سوريا| خرج لاعبو المنتخب السوري من بطولة أمم آسيا لكرة القدم في قطر، وهم يعلمون قيمة ما أنجزوه، فوز على السعودية زعيم آسيا وخسارة بأخطاء تحكيمية أمام اليابان، وأخيراً خسارة أمام الأردن أنهت المشوار السوري في البطولة الشجاعة والاندفاع وحب الوطن ليست عوامل كافية لتحقيق إنجاز في كرة القدم الحديثة، لكن ماذا عن فترة التحضير؟ قبلاً شهدت صفوف المنتخب هزّات عديدة

، بدأت مع هروب المدرب الصربي ديكوفيتش قبل 20 يوماً من بدء البطولة، معللاً ذلك بتدخل إداري في عمله، ليتسلّم الروماني فاليريو تيتا المهمة قبل 18 يوماً فقط على بدئها. واستبعد لاعبا الخبرة ماهر السيد وزياد شعبو، بين أقاويل عن تدخل إداري في عمل الطاقم الفني.
وفي معسكر المنتخب في الإمارات، وصفه أحد لاعبي المنتخب «أنه لا يليق بمنتخب وطني، فهل يعقل أن يصرف لكل لاعب 100 دولار فقط طيلة المعسكر رغم الاستضافة الإماراتية؟!
في الدوحة، لم تكن الأحوال أفضل، فمن رفض طلب الطاقم الفني استبدال كرات التدريب المختلفة عن كرات البطولة بحجة «كرات البطولة سعرها غالٍ»، إلى تخصيص لباسين رياضيين فقط لكل لاعب يكون مسؤولاً عنهما، انتهاءً بدخول البطولة من دون كادر طبي وبمعالج فيزيائي وحيد. تحامل اللاعبون وحققوا الفوز على المنتخب السعودي وأدخلوا بعض الأمل إلى نفوس جماهيرهم، وخسروا أمام اليابان البطلة مع أخطاء تحكيمية، وأمام الأردن الفاصل كان لا بد من الهدوء والتركيز، ولكن في شهادة لأحد لاعبي المنتخب «أن المدرب تيتا حدد موعداً قبل المباراة بيوم واحد ليكون يوماً مفتوحاً للنقاش مع اللاعبين لرفع معنوياتهم وإعطائهم الملاحظات كي لا تتكرر أخطاء مباراة اليابان، وإذا «بالعقيد» تاج الدين فارس يدخل إلى الاجتماع من دون أخذ إذن المدرب، ليعلم اللاعبين بوصول المطربة رويدا عطية إلى مقر التدريب، حيث ستغني لهم وترفّه عنهم. غضب تيتا وخرج صامتاً ورفض إجراء جلسة حوار بديلة».
خسر المنتخب مباراته مع الأردن وخرج...
هذه المشاركة تطرح الأسئلة ذاتها: هل الاتحاد الرياضي العام عاجز عن دفع تكاليف معسكرات تدريب المنتخب وإعطاء اللاعبين رواتب شهرية منذ التحاقهم بالمنتخب، هل عجزت سوريا بـ 23 مليون مواطن عن إنجاب رجال أكفاء لقيادة الاتحاد الرياضي العام؟
المتابع السوري لن يحصل على إجابات شافية لما سبق، بل سيتابع بتلقّي إعلان حملة سوريا نحو كأس العالم 2014 التي تعاد مع اقتراب موعد تصفيات كل كأس عالم، والعودة لإكمال فعاليات الدوري السوري.



الشرق غلب الغرب

أظهر التتويج الياباني الرابع بالكأس القارية سيطرة الشرق على الغرب داخل الملعب، حتى مع انتقال المناصب العليا في الاتحاد القاري نحو الغرب. وقدمت اليابان بتشكيلة لا تضم سوى لاعب واحد عمره فوق 30 عاماً من أصل 23 لاعباً، وكذلك كوريا الجنوبية، عدة عروض سريعة الإيقاع وهجومية تركت منافسيهما في انبهار، وأثبت اللاعبون الشبان في البلدين أنّ المستقبل سيكون واعداً لهم. وهذه أول مرة يفشل فيها منتخب من الشرق الأوسط في الوصول إلى نصف النهائي منذ 1972. وقد رأى مدرب إيران افشين قطبي، كون منتخبه كان أقرب منتخبات الشرق الأوسط للفوز باللقب، «أنّ سوء التنظيم هو السبب وراء ذلك، وأن ما تحتاج إليه منتخبات الغرب هو التعلم من كوريا واليابان، ووضع خطط طويلة المدى، بدءاً بالبنية التحتية والتعليم والأندية المحترفة واللاعبين الشبان».