رغم كل ما يلف الوطن، تضيء رياضة لبنان بشعاع من الأمل. فقد عادت بعثة نادي السد اللبناني لكرة اليد من الدوحة بنصر تاريخي عالمي، حيث حلت ثالثة، بتمام إدارة «سليمانية» عرفت كيف تخطط دون ضجيج، قبل أن تفاجئ الجميع وتعود تاركةً اسم الوطن التائه يدور ساطعاً في إعلام العالم، ليعلن أن يد لبنان مضيئة رغم «هريان» مصابيح السياسة وحواشيها.

فُتح صالون الشرف في مطار بيروت، وانهالت التهانئ من الاتحاد والوزارة والأولمبية ومسوؤلي نواد وأطراف وأسماء... كل هذا جميل ولكن، هل هو كل شيء ممكن؟
لنتذكر. هرعت مراجع رياضية ـــــ سياسية لإرسال منتخب السلة الى بطولة العالم، العام الماضي وقدّمت نصف مليون دولار دعماً، وبلا نتيجة. فقط ليبقى العلَم حاضراً هناك. عال! أيضاً، خصصت مئة مليون ليرة للأنصار كي لا يغيب عن المشاركة في كأس آسيا. وبلا نتيجة. عال! وماذا عن السد، الذي عاد منتصراً حقيقياً؟! ليس بالسكوت ولا بالكلام وحده تحيا الرياضة الوطنية؟ أيها السد، مشكلتك أنك سبّبت مشكلة كبيرة لكل تلك المراجع وأحرجتها « لأنها ستقف مخذولة أمامك الآن»! فرجاءً خفف من انتصاراتك وابتسم «أنت في لبنان».
كرة القدم
اختُتم موسم كرة لبنان بعد مخاض ومآس وأفلام وصراعات واستقالات وعودات وكواليس ... المهم أنه جرى واختُتم. وكان نادي العهد شعلته المضيئة. حقّق العهد رباعية ألقاب نادرة (الدوري والكأس بعد كأس النخبة والسوبر)، مسجلاً اسمه في «غينيس» لبنان. فاز العهد بجدارة تامة وبكل بساطة لأنه كان الأكثر ثباتاً إدارةً ولاعبين وتجانساً بإدارة جهاز فني فوق مفهوم الوظيفة، وتشكيلة لاعبين مميزين سجلت أرقاماً قياسية في الشباك، وكان الهداف الأول حسن معتوق ورفاقه نجوم الموسم. وها هو العهد يكمل مسيرته في كأس آسيا، رغم أنه كان الأبعد عن اختراق الدور الأول.
خارج العهد، كانت كرتنا تعيسة. من صراعات اللجنة العليا، إلى جهاز التحكيم، إلى لقاء الحسم الدموي بين الخيول والأهلي صيدا للصعود الى الأولى. وببساطة، وضح الخلل الكبير في الجهاز، بين نجاح تام وسقوط تام، وصولاً إلى وقوع بعض الحكام ضحية «التنسيق المركّب»، وخصوصاً في المباريات الحساسة عند إيقاع فريق وإنقاذ آخر من الهبوط في الأولى، وفي لقاء الخيول والأهلي للصعود الى الأولى تفجّر الموقف على رأس الحكم وارطان، بورطة مشبوهة حتماً بعدما ظهر علناً وبوضوح «خطآه المؤثران» على الخيول، الذي كان متقدماً، لكن لم يحسن بعضه التصرف في الملعب. ولا تزال ورطة وارطان عالقة في مكتب الاتحاد، حيث يُتوقع للمأساة علاج على الطريقة الاتحادية، تحت العنوان المخفي «الحفاظ على وحدة اللجنة العليا»، ومن الوحدة ما قتل!
كل هذا يجري في الداخل فيما ينجح حكّامنا في قيادة المنافسات الخارجية. ما يشير الى أن العلة «داخلية».
كلام مكرّر في أجواء كرة لبنان، وتساؤلات مكرّرة: أما آن لهذا الاتحاد أن يترجّل إذا لم يكن بمقدوره أن يتمرجل؟ هل هو قادر على أن يعترف بفشله في حفظ اللعبة وتطويرها وإنقاذها وإعادة جمهورها مع مراجعه الأمنية الـ«مش فاضية»، بعدما فرغت اللعبة من محتواها: الجمهور والأمن والتحكيم. والمنتخبات التي أفرج عنها أخيراً بالتفاتة إجبارية. وما الجديد الذي يحمله؟
وهنا همسة قد تزعج البعض «هل وجود اللجنة العليا الحالية بات شرعياً وقانونياً» بعد غيابات طويلة لأعضاء واستقالة طويلة، يعود أصحابها كأنّ شيئاً لم يكن، دون أن ينتخب بدلاء عن الغائبين، وهل هذا ضمن الأنظمة المرعية الإجراء؟ وهل من المنطق ترك إدارة جهاز التحكيم طويلاً رغم وضوح الخلل والأغراض من حين لآخر؟ أليس من التقصير أن تبقى الأمور «ماشية» هكذا دون إصلاح وتغيير وتطوير؟
بدا واضحاً جداً، أن عدداً من أعضاء اللجنة العليا معترفون بهذا الواقع المزري، وأنّ أعضاءً آخرين يفضّلون بقاءهم على حساب دم الحكام واللعبة، طالما ليس هناك من يحاسب، ولا حتى جمعية عمومية نظرياً، وأمام بعض الإعلام المحابي لأصحاب الأمس واليوم، بعدما تحوّل هؤلاء الى شهود زور أمام ضريح اللعبة الشعبية.
كرة الوطن تشابه حالة الوطن وقضائه وقدره أيضاً. أمَا حان وقت ثورتها تحت هدير: الكرة تريد... إسقاط النظام.



وصول عُمان ومغادرة العهد

وصلت أمس إلى بيروت بعثة منتخب عُمان الأولمبي لخوض مباراة ودية مع نظيره اللبناني غداً على ملعب المدينة الرياضية (17:00). وكان في استقبال البعثة في صالون الشرف عضوا الاتحاد جورج شاهين ومازن قبيسي.
وكان المنتخب اللبناني بقيادة مديره الفني سمير سعد قد تمرن أمس على ملعب الصفاء، وسيؤدي مرانه الأخير اليوم على الملعب عينه، وسيغيب عن المنتخب اللبناني لاعبو العهد.
وتتوجه بعثة نادي العهد، اليوم، إلى تايلاند لخوض المباراة القوية ضمن الدور الثاني لكأس الاتحاد الآسيوي ضد مضيفه موانغ ثونغ يونايتد، وسيتغيب عن البعثة عباس عطوي «أونيكا» الذي تعرض لإصابة خلال نهائي كأس لبنان ضد الصفاء (3 ــ 0)، الذي أحرز لقبه العهد ليضيفه إلى مسابقات الدوري وكأسي النخبة والسوبر.
من ناحية أخرى، أشادت إدارة العهد، عبر بيان، بما قدمه الفريق من جهاز فني ولاعبين طوال الموسم، وأهدت لقب الكأس إلى الراحل ناصر الخُرافي، لما له من تقدير في نفوس الرياضيين عامة ونادي العهد خاصة.