عاشت الساحة الكروية اللبنانية فترة من الهدنة بعد سفر رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر ونائبه ريمون سمعان والأمين العام رهيف علامة الى العاصمة السويسرية زيوريخ. لكن أموراً عدة بقيت عالقة قبل سفر الأعضاء، مع عدم إقامة جلسة اتحادية يوم الاثنين 23 الجاري بسبب عدم إدراج علامة بند «حل اللجان» على جدول الأعمال، وهو أمر أدى الى عدم اكتمال النصاب وليس لأي سبب آخر كما أشاع البعض غمزاً من قناة أزمة مباراة الخيول والأهلي صيدا.
وقبل سفر الأعضاء، جرت تحركات مكوكية للأمين العام رهيف علامة وعضو الاتحاد جهاد الشحف عبر زيارات، كان أبرزها لنائب الرئيس ريمون سمعان، الذي يعدّ رأس الحربة في المطالبة بحل اللجان، في مكتبه والاجتماع الذي دام ما يقارب الساعتين، بحضور العضو سمعان الدويهي، وحاول فيها الثنائي الاتحادي إقناع سمعان «بغضّ النظر» عن الموضوع وعدم إثارته مجدداً، وخصوصاً أن سمعان صرّح لـ«الأخبار» ووسائل إعلام أخرى بأنه لن يعود الى الجلسات ما لم تحلّ اللجان، وهو أمر سانده فيه معظم الأعضاء، ما أدى الى تطيير الجلسة. ولم تتوقف الأمور عند زيارة علامة والشحف، بل تجاوزتها الى تدخلات من الأمين العام السابق للاتحاد بهيج أبو حمزة والنائب أكرم شهيّب في محاولة لثني سمعان عن قراره.
لكن نائب الرئيس سمعان رفض الضغوط من ناحية أن كرامته لا تسمح له بالتراجع، وخصوصاً بعد تداول الموضوع في الإعلام.
ومع إصرار سمعان، جرى التوافق على استقالة رؤساء اللجان في أول جلسة اتحادية وتكليفهم بتسيير الأعمال لحين انتخاب رؤساء جدد. لكن «القطبة المخفيّة» بقيت في فترة تسيير الأعمال، وهل هي محددة بتاريخ 30 حزيران أمام مفتوحة حتى عام 2013.
ولم يكن سمعان مخطئاً في تصوره، إذ إن الجميع أصبح يعلم بعزم سمعان على إعادة تشكيل اللجان وأن أي تراجع من قبله سيؤثر على صورته الشخصية، وخصوصاً أنها ظلت ناصعة طوال فترة مشاركته في الاتحاد، الى جانب تجربته الممتازة والشفافة في رئاسة لجنة الحكام.
ولن يرضى سمعان أن يتناوله كلام سلبي كالذي طاول الشحف بعد عودته الغامضة عن استقالته، إضافة الى أدائه دوراً في إبقاء وضع اللجان على حالها، مع أنه استقال اعتراضاً على أداء لجنة الحكام وتحديداً رئيسها محمود الربعة، إذ قال الشحف كلاماً مخجلاً وثقيلاً بحق الربعة. لكنه ما لبث أن عاد الى الاتحاد، وأخذ على عاتقه المحافظة على الوضع الشاذ للجان الاتحاد وخصوصاً لجنتي الحكام والمنتخبات.
ويبقى المعنيون الكرويون بانتظار انعقاد جلسة الاتحاد، يوم الاثنين، لمعرفة موقف سمعان وإذا ما كان سيتراجع مسجلاً نقطة سوداء في سجله الاتحادي الأبيض، إضافة الى خذل زملائه الذين آزروه، أم سيبقى مصرّاً على موقفه المبدئي حتى النهاية.



ما المشكلة في التصويت؟

تساءل مراقبون عن سبب عدم طرح رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر موضوع حلّ اللجان على التصويت سابقاً، أو في الجلسة المقبلة في حال التراجع عن اتفاق استقالة رؤساء اللجان وعدم تحديد مهلة قصيرة لتشكيل لجان جديدة، أو حتى المماطلة في ما بعد لعدم تشكيلها كما يتوقع البعض.