جاء ختام إياب الدوري المنتظم من بطولة لبنان لكرة السلة دامياً، مع تحوّل لقاء الرياضي والشانفيل على ملعب المنارة الى ساحة معركة، لم يُعرف فيها من أين تأتي الضربة ولمن. فالرياضي الذي فاز في اللقاء 83 - 74 (20 - 16، 44 - 33، 62 - 54) كانت سلته الأخيرة، التي سجلها لورين وودز، «حاسمة»، فتحولت الى شرارة فجّرت بارود الملعب المشتعل. القصة بدأت حين حسم الرياضي النتيجة، وأكد فوزه ليتوقف لاعبو الشانفيل تاركين الوقت يمر في آخر سبع ثوانٍ وكانت النتيجة 81 - 74، فما كان من وودز إلا أن دخل وسجّل سلة لتنتهي المباراة بنتيجة 83 - 74.

هنا اعترض قائد فريق الشانفيل فادي الخطيب، وهاجم وودز، معتبراً أنّ ما قام به لا ينمّ عن روح رياضية. وحاول جو فوغل تهدئته، لينزل أحد جماهير الرياضي الى أرض الملعب ويحاول التهجم على الخطيب، قبل أن يتعارك مع لاعب الشانفيل كارل سركيس.
«من هون ورايح» فلتت الأمور، وتحركت قوة مكافحة الشغب التابعة لقوى الأمن الداخلي لضبط الوضع، فحصل صدام مع لاعبي الشانفيل، وخصوصاً يحيى صبرا، الذي تنقّل بين الملعب والمدرجات قبل العودة الى الملعب هرباً من القوى الأمنية. كذلك تدخّل مدرب الشانفيل غسان سركيس، وخصوصاً مع تعرّض مساعده لاعتداء من القوى الأمنية ليصاب مروان خليل بشجّ في رأسه، وتسيل دماؤه، ليسعفه فادي الخطيب ويسلمه للصليب الأحمر.
وهنا تحرّك الرئيس الفخري للشانفيل جاد قهوجي (نجل قائد الجيش) «وطبعاً مع مرافقيه» لحل الموضوع، مع استياء واضح من طريقة تعامل القوى الأمنية مع لاعبي الشانفيل. دقائق ويزداد عدد عناصر الجيش اللبناني الذين يعتقلون عدداً من أفراد جمهور الرياضي، ليصبح المشهد أقرب إلى أن يكون «الجيش مع الشانفيل، والدرك مع الرياضي» كما قال بعض الحاضرين.
واستمرت الأجواء متوترة أكثر من نصف ساعة، مع تزايد عناصر الجيش وحضور بعض الضباط باللباس المدني، فيما بدأت الاتصالات للإفراج عن بعض أفراد جماهير الرياضي، الذين اعتقلهم الجيش.
هذا هو المشهد في ختام المباراة، لكن بداية اللقاء ومُجرياته لاحقاً شهدت جميع أنواع الموشّحات السياسية بين عدد قليل من أفراد جمهور الشانفيل لا يتجاوز عددهم المئة متفرج، وعدد أكبر من جمهور الرياضي يناهز عددهم الـ 500 متفرج. هاتان المجموعتان أفسدتا أجواء اللقاء، مع سيطرة الهتافات السياسية، الى جانب الموشحات البذيئة التي عكّرت صفو المباراة، وهيّأت للانفجار الذي حصل في نهايتها. واللافت أن كل هذا كان يحصل أمام رئيسي الناديين هشام جارودي (الرياضي) وإيلي فرحات (الشانفيل) الى جانب كوكبة من الإداريين، وعدد من أعضاء الاتحاد، دون أن يحرّكوا ساكناً لوضع حد لهذ الفلتان، وخصوصاً مع وجود صغار وسيدات في الملعب.
وبالعودة الى المجريات الفنية، فقد استحق الرياضي الفوز لأسباب عدة أبرزها حالة التوفيق التي لازمت لاعبيه على صعيد التسجيل، وخصوصاً جو فوغل، الذي سجل «دوبل دوبل» (26 نقطة و12 كرة مرتدة)، كما سجل لورين وودز الإنجاز عينه (16 نقطة و15 كرة مرتدة و5 تمريرات حاسمة)، كما سجل نايت جونسون 19 نقطة و9 كرات مرتدة.
لكن اللافت في اللقاء الرقم الذي سجله علي محمود على صعيد الكرات المسروقة، مسجّلاً سبع كرات إضافةً الى تسع نقاط.
وحين يكون الفريق موفّقاً بالصورة التي ظهر عليها الرياضي فمن الطبيعي ألّا يعمد مدربه فؤاد أبو شقرا الى الإكثار من التبديلات، حيث شارك في اللقاء 6 لاعبين فقط، منهم عمر الترك، الذي لعب في الدقائق الخمس الأخيرة.
وتميّز الرياضي بدفاعه وقدرته على الحد من فعّالية فادي الخطيب، الذي كان «خارج الخدمة»، وسجل 10 نقاط فقط (اثنتان في الشوط الأول) و6 كرات مرتدة و4 كرات حاسمة. وحين يكون الخطيب خارج «الفورمة»، يصبح من الصعب على «الأزرق» الخروج فائزاً، رغم الأداء الكبير للثنائي الأجنبي لاري كوكس (21 نقطة و7 كرات مرتدة)، وجاي يونغبلاد صاحب الـ «دوبل دوبل» (26 نقطة و10 كرات مرتدة). أما لبنانياً، فلم يستطع ميغيل مارتينيز (6 نقاط و7 ريباوند في 28 دقيقة) ومازن منيمنة (7 نقاط و5 ريباوند في 40 دقيقة) مساندة الثنائي الأجنبي للوقوف في وجه المد الأصفر.

لقطات

■ كان فادي الخطيب غاضباً من سلة وودز، معتبراً أن مدرب الرياضي فؤاد أبو شقرا أوعز إلى وودز بتسجيلها في وقت كان فيه لاعبو الشانفيل متوقفين بانتظار انتهاء الوقت.
■ رأى رئيس الاتحاد جورج بركات، الذي بذل جهوداً لتهدئة الأوضاع، أنّ بعض أفراد جمهور الرياضي يتحملون مسؤولية ما حصل.
■ استاء بعض الحاضرين من «استعراضات» إحدى الشخصيات على صعيد التنقّل مع ثلاثة حراس، حتى لدى عودته من غرفة ملابس اللاعبين بين الشوطين.
■ تعجّب مدرب الشانفيل غسان سركيس من تصرف أحد الحكام، الذي اعتذر من سركيس بعد احتساب خطأ على الخطيب قلب نتيجة المباراة، إثر تسجيل فوغل ثلاث نقاط حرة، إذ اعترف الحكم بأن القرار خاطئ.
■ شهدت أرض الملعب مشادّة بين ضباط من جهة أمنية واحدة على خلفية ما حدث، وخصوصاً أن بعض العناصر أوقفوا سيارة عسكرية تنقل موقوفين، بعد اعتقادهم أنها تقلّ لاعبين من فريق معيّن.

الحكمة × أنترانيك

أفلت فريق الحكمة من خسارة أمام مضيفه أنترانيك، وفاز عليه بفارق نقطتين 83 - 81 (25 - 16، 44 - 38، 67 - 63) على ملعب سنتر ديمرجيان. وتألّق غالب رضا في الحكمة بتسجيله 24 نقطة، كذلك الأميركي داريل واتكينز، الذي سجل «دوبل دوبل» (19 نقطة و11 كرة مرتدة)، فيما سجل مواطنه غارنيت طومسون 11 نقطة و9 ريباوند، لكنّ كلمة الحسم كانت لروني فهد (14 نقطة وسبع تمريرات حاسمة)، الذي خطف الفوز لفريقه في الثواني الأخيرة.
ومن جانب أنترانيك، فقد أفلت الفوز من أصحاب الأرض في الثواني الأخيرة، وتألّق منهم ملكوم باتلز صاحب الـ «دوبل دوبل» (26 نقطة و17 كرة مرتدة)، وكذلك فعل زميله ويلي بانيستر (24 نقطة و10 تمريرات حاسمة)، فيما سجل علي كنعان 13 نقطة.

مباراتا السبت

حقق فريق المتحد نتيجة كبيرة بفوزه على ضيفه بيبلوس بفارق 44 نقطة 127 – 83 (26 – 23، 55 – 42، 85 – 59). وكان الأميركي أوستن جونسون أفضل مسجل للمتحد بـ38 نقطة، وأضاف لافل باين 20 نقطة الى 10 كرات مرتدة، وباسل بوجي 18 نقطة الى 10 ريباوند، ولبيبلوس الأميركي كالفن وارنر 20 نقطة.
وفاز هوبس على مضيفه الشباب حوش الأمراء 90 - 71 (21 - 18، 40 - 35، 62 - 52) في زحلة. وكان أفضل مسجّل لهوبس كالفن كايج 28 نقطة، وسجل وليام بيرد 24 نقطة و13 كرة مرتدة، ومحمد همدر 15 نقطة و15 كرة مرتدة، وللشباب يوجين كليمونس 20 نقطة و7 تمريرات حاسمة، ومارك داوسون 20 نقطة و8 كرات مرتدة.

الترتيب العام

1 - الشانفيل 44 نقطة من 16 مباراة، 2 - الرياضي 42، 3 - المتحد 36، 4 - الحكمة 36، 5 أنيبال 31 من 15 مباراة، 6 - هوبس 28، 7 - أنترانيك 25 من 15 مباراة، 8 - بيبلوس 22، 9 - الشباب 20.


اتهام

رأى رئيس نادي الرياضي هشام جارودي (الصورة) أن لاعب الشانفيل فادي الخطيب يتحمل مسؤولية ما حصل «حين تهجّم على لورين وودز اللاعب الانترناشيونال، ما أدى الى اندلاع الإشكال». وطالب جارودي الاتحاد بإيقاف الخطيب، وأن يثبت وجوده كراعٍ للعبة، وخصوصاً أنه وقف يتفرج على ما حصل مع لاعبي أنيبال روي سماحة ورودريغ حرب، إضافةً الى «تفرّجه» على مدرب الشانفيل غسان سركيس، وهو يبيع مباراة فريقه مع هوبس الى رئيس النادي جاسم قانصوه. كما استغرب جارودي الاستعراضات العسكرية التي تشهدها مباريات الشانفيل وكثرة عناصر الجيش ما يُخرج المباراة من إطارها الرياضي.