أحدثت مباراة الخيول مع الأهلي صيدا الحاسمة لتحديد اسم رفيق نادي طرابلس للصعود الى دوري الأضواء سابقة في اللعبة الشعبية المتخمة بالهزات التحكيمية والمشاكل الإدارية وقضايا الرشى والتعليب والتلاعب من دون أن يتخذ ولو لمرة واحدة قرار حاسم بهذا الشأن. وبالعودة الى المباراة التي توقفت قبل انتهاء وقتها بثلاث دقائق، فقد أجمع المراقبون والحاضرون على نزاهة حكمها وارطان ماطوسيان حتى الدقيقة 86 منها أي لحين احتسابه ركلة الجزاء الوهمية للفريق الصيداوي الذي كان متأخراً 1 - 2، وبعد هذا الإشكال والاحتجاج (توقفت المباراة ثلث ساعة) تنازل الخيول
، وعلى مضض قبلوا بمتابعة المباراة، ثم أدرك الفريق الصيداوي التعادل من «هدية» الحكم.
وبعدها بدقائق، عاد ماطوسيان ليتغاضى عن ركلة ركنية صحيحة للخيول، ما أثار احتجاج اللاعب حمزة حمود فعمد الى طرده، لتكون البطاقة الحمراء بمثابة «الشعرة التي قصمت ظهر البعير»، فحصل هرج ومرج في الملعب رافقه اعتداء صارخ على الحكم، استنكره الجميع وفي مقدمهم رئيس نادي الخيول ميثم قماطي، فتوقفت المباراة ونقل ماطوسيان الى المستشفى مضرّجاً بدمائه.
في تعميمه رقم 20/2011 سمّى الاتحاد لجنة من الرئيس هاشم حيدر وأمين السر رهيف علامة ورئيس لجنة الحكام محمود الربعة للتحقيق في ملابسات ما حدث في بحمدون على نحو موسّع «إجلاءً لكل ما من شأنه مساعدة الاتحاد على اتخاذ القرارات المناسبة».
وفي تعميمه التالي 21/2011 بتّ الاتحاد نتيجة المباراة وعمد الى تخسير الخيول وترفيع الأهلي صيدا الى الأضواء وإيقاف الحكم ماطوسيان لمدة سنة، وكل ذلك من وحي قوانينه المكتوبة.
إلا أن الاتحاد لم يبرر قراراته، إذ إن التحقيقات بقيت سرية ولم يتم اللجوء الى أي لجنة قضائية أو إبراز مستندات أو أدلة تدين الخيول أو تدين الحكم، وعرضها أمام الرأي للعام من أجل إثبات شفافيته في اتخاذ المقررات لا أكثر. فإذا كانت اللجنة العليا للاتحاد ضليعة بإجراء تحقيقات وفك «طلاسم» الجريمة الموصوفة، فلماذا لا تعرض خدماتها على الدولة التي تحقق في قضايا كثيرة مماثلة؟ مع إشارة الى أن الاتحاد استند في قراره الى المادة 1/13 من نظام العقوبات. والسؤال يطرح نفسه لماذا تأخر في بتّ هذه القضية؟ ومن ثم التذرع بقضية أخرى عنوانها حل اللجان، إذ تؤكد المعلومات أنها ستبقى كما هي بنسبة عالية جداً وخصوصاً لجنة الحكام وطبعاً مع بعض التغييرات الطفيفة في أركانها.

ماطوسيان والدعاوى

عقب المباراة، رفع ماطوسيان دعوى قضائية على من حاول اغتياله وتحديداً على لاعبي الخيول حمزة حمود وعلي الهادي رمال، لتكر سبحة الدعاوى التي أقامها الحكم الدولي، حيث توجه الى مفرزة بعبدا القضائية بصحبة الحكم الرابع في تلك المباراة محمد درويش (شاهد على الجريمة)، إلا أن الأخير تدارك الأمر على درج قصر بعبدا، رافضاً الخوض في دعم شكوى زميله، وتابع ماطوسيان شكاياته التي جرت تدخلات سياسية لسحبها.
كذلك فإن الاتحاد تدارك في تعميمه الأخير أن اللاعب رمال لم يتهجم على الحكم فاستبدله بزميله علي فردوس، معللاً ذلك بالتباس وقع في تحديد هوية المعتدي، علماً بأن الحكم لحظة الاعتداء عليه كان بين مجموعة كبيرة من جمهور الخيول الذي اقتحم أرض الملعب.
وأشار أحد المطّلعين الى أن الحكم ماطوسيان كان قد تحدث قبل فترة أسبوعين من المباراة مع زميل، لافتاً الى أنه سيحظى بلقب أفضل حكم ساحة في استفتاء مهرجان المنار، وعلى جنبات الحوار كشف عن نية لجنة الحكام إسناد المباراة الفاصلة لصافرته، ما يعني أن التكليف كان مسرباً قبل فترة، علماً بأن لجنة الحكام قد أرسلت أكثر من طاقم لمباراة الفريقين في إياب الدوري المنتظم، وهنا السؤال لماذا لم يعتمد الاتحاد «ديباجته» وأصرّ على تعيين حكم واحد ومعلن للمباراة؟
والسؤال الأبرز، لماذا اختير ملعب بحمدون مسرحاً للمباراة وهو خال من القوى الأمنية، علماً بأن ملاعب كثيرة توجد فيها وحدات للجيش اللبناني، ما يعني أنها كانت ستحظى بالحماية اللازمة؟
كذلك فإن أشخاصاً معنيين من الاتحاد تولّوا عملية تنظيم الدخول الى الملعب، فلماذا حضر جمهور الخيول، وغاب جمهور الأهلي؟ ما يثبت أن هناك مصيدة سقط في مطبها الخيول.
وكشف أحد المتابعين أن أحد إداريي الأهلي صيدا الحاليين كان قد تولى مفاوضة الحكام في مباراتي الفريقين، ووصل به الأمر الى الاتصال بالحكم ماطوسيان وعرض عليه مبلغ خمسة آلاف دولار. ويضيف المتابع إن الحكم سعى إلى سعر أفضل من الخيول، فاتصل بأحد إدارييه طالباً المفاوضة على سعر الصعود، وكان الإداري قد واجه ماطوسيان في جلسة التحقيق وأن الأخير تذرع بالإرهاق و«الدوخة» كي لا يجيب... فأخرجوه قبل أن يحرجوه ويسقط بالقاضية.
وبما أن الاتصالات والقضاء اللبناني على تماسّ في هذه الآونة، فلماذا لا يلجأ الاتحاد الى الطلب من وزارة الاتصالات تزويدها بـ «داتا» المعلومات، وخصوصاً أنها طلبت التوسع في التحقيقات؟ وهذه الداتا محصورة بثلاثة أو أربعة خطوط فقط.

انسحاب الخيول؟

وفي المعلومات المتداولة في أوساط نادي الخيول أن الإدارة تدرس القضية، وقد يتم اللجوء الى القضاء، إضافة الى إجراء اتصالات على صعد سياسية كبيرة لدرء الظلم الذي لحق بالفريق، كذلك فإن خيار الانسحاب كلياً من اللعبة يجري تداوله، مع العلم بأن شخصية رياضية قد ابتعدت نتيجة ظروف معينة كانت قد أبدت استعدادها لدعم النادي عبر دور قيادي وريادي.
وفي الخلاصة، يجب على اتحاد اللعبة تسوية أوضاع «السلطة القضائية» فيها أي الحكام، فالتحكيم يجب أن يستقيم لأن كرة القدم االلبنانية تعيش منذ فترة طويلة وسط ارتدادات مشاكل الحكام التي كانت قد أسقطت الاتحاد عام 2001، ومن أبرز المسببات «مسايرات» البعض للبعض الآخر بحسابات طائفية ومذهبية ومناطقية... لذلك انحدر مستوى اللعبة الى الحضيض وتراجعت في التصنيف الدولي ضعف ما كانت عليه لتصل الى المرتبة 178 دولياً وهذا نتيجة انقسام البلد عمودياً بين 14 و8 وتوابعهما. فهل يكون الوفاق الوطني مفتاحاً للارتقاء بكرة القدم مع عودة جمهورها الى المدرجات؟
نأمل أن تطغى الاهتمامات الرياضية عند جيل الشباب على كل ما عداها من اهتمامات وخصوصاً السياسية... فمتى يطل ذلك اليوم؟



بطولات

قرعة النخبة وتهنئة أنصارية



أجرى الاتحاد اللبناني لكرة القدم قرعة بطولة كأس النخبة، حيث قسّمت الأندية الستة الى مجموعتين، فضمت الأولى العهد مع الراسينغ والنجمة، فيما ضمت الثانية الصفاء مع الأنصار والمبرة. وستنطلق البطولة في العاشر من أيلول المقبل بلقاء العهد مع الراسينغ، على أن تقام المباراة النهائية في 24 منه. ولم تحدَّد الملاعب التي ستجري عليها المباريات.
كذلك أجرى الاتحاد قرعة مباريات دوري الدرجة الأولى دون تحديد المواعيد والملاعب، وتحفل المرحلة الأولى بقمّة قاسية بين العهد، حامل لقبي الدوري والكأس، والصفاء، وصيفه فيهما، كما يلعب الراسينغ مع نادي طرابلس، والأنصار مع التضامن صور، والمبرة مع النجمة، والسلام صور مع شباب الساحل والإخاء الأهلي عاليه مع الأهلي صيدا.
ولم يُجر الاتحاد قرعة بطولة الدرجة الثانية، مع أنّ قرعة بطولة الدرجة الثالثة سُحبت أمس أيضاً.
من ناحية ثانية، هنأت إدارة نادي الأنصار إدارة وجمهور ناديي طرابلس الرياضي والأهلي صيدا باحتلالهما المركزين الأولين في بطولة الدرجة الثانية، وبالتالي بعودتهما إلى الأضواء، وأضاف بيان الأنصار «وهو ما يعكس الإرادة الحقيقية لدى الناديين لأن يكونا موجودين بقوة على الساحة الكروية اللبنانية».



كشف ماطوسيان لزميل له عن نيّة لجنة الحكام التي يترأسها محمود الربعة إسناد إدارة المباراة له