يبدو أن “أيام الغضب” لم تعد حكراً على السياسة، بل وصلت إلى الرياضة؛ فما تعرّض له حكام مباراة الخيول والمحبة طرابلس ضمن المرحلة الـ20 من دوري الثانية، إضافة إلى الخطر الذي تهدد فريق الخيول إدارةً ولاعبين، يطرح سؤالاً بارزاً... لماذا كل هذا “وعلى شو”؟ القصة بدأت مع احتساب الحكم الرئيسي محمد زعتر لركلة جزاء في الدقيقة الـ94 من اللقاء، وكانت النتيجة متعادلة 2-2. وما إن اتخذ الحكم القرار، حتى انهال لاعبو فريق المحبة وإداريوه بالضرب والركل، لتتوقف المباراة نحو ثلث ساعة، قبل أن يستكمل الحكم اللعب، وهذا أصبح معروفاً، لكن ما خفي كان أعظم، فالكلام الطائفي الذي صدر عن فريق المحبة بشأن نيّة الحكام منح الفوز للخيول لكونه فريقاً شيعياً مع ما رافق ذلك من تطاول على رموز شيعية لا يمكن أن يكون في مباراة كرة قدم. والمضحك المبكي أن الحكم المتهم “بتربيح الشيعة هو سنّي”. وبغض النظر عن مدى صحة قرار الحكم، ليست مقبولة التصرفات التي حصلت وتهديد رئيس النادي عباس يونس الحكام بعدم الخروج من الملعب إذا لم تُستكمَل المباراة، وأصبح هدف الحكام العودة سالمين إلى بيوتهم بغض النظر عن تطبيق القانون وحفظ الكرامات، وبالتالي أُكملت المباراة التي انتهت بتعادل الفريقين 2-2. لكن ماذا بالنسبة إلى ركلة الجزاء، وكيف نُفِّذت؟
المعلومات أشارت بعد المباراة إلى أن قائد فريق الخيول موسى حجيج لم يسجل الركلة قصداً بعد قرار من رئيس النادي ميثم قماطي (تعرّض للضرب) الذي طلب من حجيج عدم التسجيل حرصاً على سلامتهم، فما كان من حجيج إلا أن طلب من لاعبيه عدم متابعة الركلة وأبعدهم عن خط منطقة الجزاء، وأبلغ لاعبي المحبة بأنه لن يسجلها. وبالفعل لعب حجيج الكرة خارج المرمى وتوجه إلى أحد لاعبي المحبة وصافحه على وقع تصفيق لاعبي المحبة.
وقد يتساءل البعض عن دور القوى الأمنية، لكن تلك القوى المذكورة لم يحضر منها سوى دركيين اثنين.
■ خاطب إداري من الخيول أحد المسؤولين في نادي المحبة بعد المباراة قائلاً: “في الله” نتيجة لما تعرّضوا له، فأجاب الثاني “الله عندكن غير الله عنّا”.
■ سأل قائد الفريق موسى حجيج إدارييه في الاجتماع الذي عقد بعد المباراة عن صوابية ما فعله بعدم تسجيل ركلة الجزاء، خصوصاً إذا ضاع التأهل الى الأولى، فكان هناك إجماع من الحاضرين بأن ما فعله حجيج أنقذ حياتهم!

أجواء الاتحاد

يبدو أن الأجواء الإيجابية عادت لتخيّم على أجواء الاتحاد البناني لكرة القدم، وهو أمر ترجم في عقد جلسة للجنة العليا أمس. وكان رئيس الاتحاد هاشم حيدر قد عقد اجتماعاً ضم معظم الأعضاء يوم الجمعة وجرى خلاله مناقشة القضايا العالقة، كما عقد السبت اجتماع مصارحة بين العضوين سيمون الدويهي وهامبارسوم ميساكيان في مطعم الكيف بمسعى من الاداري في الراسينغ جورج حنا والمدير الفني لمنتخب الصالات دوري زخور، حيث جرى تقريب وجهات النظر قبل الجلسة الاتحادية أمس.
وكانت مباراة الخيول والمحبة حاضرة في الجلسة حيث عرض شريط الفيديو واتخذت قرارات قاسية بحق المحبة عبر إيقاف عدد كبير من لاعبيه وإدارييه ونقل مبارياته من طرابلس.
ورغم أن الاتحاد طبّق القانون، من يعوّض على الخيول خسارتهم للنقطتين (لو سجل حجيج ركلة الجزاء) وإذا لم يتأهلوا الى بطولة الدرجة الأولى بفارق نقطة أو اثنتين عن فريق آخر؟ ومن يعوّض على الحكام ما عاشوه من إرهاب ورعب حقيقي، اضافة الى الأضرار الجسدية والنفسية نتيجة امتهان كرامتهم أمام أعين الجميع؟ سؤال برسم الجميع.



حجيج: أخجل أنني في عالم كرة القدم

لم يجد قائد فريق الخيول موسى حجيج سوى عبارة “أي إنسان يخجل أن يقول إنه في عالم كرة القدم” تعليقاً على ما حصل مع فريقه في ملعب طرابلس البلدي أمام المحبة، معتبراً أن الأمور والأجواء في الملعب لم تكن تحتمل أي تصرف مغاير لما حصل.