ظاهرة تفوّق مدربين غير منتظرين في الدوري الإنكليزي الممتاز بدت لافتة في موسم 2015-2016، الذي كان شاهداً على وصول مدربين "من الصف الثاني" إلى مصاف المدربين الأبرز في العالم. في المقابل، تراجع المدربون الذين يفترض أن يكون الدوري بين أيديهم، إذ لم يكن أفضل المتفائلين بين جماهير ليستر سيتي وتوتنهام هوتسبر ووست هام يونايتد أن يرى مدرب فريقه يقوده نحو الاقتراب من حلم الـ "بريميير ليغ" أو الاقتراب للتأهل إلى البطولات الأوروبية، والنجاح بتثبيت علو كعبهم بين كبار إنكلترا.
مدرب ليستر الإيطالي كلاوديو رانييري، مدرب توتنهام الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، ومدرب وست هام الكرواتي سلافن بيليتش من جهة، ومدرب مانشستر يونايتد الهولندي لويس فان غال، ومدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر، ومدرب مانشستر سيتي التشيلياني مانويل بيلليغريني، ومدرب تشلسي الهولندي غوس هيدينك من جهة أخرى. تحضر المقارنة هنا استناداً إلى نجاح كلٍّ منهم في الدوري، وذلك رغم عدم وجود إمكانات متساوية، وخصوصاً المادية بينهم.
رانييري وبيليتش خالفا التوقعات مع فريقين ضعيفين، كان همّهما الهروب من الهبوط

ولا شك في أن رانييري هو الاسم الأكثر تداولاً في إنكلترا حالياً، وهو الذي يبدو في طريقه إلى تحقيق معجزة كروية. صنع رانييري الحدث هذا الموسم، وتفوق على جميع أقرانه من المدربين رغم ميزانية ليستر الصغيرة. هذا المدرب الذي وُصف سابقاً بـ "الفاشل" من قبل البرتغالي جوزيه مورينيو، أو "الرجل الثاني" من قبل الصحافة، نظراً إلى احتلاله دائماً المركز الثاني في البطولات التي شارك فيها، أسكت كل المنتقدين من دون أن ينبس ببنت شفة، بل تكلم لاعبوه على أرض الملعب. بات بإنجازه الذي ما زال مستمراً من "صفوة" المدربين.
بدوره، تفوق بوكيتينو على فان غال وفينغر، فتغلب على سيتي ويونايتد، وتعادل مع أرسنال بمجموع المباراتين ذهاباً وإياباً. أما باقي الفرق، فقد نجح بطبيعة الحال، في التغلب عليها، ما جعله الثاني خلف المتصدر بفارق 5 نقاط.
تميّز بوتكيتينو بالقدرة على البناء وتطوير الفريق حتى مع إمكانات محدودة، وذلك بشكلٍ غير مستغرب، إذ قبل مجيئه إلى ملعب "وايت هارت لاين" قاد ساوثمبتون إلى إنجاز تاريخي باحتلال المركز الثامن في جدول ترتيب الـ "بريميير ليغ" في إنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي. هذا الموسم، لم ينتهِ الدوري بعد، لذا فالإنجاز التاريخي الجديد لا يزال وارداً. وعلى امتداد أربعة مواسم، نجح بوكيتينو في صنع المطلوب منه وإعادة الفريق للمنافسة للمرة الأولى منذ عام 1961. في الموسم الأول له مع الفريق اللندني احتل الـ "سبرز" المركز الخامس برصيد 64 نقطة، ولعب 38 مباراة وفاز فى 19 وتعادل 7 مرات وخسر 12 مباراة، وأحرز 58 هدفاً، وتلقت شباكه 53 هدفاً. تغيّر الحال اليوم، وتطوّر إيجاباً، حيث خاض توتنهام حتى الآن، 34 مباراة وفاز في 19 وتعادل 11 مرة وخسر 4 مباريات فقط، محرزاً 64 هدفاً، وتلقت شباكه 25 هدفاً، ليكون الأفضل دفاعاً.
مدرب وست هام، بيليتش، يحتل فريقه المركز السادس خلف يونايتد، ويصارع على المشاركة في البطولات الأوروبية، وكل ذلك بفضل بصمته.
تمكن بيليتش من الفوز على أرض أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي هذا الموسم. ومع مرور الأسابيع تبيّن صحة اختيار إدارة الفريق لبيليتش، إذ كان الهدف الأولي البقاء في الدوري الممتاز، إلا أنه بات حالياً منافساً على المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية.
ويمكن القول إن هؤلاء هم مدربو الظل، في زمن لا تقتنص الكاميرات والأضواء إلا مدربي الفرق الأقوى في إنكلترا. لكن بما حققوه ولا يزالون، سينجحون بلا شك في تحويل كل إعلام إنكلترا باتجاههم، ليصبحوا دون سواهم تحت الأضواء.




نتائج البطولات الأوروبية الوطنية


إنكلترا (المرحلة 34)

مباريات مؤجلة
نيوكاسل - مانشستر سيتي 1-1
الهولندي فورنون أنيتا (31) لنيوكاسل، والأرجنتيني سيرجيو أغويرو (14) لسيتي.

إسبانيا (المرحلة 34)

إسبانيول - سلتا فيغو 1-1
ماركو أسينسو (39) لاسبانيول، وإياغو أسباس (28) لفيغو.

ريال بيتيس - لاس بالماس 1-0
الهولندي ريكي فان فولسفينكيل (83).
إيطاليا (المرحلة 34)

نابولي - بولونيا 6-0
مانولو غابياديني (10 و35 من ركلة جزاء) والبلجيكي درايس ميرتينز (58 و80 و88) ودافيد سيلفا (89).

كأس ألمانيا (نصف النهائي)

بايرن ميونيخ - فيردر بريمن 2-0
توماس مولر (30 و71 من ركلة جزاء).

كأس فرنسا (نصف النهائي)

لوريان - باريس سان جيرمان 0-1
السويدي زلاتان ابراهيموفيتش (75).