بقي روبرت كوبيتسا في غرفة العمليات لمدة سبع ساعات لمعالجة الكسور في يده وساقه اليسرى، وقد عُلم أن الإصابات التي ألمّت به كانت نتيجة دخول قسم من حاجز الأمان المحيط بالمسار الى داخل سيارته سكودا فابيا. وعمل الأطباء على عملية جراحية هدفها إنقاذ اليد اليمنى للبولوني من اي ضرر دائم يحرمه من العودة خلف مقود سيارة لوتوس رينو، وقد أشار مصدر طبي إلى أنه الآن في «وضع مستقر لكن حرج». وقال البروفسور ماريو ايغور روسيلو المتخصص بعلاج اليدين والذي أشرف على عملية كوبيتسا، إن الطريقة التي اجريت بها العملية الجراحية مشجعة، لكنه اعترف بأن من المبكر معرفة مدى تجاوب السائق مع عملية التعافي.وتابع: «كانت عملية مهمة وصعبة للغاية.
إن يد روبرت كوبيتسا اليمنى كانت مقطوعة في مكانين، مع تمزقات ملحوظة في العظام والأربطة. عملنا ما نستطيع لإعادة بناء وظائف يده».
وكشف روسيلو عن تناوب فريقين من سبعة اطباء على اجراء العملية الجراحية، وتوقّع أن تستغرق عملية اعادة تأهيل يد كوبيتسا والوصول الى التعافي الكامل، اذا كان هذا الامر ممكناً، نحو 12 شهراً، لكنه اعترف بأن سائقي الراليات والفورمولا 1 يتعافون عادة أسرع من غيرهم.
وتعرض كوبيتسا (26 عاماً) لهذا الحادث عندما كان يقود بسرعة كبيرة قبل اصطدامه بحائط كنيسة صغيرة، وارتطمت السيارة بالحائط من جهتها اليسرى التي كان فيها البولوني، بينما لم يتعرض مساعده ياكوب غيربر لأي إصابة.
وعلّق غيربر على الحادث في تصريح لصحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» الإيطالية قائلاً: «كنا في الكيلومترات الأربعة الاولى من المرحلة الخاصة الأولى. كنت أنظر إلى الملاحظات المدونة ولم ألحظ أنّ السيارة تنحرف عن المسار. لم أستوعب أي شيء إلا بعد حصول الحادث عندما رأيت روبرت يمسك يده قبل أن يفقد وعيه. روبرت ليس سائقاً رائعاً وحسب، بل إنه صديقي، وآمل أن يتعافى
قريباً».
ومن المعلوم، أن فرق الفورمولا 1 أو أي فرق رياضية أخرى لا تسمح لسائقيها أو لاعبيها بالمشاركة في أحداث قد يكون فيها خطورة على حياتهم إلا نادراً، ودافع مدير لوتوس رينو إيريك بوييه عن قراره بالسماح لكوبيتسا في مواصلة هوايته والمشاركة بالراليات في هذه الفترة المصيرية من الموسم، حيث تستعدّ الفرق للموسم الجديد من بطولة العالم، بالقول: «سواء حصل هذا الأمر على متن لوتوس، رينو او سكودا، فلا فرق لأنه لا يتعلق بالعمل. نحن نسمح له بالقيام بذلك لأنه يحب الراليات. الراليات حيوية بالنسبة لروبرت ولصفائه الذهني. يضاف الى ذلك أن هناك اتفاقاً متبادلاً. نحن ندرك المخاطر وهو كذلك. نحن لا نريد رجلاً آلياً أو رجل شركات ليعمل سائقاً في فريقنا».
وأعرب الكثير من السائقين عن حزنهم للحادث الذي تعرّض له كوبيتسا، وتمنوا له الشفاء العاجل، ومن بينهم البريطاني جنسون باتون والبرازيلي روبنز باريكيلو والفنلندي هايكي كوفالاينن والألماني تيمو غلوك، فيما سافر سائق فيراري الإسباني فرناندو ألونسو الذي يعدّ من الأصدقاء المقربين لكوبيتسا.