بعد عشر سنوات من حمل الحريرية ملفات نادي النجمة ودعمه مالياً وتركيب إداراته المستقبلية، يدور النجمة في فضاء مجهول: طلاق أم هجرة أم مجرد علاقة متعة؟ لا شيء واضحاً سوى أن النادي الشعبي يقف خاوياً حائراً أمام... المجهول.في الموسم الأخير، خرج النجمة سالماً، بلا ألقاب، لا في الأولى ولا في الفئات العمرية. وشكرت إدارته ربّها على حلوله ثالثاً في الدوري بعدما كانت تخشى هبوطه إلى الدرجة الثانية، لولا همّة جهازه الفني بقيادة الجزائري محمود قندوز وروحية مجموعة لاعبيه الكادحين، وجلّهم من الوجوه الشابة بين مخضرمين عمداء أنقذوه وحسّنوا صورته، بعدما فقد النادي وتخلّى مجاناً عن مجموعة نجوم بين مغادر ومهاجر، فيما تعاني هذه الإدارة من انكسار مالي طاغٍ. في الموسم الأخير، أنقذ الحريري موقف النجمة بدعمه بنصف مليون دولار، بعد معاناة لشهور. وطار المبلغ سريعاً بين سدّ مكسورات ومرتّبات وسدّ ديون لإداريين ثلاثة كانوا يغطّون من جيوبهم: الرئيس محمد أمين الداعوق ونائبه صلاح عسيران وسامي الوزان، فيما كان معظم الإدارة المكلّفة (11 عضواً) مجرد أسماء مسجّلة غير عاملة، وآخر مَن يعلم بما يدور في هذا النادي. والآن، قبل شهرين من حركة الموسم الجديد، تقف إدارة النجمة أمام المجهول، حيث لا قرار لها، لا في السلم ولا في الحرب، ولا ضمان لمَن يسلّحها بتحريرها من الأسر.
الإدارة الحالية بمَن حضر تروّج أنها ترغب في الاستقالة، لكونها غير قادرة على مواصلة «النضال» بأي شكل، فيما بعض رؤوسها يعملون سرّاً على بقائها وتغيير معظم الأعضاء الآخرين. وبعد اتصالات بالمراجع الحريرية، رشح أنه لا مجال حالياً لدعم مالي كما السابق، وسرّب منها أنها ترحّب بمراجع جديدة يمكنها أن تتولّى الأمانة عنها. وعلى خط آخر، تتحرّك جماعة من جمهور النادي الأوفياء، حيث التقت بالإداري الفاعل صلاح عسيران (مقرّب جداً من الحريري) وخرجت بصورة سلبية عن دعم النادي. وعلى خط أبعد، تناثرت أقوال أن مراجع الوليد بن طلال حوّلت أنظارها لإنقاذ النادي العريق، ولكن من دون تأكيد لذلك.

نوادي الحريرية

ما يدور حول النجمة يتسرّب أيضاً إلى نوادٍ عدة تتلقّى دعماً مالياً موسمياً، ومنها الأنصار والأهلي صيدا والنادي الرياضي لكرة السلة، وغيرها أيضاً لأسباب شعبية ـــــ انتخابية. والسؤال الشامل: هل يتعمّم وقف الدعم، أم يحصل انتقاء وفرز، أم تبقى شعرة معاوية ممشّطة بحسب الظروف؟ ما عُلم، أن ملفات تلك النوادي ستوضع لدى منسّق الرياضة في تيار المستقبل حسام زبيبو ليناقش قضاياها مع الرئيس سعد الحريري إثر عودته إلى البلد.
وفي كل حال، يبقى نادي النجمة خصوصاً معلّقاً على كف السياسة، وتحت إدارة لا قرار لها ولا خطة ولا موارد منظّمة، ولا جمهور حاضراً ولا جمعية عمومية فاعلة.
لقد قدم الحريري أموالاً طائلة للنجمة، ولكنه لم يقدم إدارات مختصة ناجحة، ولم يراقب ولم يحاسب، بل قدّم إدارات بأشخاص موالين لتياره السياسي، عمدت إلى شطب خيرة أسماء مخلصين للنجمة، فقط بداعي أنها غير موالية للحريرية! وقيل أخيراً إن الإدارة هذه أعادت بعض الأسماء، ولكن بعد خراب البصرة. ليس بالمال وحده تحيا الأندية. فالمال بلا إدارة يتحوّل إلى ألغام ترتد شظاياها إلى الرأس والفروع. وكم صعب أن يقال: إن أكبر نادٍ شعبي في لبنان قد انكسر وهوى في عهد الحريرية.



النجمة أهدر فريقاً كاملاً


فقد نادي النجمة في ظل إداراته الحريرية نخبة من نجومه، معظمهم مجاناً: محمد غدار، زكريا شرارة، إيلي فريجي، بول رستم، هيثم عطوي (الصفاء)، طارق العلي (المبرة)، الأخوان كجك (الأنصار)، علي ناصر الدين، وحيد فتال، فيما كان النجمة يبحث عن لاعبي احتياط طيلة الموسم الأخير، وضمّ لاعبين لا لزوم لهم.