يشهد الوسط الكروي اللبناني حراكاً من نوع آخر مع إطلاق حملة “كفى” لإسقاط “اتحاد الـ 172” عبر مجموعة من الشباب اللبناني، الذي يهوى كرة القدم ويتألّم لما وصلت اليه في ظل صمت اتحادي رهيب. القصة بدأت مع صدور الترتيب الشهري للفيفا للمنتخبات قبل شهرين، حيث حلّ فيه لبنان في المركز الـ172 (حالياً في المركز الـ169 لشهر شباط)، وهو أمر استفز جمهوراً كبيراً من مشجّعي الكرة اللبنانية المستاء من تراجع لبنان على سلم الترتيب. وكانت الفكرة من عضو المنتدى محمد الساحلي، الذي “أخذ نفَساً مما يحصل في الوطن العربي” كما يقول، وقرر إطلاق حملة “كفى” بهدف تغيير “النظام الكروي” في لبنان.
وقد لاقت الفكرة استحسان زملائه ودعمهم، فأخذت كرة الثلج تكبر شيئاً فشيئاً حتى فاق عدد الداعمين الألف على موقع “كووورة” و“الفايس بوك”. ويعدّ هذا التحرك الأول من نوعه منذ التظاهرات التي نُظّمت عام 1999 والتي قام بها جمهور النجمة احتجاجاً على الأداء الاتحادي حينها.
ولا تتوقف تحركات المنظمين للحملة حالياً على المواقع الإلكترونية، بل إنهم اتصلوا بعدد من الأندية اللبنانية، التي شجعت الخطوة، كما أعلن عدد من الأندية دعمه للتحرك، ومنها إدارة نادي المبرة .
ويلخّص الساحلي الهدف بتغيير الاتحاد وإدخال دماء جديدة الى اللعبة بعد السقوط المخيف للكرة اللبنانية، وهو أمر يوافق عليه زميله حسن فرج، الذي يحتار من أين يبدأ. هل من غياب الاهتمام بالمنتخبات الوطنية، أم من اللامبالاة التي يتعاطى بها الاتحاد مع محترفيه في الخارج، القادرين على إعلاء شأن المنتخب اللبناني إذا جرى الاهتمام بهم والتعاطي معهم بطريقة مشرّفة؟
واللافت عدم ارتباط “قادة الثورة” بأي ناد أو مراجع سياسية، بل هم مجرد جمهور كروي من أطياف المجتمع اللبناني الرافض للفساد الحاصل في الاتحاد اللبناني والكرة الوطنية.
ويعرف الساحلي صعوبة مهمّتهم لتحقيق الهدف الأسمى وهو إسقاط الاتحاد، وخصوصاً في ظل الاصطفاف السياسي والطائفي، لكنهم مصرون على الإكمال حتى النهاية “حتى لو بقي شخص واحد”.
ويتطرق الساحلي وفرج الى أمور أخرى تحصل كتحوّل الملاعب الى ثكن عسكرية وغياب الأموال عن الأندية، الذي مرده الى غياب الاهتمام باللعبة نتيجة غياب الجمهور. “فهل هناك شركة إعلانات تفكّر في وضع إعلان في الملعب لمن تشاهده الكلاب (في إشارة الى وجود كلاب شاردة على المدرجات)؟” يتساءل فرج بسخرية.
ومن الأسماء الأخرى التي يتضمنها “تنظيم الثورة الكروية” محمد السيد وزهير المدقة وحازم يتيم، إضافةً الى العديد من الناشطين. وهؤلاء استطاعوا اختراق حاجز الصمت بمساعدة بعض وسائل الإعلام كتلفزيوني الجديد وANB.
وكشف الساحلي عن إعداد ملف كبير بجميع مخالفات الاتحاد عبر أشخاص قانونيين، وأولهم حبيب عبد الله، المتابع لكرة القدم، الذي يعمل بجد لكشف جميع الثغر في العمل الاتحادي.
واللافت هو الواقعية التي يتعاطى بها المنظمون مع ما يقومون به من ناحية صعوبة التغيير، لكن الساحلي يتمثّل بالثورات العربية القائمة، التي انطلقت من نقطة ولم يكن حينها أحد يعلم الى أين ستصل. “وحتى لو لم يحصل التغيير فحينها يكون الناس قد علموا بما يجري. وليتحمّل الجميع مسؤولياته”.
ويختم الساحلي كلامه “أتمنى من الإعلام والأندية واللاعبين القدامى الدعم من أجل التغيير”.



العهد يقترب

فاز العهد على مضيفه الاخاء 1-0، أمس، في مباراة مؤجّلة. وتقدّم وصيفه الصفاء بأربع نقاط قبل ثلاث مباريات على الختام. وتفوّق العهد واقترب من اللقب بقيادة المدرب محمود حمود. وجاء هدف الفوز برأسية حوّلها بالخطأ المدافع ماركو في مرماه (27). ويلتقي العهد مع الصفاء منافسه الوحيد على اللقب الأسبوع المقبل.