من تابع مباريات ميلان الإيطالي هذا الموسم، أمكنه ملاحظة فتاة شقراء، حسناء المظهر، تتابع «الروسونيري» في المقصورات الرئيسية للملاعب، وهي لا تتوانى عن القفز عالياً مطلقة من حين لآخر قبلة نحو البرازيلي ألكسندر باتو، لاعب النادي اللومباردي. إنها باربرا برلسكوني ابنة سيلفيو رئيس ميلان. هكذا، وبسرعة البرق أطلت علينا هذه الحسناء من الظل لتصبح رقماً صعباً في معادلة ميلان من خلال امتلاكها شخصية قوية استطاعت أن تكسب احترام الجميع في نادي عاصمة الأزياء العالمية.
وهكذا أيضاً، كثرت أخبار هذه الفتاة وازداد ظهورها الإعلامي انطلاقاً من علاقتها العاطفية بباتو، فبدأت عدسات «الباباراتزي» بمطاردتهما أينما حلّا. غير أن «استراتيجيا» باربرا تتخطى مجرد علاقتها بباتو ووجودها في ميلان وتتخطى مجرد أنها ابنة رئيس الوزراء الإيطالي، إذ إنها انتخبت قبل أيام عضواً في مجلس إدارة النادي اللومباردي، ويكفي قول نائب رئيس النادي «إنها إشارة ثقة» للدلالة على مدى العلاقة التي بدأت تتأسس بين هذه الفتاة ونادي والدها.
«نود أن يكون ميلان النادي الأفضل في إيطاليا وفي أوروبا والعالم»، كلمات أطلقتها باربرا في مقابلة مع صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الرياضية المحلية كافية للدلالة على أهداف هذه الفتاة المستقبلية التي لا تخفي بأنها تتوق لـ«إعادة أمجاد ميلان».
وفي الوقت الذي يدنو فيه بعض لاعبي «الروسونيري» من الاعتزال، فإن خطة باربرا تبدو واضحة «نريد إدخال أهداف جديدة للنادي، ويجب الاهتمام بقطاع الناشئين أكثر ودمج الشباب في الفريق الأول». بالفعل تبدو باربرا محقة في هذا الجانب، مع تقدم كل من أندريا بيرلو وجينارو غاتوزو وأليساندرو نيستا وغيرهم في السن.
ولا تخفي باربرا أن ظهورها الكثير في النادي قبل انتخابها عضواً كان «للتعرف على كيفية سير الأمور في هذا العالم (كرة القدم)، وهي تبدو صريحة بالقول إنه لا يهمها المنصب الذي ستتولاه في ميلان، بل هدفها الرئيسي هو «الاهتمام بميلان وباسم عائلتها».
ولا يخفى في هذا الإطار، كما تداولت وسائل إعلام إيطالية في الآونة الأخيرة، أن باربرا مرشحة مستقبلاً لخلافة والدها على رأس النادي اللومباردي، وما انتخابها ضمن مجلس الإدارة، حيث ستتولى إدارة الشؤون التسويقية، سوى خطوة أولى في هذا المجال.
باربرا تبدو متابعة عن كثب لميلان منذ الصغر، إذ إن طالبة الفلسفة لا تزال تحنّ الى الفترة التي كان يقود فيها أريغو ساكي الفريق، كما أن قلبها يميل الى الفريق الذي قاده فابيو كابيللو، وهي تتذكر كيف كانت ترافق والدها الى الملعب وهي صغيرة لمشاهدة الهولنديين ماركو فان باستن ورود غوليت وفرانك راييكارد، غير أن أكثر لاعب أعجبها في ميلان هو باولو مالديني.
وتبدو باربرا متعصبة لميلان إزاء إنتر ميلانو عند سؤالها إن كان ميلان يتعرض للخسائر فهل تشجع أنتر، قائلة بثقة: «ميلان يملك دائماً ما يقوده الى الانتصارات، لكن إذا لم يحقق ذلك فإنني لن أقول أنتر أبداً».
الأكيد أن مرحلة جديدة في السنوات المقبلة سيعيشها النادي اللومباردي وستكون بطلتها فتاة اسمها باربرا برلسكوني، فهل ستسير على خطى والدها أم سيكون لها شأن آخر؟



نساء يُدرن كرة إيطاليا

في حال تسلّمها رئاسة ميلان لن تكون باربرا برلسكوني المرأة الاولى التي تشغل هذا المنصب في «سيري أ»، إذ سبقتها الى هذه الخطوة فلورا فيولا التي رأست نادي روما عام 1991 لدى وفاة زوجها دينو فيولا. وتكرر السيناريو عينه في نادي العاصمة الايطالية مع روسيلا سنسي التي حلّت على رأس الادارة من 2008 الى 2001 بعد موت والدها فرانكو.