انتهت الحكاية. انتهت حكاية جميلة من تاريخ كرة القدم. اعتزل «الظاهرة» كما لقّب. نعم لقد كان بحق ظاهرة غير طبيعية في عالم اللعبة أفرحت جماهير كرة القدم بفنياتها وأهدافها الرائعة طوال عشر سنوات من الإبداع اللامحدود.
اعتزل رونالدو. رونالدو لويز نازاريو دي ليما، البرازيلي المولود في 18 أيلول 1976 في ريو دي جانيرو. بين 18 أيلول 1976 و14 شباط 2011 ثمة الكثير ما يقال عن لاعب كان استثنائياً. لاعب يصعب أن يتكرر. يحار المرء مع نجم بحجم رونالدو من أين يبدأ. هل من اعتبار رونالدو أفضل هدّاف في تاريخ كأس العالم بـ 15 هدفاً وبفارق هدف عن الألماني ميروسلاف كلوزه، أو من اعتباره أفضل لاعب في العالم أعوام 1996 و97 و2002 أو من اعتباره من بين أفضل 100 لاعب في التاريخ اختارهم الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، أو من أهدافه غير العادية، وخصوصاً في فترة احترافه في برشلونة الإسباني، تلك المراوغات التي كان يجيدها والتي يصعب تكرارها في يومنا هذا؟ لقد كان بحق لرونالدو نكهته المختلفة عن كل لاعبي العالم في التاريخ، هو من اللاعبين القلائل الذين يشعرونك بهذا السحر الغريب الذي يأخذك الى المكان البعيد. إنه المبدع الذي استطاع توظيف موهبته وتطويرها بطريقة مميزة.
لا شك بأن ما قبل رونالدو هو غير ما بعد رونالدو. ورغم أن سنوات رونالدو الأخيرة وعودته الى البرازيل للعب في صفوف كورينثيانس شابها ما شابها من علامات استفهام، وخصوصاً مع ازدياد وزنه وتراجع مستواه وهذا أمر يمكن القول إنه طبيعي مع تقدمه بالعمر ووصوله الى مرحلة من الاكتفاء بالإنجازات، فإن الفترة الممتدة منذ عام 1995 حتى 2002 يصعب أن تتكرر في تاريخ كرة القدم، حيث قدم لنا فيها رونالدو كل شيء نطمح الى مشاهدته في كرة القدم، وأكثر من ذلك فقد قدّم لنا نموذجاً للاعب الذي يمتلك عزيمة فولاذية بعد تعرضه لثلاث إصابات خطيرة كادت تطيح مسيرته، لكنه في كل مرة كان يعود أفضل مما كان والدليل على ذلك قيادته البرازيل الى التتويج بكأس العالم 2002 بأهدافه الثمانية، وبينها الهدفان في مرمى ألمانيا في النهائي.
الأكيد أن المتأثرين باعتزال رونالدو كثر، وخصوصاً أولئك الذين يرون أنه الأفضل في التاريخ حسب وجهة نظرهم، متفوّقاً على مواطنه بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا، وهي بتجرّد وجهة نظر تستحق المقاربة، غير أن المتأثر الأكبر باعتزاله هو منتخب «السيليساو»، إذ تلمّسنا هذه النتيجة في الآونة الأخيرة مع ابتعاد رونالدو عن المنتخب حيث لم نجد لاعباً يستطيع ملء الفراغ الذي تركه «الظاهرة»، ومن المؤكد أن الزمن سيطول حتى إيجاد البديل له.



حقبة لامعة في برشلونة

تنقّل رونالدو بين الفرق الأوروبية الكبرى بدءاً بإيندهوفن الهولندي ومروراً ببرشلونة الإسباني وإنتر ميلانو وميلان الإيطاليين وريال مدريد الإسباني، لكن يمكن عدّ فترة لعبه مع النادي الكاتالوني الأفضل، إذ قدّم فيها لمحات فنية رائعة وأهدافاً مميزة يصعب أن تتكرّر بسهولة.