لا شكّ في أن الكرة الألمانية ومنذ حوالى سنتين تعيش طفرة في المواهب الشابة نتيجة لاهتمامها المتزايد بالفئات العمرية منذ أكثر من 10 سنوات، وتحديداً بعد السقوط المريع في كأس العالم 1998 أمام كرواتيا 0-3 في ربع النهائي، عندما أُطلق حينذاك لقب «منتخب العواجيز» على «المانشافت»، حيث برزت في الآونة الأخيرة مواهب كثيرة كمسعود أوزيل لاعب ريال مدريد الإسباني، وتوماس مولر وطوني كروس لاعبي بايرن ميونيخ، وشتيفان كيسلينغ لاعب باير ليفركوزن وغيرهم الكثير، غير أن ثمّة موهبة يتوقّع لها النقّاد مستقبلاً باهراً في السنوات القليلة القادمة، وتتمثّل بألكسندر ميركل، لاعب وسط ميلان الإيطالي.ولعل أكثر ما يثبت صحّة هذه النظرية هو ترفيع ميركل من جانب المدرب ماسيميليانو أليغري من الفريق الثاني لـ«الروسونيري» الى الفريق الأوّل، حيث برز الفتى ذو الـ 18 عاماً في مباراة الدور الـ 16 في كأس إيطاليا أمام باري، عندما سجل الهدف الثاني للفريق وصنع الثالث للبرازيلي روبينيو، كما أنه قدّم لمحات فنية رائعة بمراوغاته وتمريراته الدقيقة، إضافةً الى مساندته الهجوم، إن من منتصف الملعب، أو عبر الأطراف، ولم يتوانَ ألّيغري عن الزج به أساسياً في مباراة أول من أمس أمام
تشيزينا.
وقد لاقت مشاركة ميركل أمام باري استحسان الصحافة الإيطالية في اليوم التالي للمباراة، إضافةً الى تلقيه إشادة من جماهير النادي اللومباردي على صفحات المنتديات والمواقع الرياضية، حيث أعربت عن سعادتها لاكتشاف هذا اللاعب، المولود في كازاخستان من أبوين روسيين، وعدّوه خير خلف للاعب وسط الفريق الهولندي كلارنس سيدورف، الذي شارف على الاعتزال.
وسريعاً، خرج نائب رئيس ميلان أدريانو غالياني في تصريح أكّد فيه تمسّك النادي بهذه الموهبة بعدما أبدت عدة فرق اهتمامها باللاعب وعلى رأسها طبعاً بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، المعروف بخطف مواهب أبناء البلد، إضافةً الى إبداء بارما الإيطالي رغبته في الحصول على خدمات هذا الفتى، الذي وصفه ماتياس زامر المسؤول عن قطاع الناشئين في الاتحاد الألماني بـ «إحدى أعظم مواهب كرة القدم».
الأكيد أن ميركل يبدو محظوظاً لأنه استهلّ مسيرته في نادٍ كبير كميلان، ما من شأنه أن يضعه تحت الأضواء سريعاً مقارنةً بما إذا كان قد بدأ مسيرته في صفوف أحد الأندية الألمانية، وهو لم يخف في أحد تصاريحه قبل عامين سعادته بأن يكون بين مجموعة من النجوم العالميين بقوله: «لا شك أنه لأمر مميز أن ألعب الكرة مع (الإنكليزي) ديفيد بيكام (لاعب ميلان السابق) و(البرازيلي) كاكا (المنتقل الى ريال مدريد الإسباني) و(البرازيلي) رونالدينيو (المنتقل أخيراً الى فلامنغو في بلاده). لقد عرفت هؤلاء النجوم عبر التلفاز. إنه شعور رائع».
غير أن الأكيد أيضاً أن منتخب ألمانيا سيكون محظوظاً بإضافة موهبة جديدة الى كوكبته، حيث من المنتظر أن يُستدعى هذا الفتى إلى صفوف «المانشافت» في القريب العاجل إذا ما واصل إثبات قدراته في ميلان، ليكون من ظواهر مونديال 2014 في البرازيل على غرار أوزيل ومولر في مونديال 2010.