رغم أن مانشستر يونايتد فقد نقطتين ثمينتين بتعادله مع توتنهام هوتسبر في الدوري الإنكليزي الممتاز، فإنّ هذه المباراة مثّلت مناسبة لجماهير «الشياطين الحمر» للاحتفال بحدث يعني الكثير بالنسبة إليهم، وهو وصول لاعب وسط الفريق الويلزي راين غيغز الى مباراته الـ600 في البطولة في صفوف الفريق. هكذا، فقد تصدّر هذا الخبر عناوين الصحف الإنكليزية طيلة اليومين الماضيين، حيث راحت تتغنى بإنجاز هذا النجم الذي قلّ نظيره.نعم يمكن اعتبار غيغز واحداً من اللاعبين الذين يصعب أن يتكرروا في الملاعب، إذ بغضّ النظر عن موهبته الفذة المتمثلة في انطلاقاته الصاروخية ومراوغاته الباهرة وأهدافه المميزة (سجل 109 أهداف في الدوري حتى الآن)، فإن غيغز، الذي يبلغ السابعة والثلاثين من العمر، ظل وفياً لقلعة «أولد ترافورد» طيلة عشرين عاماً، منذ مشاركته لأول مرة في مباراة لمانشستر وكانت عام 1991 أمام إفرتون.
سنوات عشرون يمكن القول إن غيغز حصد فيها كل ما يطمح إليه لاعب كرة القدم في مسيرته، حيث حقق مع «الشياطين الحمر» إنجازات لا تعد ولا تحصى، بدءاً من تحقيقه لقب «البرميير ليغ» إحدى عشرة مرة (اللاعب الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في تاريخ البطولة)، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وهو إضافة الى ذلك يعدّ أفضل صانع للأهداف في تاريخ البطولة الإنكليزية، كما أنه اللاعب الوحيد الذي سجل في عشرين موسماً في الدوري الإنكليزي، والوحيد الذي سجل أهدافاً في إحدى عشرة بطولة متتالية من 1996 حتى 2006، إضافةً الى أنه الوحيد الذي سجل في 14 موسماً في دوري أبطال أوروبا.
كل هذه الأرقام إذاً تلخّص مدى المكانة التي وصل إليها هذا النجم، حيث بات رمزاً من رموز ناديه والدوري الإنكليزي.
فضلاً عن كل ذلك، فإن غيغز مثّل طيلة هذه السنوات مثالاً للاعب الحسن الأخلاق، إذ عُرف بانضباطه خارج الملعب وداخله، وبحرصه على مساعدة زملائه والوقوف إلى جانبهم.
لكن ما السرّ في استمرار غيغز في التألق وصناعة الأهداف وعدم ظهور التعب عليه، رغم أنّ الشيب بدأ يغزو شعره؟ غيغز أجاب عن هذه النقطة قبل أيام من خلال طرحه في الأسواق الإنكليزية قرصاً مدمجاً وإنشائه موقعاً إلكترونياً (giggsfitness.com) يكشف فيهما «خلطته السحرية»، والمتمثلة في ممارسته اليوغا طيلة السنوات الماضية، وهو ما ساعده على المحافظة على لياقته البدنية ورشاقته، إضافةً الى إبعاد شبح الإصابات عنه، لكن كما بات معروفاً، فإن غيغز يعيش أيامه الأخيرة في صفوف «الشياطين الحمر»، التي يُنتظر أن تنتهي مع نهاية الموسم الحالي، إذ لا يخفى أن مانشستر يبحث عن جناح عصري بمواصفات النجم الويلزي (يُتداول بكثرة اسم الدولي الألماني ماركو مارين، لاعب فيردر بريمن)، مما يطرح تساؤلاً عن وجهة غيغز المستقبلية، إن كان سيتّجه كما زميله السابق في الفريق الإيرلندي روي كين نحو التدريب، وهل ستكون يا ترى في ناديه، أم سيعود أدراجه إلى بلاده لمساعدة منتخب ويلز على تحقيق الحلم الوحيد الذي فشل في إبصاره كلاعب، وهو المشاركة في كأس العالم؟


فيرغيسون يُشيد بغيغز

لا يمكن الحديث عن راين غيغز من دون التطرق الى الدور الكبير الذي قام به مدربه ومكتشفه الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون في صقل موهبته طيلة 20 عاماً، إذ وصف «السير» أخيراً غيغز بالـ«مدهش»، معتبراً أن الأخير يستحق أيضاً لقب «السير» نظراً إلى ما قدّمه لـ«الشياطين الحمر» خلال
مسيرته.