ينتقل الصراع الشرس بين برشلونة وريال مدريد من ملعبي «كامب نو» و«سانتياغو برنابيو» إلى ملعب «ميستايا» في فالنسيا الذي سيكون أرضاً محايدة لحسم موقعة «كأس الملك» حيث سيتوّج أحد الفريقين بأول ألقابه هذا الموسم. واستناداً إلى الموقعة الأخيرة التي جمعت الفريقين في مدريد السبت الماضي، يمكن الجزم بأن الفوارق التي سترجّح كفة فريقٍ على آخر ستكون قليلة، ولو أن لغة الأرقام تقول إن برشلونة كرّس تفوّقاً رهيباً من حيث التمرير والتسديد، إلى درجة أن أرقامه في اللقاء الذي انتهى بالتعادل 1-1 أفضل من ذاك الذي فاز فيه 5-0 في تشرين الثاني الماضي.
باختصار، تمكن «البلاوغرانا» من إكمال 817 تمريرة، أي أكثر بـ88 تمريرة من مباراة الذهاب، بينما تبادل «الميرينغيز» الكرة عبر 278 تمريرة مقابل 386 ذهاباً، في الوقت الذي زادت فيه تسديداتهم كما هي حال «البرسا» الذي أظهر تطوّره مجدداً عبر محاولات التسديد التي ارتفعت إلى 15 مقابل 11 ذهاباً.
لكن بغض النظر عن الأرقام، يجد مورينيو نفسه مضطراً إلى اللعب بالاستراتيجية نفسها التي كسبت رضاه، ولو أن الجماهير تطالبه اليوم بعدم اعتماد رأس حربة صرف، أي الاستغناء عن الفرنسي كريم بنزيما والاستعانة بالألماني مسعود أوزيل الذي بدا فور دخوله في المباراة الأخيرة «مايسترو» في خط الوسط. هذه الفكرة تبدو منطقيّة؛ إذ إن الريال بحاجةٍ إلى بعض الإبداع في خط الوسط، وخصوصاً أن صانع الألعاب شابي ألونسو لم يتمكن من مجاراة شافي هرنانديز مثلاً في هذا المجال؛ إذ في 66 دقيقة لعبها مرر لاعب وسط ليفربول الإنكليزي سابقاً 13 كرة فقط!
ومما لا شك فيه أن الفريق الملكي يفترض أن يتمتع بالشجاعة الهجومية إذا أراد الفوز، وقد يستفيد من انتقادات «أسطورته» الفريدو دي ستيفانو الذي حمل على مورينيو بشدة، مشيراً إلى أن الريال كان بلا شخصية أمام الكاتالونيين، وكتب في «ماركا» أن «البرسا» أظهر أمام الكل تفوّقه على غريمه، مضيفاً: «برشلونة كان أسداً، بينما لعب ريال مدريد كالفأر».
من جهته، لا يخفى أن حامل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالكأس (25 لقباً) ليس بحاجةٍ إلى التفكير كثيراً في الطريقة التي سيعتمدها؛ إذ إن أسلوبه المفتوح يبقى دائماً نقطة قوته. لكن تركيز زملاء ليونيل ميسي سيكون على تحرير «البرغوث» الأرجنتيني من براثن الدفاع المدريدي ومحاولة وضعه في أكثر من مناسبة داخل المنطقة المحرمة، حيث اعتاد إنزال أشد العقوبات بالخصوم، وهذا أمر لم يسنح له كثيراً أخيراً في «سانتياغو برنابيو» وسط اعتماد فريق العاصمة الإسبانية على خطي دفاع، يقود الأول البرتغالي بيبي والألماني سامي خضيرة، والثاني البرتغالي الآخر ريكاردو كارفاليو وسيرجيو راموس، ما جعل عبور التمريرات البينية مسألة صعبة.
«صراع أدمغة» سيكون مرة جديدة بين مورينيو المعتاد حصد الألقاب بشتى طرق اللعب، وجوسيب غوارديولا المحظوظ لحصوله على لاعبين يمكنه توجيههم كأنه يلعب الـ«بلاي ستايشن» في غرفة الجلوس.
■ التشكيلتان المحتملتان:
ــ برشلونة: خوسيه بينتو، داني ألفيش، جيرارد بيكيه، كارليس بويول، أدريانو، سيرجيو بوسكتس، اندريس إينييستا، شافي هرنانديز، بدرو رودريغيز، ليونيل ميسي، دافيد فيا.
ــ ريال مدريد: إيكر كاسياس، ألفارو أربيلوا، سيرجيو راموس، ريكاردو كارفاليو، مارسيلو، بيبي، سامي خضيرة، شابي ألونسو، مسعود أوزيل، أنخيل دي ماريا، كريستيانو رونالدو.



على هامش «إل كلاسيكو»


◄ 15 «إل كلاسيكو» أُقيمت في يوم الأربعاء، فاز ريال مدريد في 7 منها وبرشلونة في 3 مقابل 5 تعادلات.
◄ في كل «إل كلاسيكو» أقيم على أرضٍ محايدة، فاز الفريق الذي افتتح التسجيل.
◄ في آخر 25 سنة خسر برشلونة مرتين فقط مباراة «إل كلاسيكو» في شهر نيسان من أصل 11 مباراة خاضها.
◄ أسرع هدف في تاريخ «إل كلاسيكو» سجله لاعب الريال الكوبي شوس ألونسو، وذلك بعد 40 ثانية على بداية المباراة التي أُقيمت في 28 كانون الثاني 1940.
◄ مهاجم برشلونة الهولندي باتريك كلايفرت هو أكثر اللاعبين خوضاً لمباريات «إل كلاسيكو» متتالية من دون أن يتذوّق طعم الفوز في أيٍّ منها (6 تعادلات و4 خسارات بين 1999 و2003).
◄ «إل كلاسيكو» الذي جمع أكبر عددٍ من اللاعبين الأجانب أُقيم في 19 أيلول 1998 (2-2)، حيث مثّل برشلونة 9 لاعبين غير إسبان مقابل 7 دافعوا عن ألوان ريال مدريد.
◄ الفريدو دي ستيفانو هو الأكثر تسجيلاً في مباريات «إل كلاسيكو» برصيد 18 هدفاً، يليه راوول غونزاليس (15)، ثم سيزار وخينتو والمجري فيرينك بوشكاش، ولكلٍّ منهم 14 هدفاً.
◄ راوول هو الوحيد الذي سجل في «إل كلاسيكو» الدوري والكأس السوبر ودوري أبطال أوروبا.