حطّم البرازيلي زي روبرتو قبل أيام رقماً قياسياً في ملاعب الدوري الألماني لكرة القدم، عندما أضحى اللاعب الأجنبي الأكثر مشاركة في «البوندسليغا» بـ331 مباراة. ورغم أن أخباره تبدو قليلة في هذه الأيام، وخصوصاً مع بلوغه سن الـ36، إلا أن زي روبرتو لاعب هامبورغ الألماني استطاع أن يدخل تاريخ الدوري الألماني، متخطياً برقمه البوسني سيرغي بارباريز (330 مباراة).ولا يخفى على من تابع مسيرة هذا اللاعب إبان تنقله بين العديد من الفرق العريقة في «البوندسليغا» أن وصوله إلى إنجازه الأخير هذا لا يعد مجرّد رقم فحسب، بل إنه طبع هذا الرقم بأداء أقل ما يقال فيه أنه خيالي من ناحية المجهود البدني الذي يبذله هذا اللاعب على أرض الملعب، فتمتع بالفنيات والاندفاع البدني الذي اشتهر به الألمان. أضف أنه صبغ الجانب المهم للاعب وسط الارتكاز بصبغة برازيلية من خلال مهاراته التي تمتع بها، إضافة إلى إجادته المراوغة وتمريراته الثاقبة، إلى امتلاكه حسّاً تهديفياً رهيباً.
ويمكن بسهولة معرفة مدى تعلّق زي روبرتو بالكرة الألمانية؛ إذ إنه ترك «البوندسليغا» عام 2006 إلى سانتوس، ثم عاد في العام التالي إلى الملاعب التي شهدت على إبداعاته. إلا أن السؤال الذي يطرح هنا: ما هو النادي الألماني الذي أبدع فيه زي روبرتو؟ ما هو معلوم أن نجم «السيليساو» السابق تنقّل بين 3 فرق ألمانية، هي باير ليفركوزن (1998 - 2002، شارك في صفوفه في 113 مباراة وسجل 17 هدفاً) وبايرن ميونيخ (2002 - 2006 و2007 - 2009، شارك في صفوفه في 169 مباراة وسجل 14 هدفاً) وهامبورغ (2009 حتى الآن، شارك في صفوفه في 42 مباراة وسجل 6 أهداف). لكن ما هو أكيد أن زي روبرتو تألّق في صفوف الفرق الثلاثة على نحو متوازٍ، حيث إنه في باير ليفركوزن وبايرن ميونيخ كان في قمة مستواه، أما في هامبورغ فإنه أيضاً يقدّم أداءً باهراً مقارنة ببلوغه سن السادسة والثلاثين. أما إذا تحدّثنا عن الألقاب، فإنه لا شك في أن قيمة بايرن ميونيخ تضاهي الفريقين الآخرين، وقد حقق زي روبرتو في صفوفه 4 ثنائيات في الدوري والكأس، لكن هذا الأمر ليس شرطاً للحكم على نجاح زي روبرتو في أحد هذه الفرق أكثر من الفريقين الآخرين؛ إذ لا يمكن عدم المرور على الموسم الاستثنائي عام 2002 الذي قدمه زي روبرتو في صفوف باير ليفركوزن، حيث كان أحد أهم العناصر التي قادت الفريق الألماني إلى بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا.
ما هو أكيد أن عهد زي روبرتو يصعب تكراره على مستوى الإنجازات الفردية والجماعية وعلى المستوى الفني والمهاري.