامة عرس من دون «معازيم»، أو حفل غناء أو مسرحية من دون حضور!
وسؤال بسيط: كيف تكرر هذه الشلّة الصغيرة حضورها وهتافاتها، منذ سنوات، ولا يقمعها أو يقتلعها أحد؟
إن ضبط الملاعب وتطهيرها يلزمهما فقط فرقة أمنية متخصصة في أمن الملاعب، تنسّق مع روابط جمهور النوادي، لتبقى للرياضة وشعبها نسمة أمل، بعيداً من أكوام نفايات الزبالة وسياساتها.
وأخيراً، نخشى بإخلاص أن يكرر الاتحاد الحالي أخطاء العقوبات والغرامات على النوادي من دون حل المشكلات، كما راكمها الاتحاد السابق، حفاظاً على نجاحات الاتحاد الحالي... وحتى لا تبقى «شلل زعران» تفرض حضورها العفن على الجميع.