لا يمكن اعتبار واقع الفئات العمرية في لبنان متشابهاً في الفترة قبل ظهور نادي الشباب العربي وبعدها. فحين أسّس الثنائي جهاد محجوب وناصر بختي النادي في عام 2003 (حصل على الرخصة عام 2006)، كانت معظم الأندية الكروية اللبنانية «تغطّ في نوم عميق». فلا اهتمام بالفئات العمرية «ولا من يحزنون». لكن الحالة التي أوجدها الشباب العربي عبر مشاركاته الخارجية وإحراز لقب بطولتي لبنان للأشبال والناشئين مرتين عام 2007 و2008، إضافة الى استقطابه للاعبين الصغار من مختلف أطياف المجتمع اللبناني، جعل الأندية الكبيرة تتحرك وتعطي اهتماماً أكبر للفئات العمرية. ويرأس النادي عبد الرحمن النقري ونائبه هو هشام طبارة، أما الأعضاء فهم معتصم عضّام، محمد دوغان، سعد الدين الحلبي، الشيخ محمود جلول، طالب رمضان، حسن مراد، ناصر بختي وأمين السر جهاد محجوب.

فريق الناشئين

هذا الموسم، بدأه الشباب العربي، الذي تبلغ ميزانيته السنوية حوالى 50 ألف دولار، بالمشاركة في بطولة لبنان للأشبال، لكنه لم يتأهل الى الدورة النهائية. ويشارك الشباب أيضاً في بطولة الناشئين التي انطلقت قبل أسبوعين، حيث حقق الفريق فوزين، الأول على الإخاء الأهلي عاليه 9 - 0، والثاني على التضامن صور بثلاثية نظيفة. ويشرف على تدريب الفرق لاعب فريق النجمة السابق بلال فليفل والمدرب محمد السكاكيني، وتضم كل فئة ثلاثين لاعباً وهم جميعاً من أبناء النادي، الذين بدأوا قبل سنوات مع الثنائي محجوب وبختي. والأهم أن جميع اللاعبين هم من الطلاب، إن من المدارس أو من الجامعات، وهو ما ينعكس على التمارين التي تُقام على ملعب قصقص الاثنين والأربعاء والجمعة من كل أسبوع، وتقام المباريات يوم الأحد.
ويرى الجهاز الفني للفريق أن هدفهم البطولة ولا شيء غير اللقب، وهم يخوضون كل البطولات لا بهدف المشاركة فحسب، بل بهدف حصد الألقاب، وهذا ما يترجم فعلياً من حيث النتائج والتأهل إلى النهائيات والفوز على أهم الفرق وأعرقها.
أما على صعيد اللاعبين النجوم، فهناك في المنتخب الأولمبي عمر الكردي وبشار المقداد وعلي الرميتي، وفي منتخب الشباب جهاد نور الدين وجان - فيليب القارح وحسن هزيمة والحارس ابراهيم موسى ومحمد المرقباوي وكنج مريدن وعباس عوض.
وفي منتخب الناشئين، هناك لاعبون كطومي الحامض، شارل القارح، مصطفى حسن، مهدي قبيسي، خليل خميس، حسن كوراني ومحمد سليمان. وفي منتخب الأشبال، هناك إيلي أبو جودة ومحمد همدر.
ولا ينحصر نشاط النادي في لعبة كرة القدم، إذ إن للسلّة نصيباً عبر فريق السيدات الذي أحرز بطولة الدرجة الثالثة، وسيخوض منافسات بطولة الثانية بإشراف المدربة ندين رضا.

طبارة: الهدف في الاسم

ويرى نائب الرئيس هشام طبارة أن ما حققه النادي بعد سبع سنوات يُعدّ إنجازاً، وخصوصاً الدور الذي أداه الشباب العربي على صعيد تسليط الضوء على الفئات العمرية. ويلخص طبارة أهداف النادي باسمه «الشباب العربي». فالهدف هو الشباب وجمع أكبر عدد منهم وإبعادهم عن الانحراف، إضافة الى انفتاحهم بعضهم على بعض. ومن الأهداف أيضاً الصعود الى الدرجة الأولى، كاشفاً عن النية لتأليف هيئة إدارية جديدة. من جهته، يسرد محجوب قصة الشباب العربي التي بدأت من المدرسة الكروية والمشاركة في النروج بدعوة من صديق، «وكانت مفصلاً في حياتنا بعد النتائج الجيدة في النروج عام 2003»، فكانت الفكرة لتحويل التمارين الى صيفية وشتوية عبر فريق رسمي، بعد الاستحصال على الترخيص، حيث رافق مشاركات في دبي وبولندا. وبعد ذلك توالت الألقاب التي حفّزت القيّمين على التطوير رغم الصعوبات، فكانت مشاركات خارجية أبرزها المشاركة النروجية التي ستكون السادسة هذا العام، ويسعى النادي فيها الى إحراز لقب فئة 96 – 97. ويكشف محجوب عن سعي النادي إلى تأمين عروض احتراف لبعض اللاعبين في النادي، الذين سيخوضون تجربة في تشيكيا ضمن فئة الشباب، وسيكون انتقالهم دون مقابل، و«حين يصبحون لاعبين مهمين لن ينسوا ناديهم».
بدوره، يشير بختي الى أن أبرز الصعوبات التي يعاني منها النادي هي الجانب المادي وغياب الدعم من الوزارة والاتحاد، إضافة الى التجهيزات والطبابة والأعباء التي تلقيها على فريق متواضع من ناحية الإمكانيات.

«شو الله جابركم؟»

ويضحك بختي حين تسأله «شو الله جابركم؟» ويجيب: «الفكرة بدأت حين تخرّج من المدرسة عشرون لاعباً عام 2003»، ورأى بختي ومحجوب أن هؤلاء اللاعبين سيضيعون في الأندية اذا ما تُركوا، لذلك قررا إطلاق النادي الذي أصبح يضم الآن 150 لاعباً من مختلف الفئات.
واللافت في ادارة الشباب العربي هو ضمّها لأعضاء ينتمون الى اختصاصات مختلفة. فهناك المهندسون والحكام واللاعبون السابقون، وحتى رجال الدين، وهو أمر نادر في الأندية الكروية.
فالشيخ محمود جلول، الذي هو لاعب سابق، هو من أعضاء مجلس الادارة، ويأتي وجوده في اللجنة الادارية من منطلق اهتمامه بالشباب قبل 23 عاماً في النروج، حيث بدأت رحلة الشباب العربي، نتيجة معرفة سابقة بجهاد محجوب وناصر بختي.
ويلخص جلول عمله في الادراة بمهمتين: الأولى هي مسؤوليته عن العلاقات الدولية في النادي بسبب علاقاته في اوروبا، ما يسهم في مشاركة الفريق في دورات أوروبية، اضافة الى العمل على تأمين عقود خارجية للاعبين.


دعم الوزارة

يأمل نائب الرئيس هشام طبارة أن يكون دور وزارة الشباب والرياضة أكبر على صعيد دعم الأندية «التي تعمل حقاً، والتي تحقق الألقاب. فهذه الإنجازات لا يمكن أن تحصل دون عمل»، مؤكداً ثقته بالوزير علي عبد الله والمدير العام زيد خيامي، لكنه يأمل أن تُقدَّم تقارير دقيقة عن واقع الأندية كي يأخذ الجميع حقوقهم.