رغم أن الموسم المنصرم كان ناجحاً بكافة المقاييس بالنسبة الى مانشستر يونايتد، الذي استطاع أن يحقق لقبه الـ 19 في الدوري الإنكليزي الممتاز (رقم قياسي)، إضافةً الى تأهله الى نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث خسر أمام الفريق الأفضل في القرن الـ 21، أي برشلونة الإسباني، فإن مدرب «الشياطين الحمر» السير الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون لا يزال يمتلك حيوية الشباب من خلال سعيه الى تدعيم صفوف النادي بالنواقص التي يحتاجها، وذلك من اجل أن يقول كلمته مرة أخرى في الموسم المقبل، وخصوصاً أن الفريق يبدو امام حقبة جديدة بعد اعتزال كل من بول سكولز وغاري نيفيل والحارس الهولندي إدوين فان در سار. وفقاً لذلك، فإن ما بقي من سوق الانتقالات يُنتظر أن يحمل أخباراً سارة لجماهير النادي، فالفريق بحاجة قبل كل شيء الى حارس مميز يستطيع المحافظة على الإرث الذي تركه فان در سار، حيث تتحدث كل التقارير الإعلامية عن قرب التحاق الشاب المميز الإسباني دافيد دي خيا بصفوف «الشياطين الحمر» قادماً من اتلتيكو مدريد.
في خط الدفاع، تبدو الأمور على أحسن ما يرام، إذ إن الفريق يمتلك أحد أهم الخطوط في «القارة العجوز» إن لم يكن أفضلها، بوجود الثنائي الصربي نيمينيا فيديتش وريو فيرديناند، إضافةً الى الفرنسي المميز باتريس ايفرا والبرازيلي فابيو، كما أن ثمة بدلاء لهم على مستوى عال كالايرلندي جون أوشي والبرازيلي رافايل، إلّا أن السير أضاف تدعيماً جديداً باستقطاب الشاب فيل جونز من صفوف بلاكبيرن روفرز.
في خط الوسط، تبدو الأمور ضبابية نوعاً ما حتى الساعة، إذ إن هذا الخط، كما لاحظنا في الموسم المنصرم، يغلب على لاعبيه الطابع الدفاعي بوجود مايكل كاريك والاسكوتلندي دارين فليتشر والبرازيلي اندرسون، وخصوصاً مع الأنباء التي تحدثت عن إمكان رحيل الكوري الجنوبي بارك جي سونغ بعيداً عن «أولد ترافورد»، إضافةً الى تقدّم الويلزي راين غيغز في السن، حيث لم يبق من أصحاب النزعة الهجومية سوى البرتغالي لويس ناني، والإكوادوري انطونيو فالنسيا، الذي لم يفجر كل طاقاته بعد، من هنا يبدو السير مصمماً على التعاقد مع الجناح الدولي أشلي يونغ من صفوف استون فيلا، وهي صفقة اذا ما تمت ستكون بمثابة «ضربة معلّم» من العجوز الاسكوتلندي. غير أن مشكلة المشاكل في هذا الخط تكمن في مركز صانع الألعاب، الذي افتقده الفريق في المواسم الماضية، لذا حاول السير مغازلة الألماني مسعود أوزيل قبل أيام، الا أن الأخير كان حاسماً في رده عبر مدير أعماله بأنه «سعيد في سانتياغو بيرنابيو»، لذا فإن البوصلة تتجه نحو أحد اثنين، إما الفرنسي سمير نصري لاعب أرسنال، أو الهولندي ويسلي سنايدر لاعب انتر ميلانو الإيطالي.
في الهجوم، لا مشاكل، بوجود الرائع واين روني، الذي أثبت مدى اهميته بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو الى ريال مدريد، إضافةً الى المكسيكي خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» الذي لمع في الموسم الماضي، فيما يُنتظر رحيل البلغاري ديميتار برباتوف، ويبقى وجود مايكل أوين احتياطياً أمراً مريحاً لروني وهرنانديز.



«السير» لا يشيخ

لم يخف السير الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون مدرب مانشستر يونايتد، قبل أيام، أنه لم يفقد شهيته بتاتاً لتحقيق الألقاب، قائلاً: «هناك مسؤولية بأن تكون مدرباً لمانشستر يونايتد ولا تتلاشى. لن آخذ الأمور بروّية بسبب فوزنا بالدوري. آمل أن نكون أفضل في الموسم المقبل. الأمر الوحيد الذي بإمكانك فعله في هذا النادي هو الفوز، هذا ما يهم وحسب».