قد يبدو مفهوماً الى حدّ ما أن تلاحق الصحافة كل شاردة وواردة في حياة النجوم الشخصية وأن يسعى المصورون الى التقاط صور لهؤلاء تتعلق بحياتهم الشخصية، وذلك أن الصحافة وخصوصاً «الصفراء» منها تتطلع الى زيادة مبيعاتها رغم أن الحشرية قد تصل في بعض الأحيان الى حدود لا تحمد عقباها. إلا أن ما لا يبدو مفهوماً أن تتدخل الأندية والمعنيون فيها بالحياة الشخصية للنجم على نحو فاضح.
وخير مثال على هذا الأمر ما حصل أخيراً مع البرازيلي رونالدينيو، إذ عمد ناديه فلامنغو في بلاده الى تخصيص «خط ساخن» يتيح لمشجعي الفريق بأن يبلغوا عن سهرات أفضل لاعب في العالم سابقاً، على أن يحقق النادي في ما بعد بصحة هذه البلاغات.
نعم، ببساطة، أصبحت الحياة الشخصية لهذا النجم عرضة للانتهاك، ولا يبدو معقولاً تبرير المديرة الرياضية في النادي باتريسيا أموريم من أن هذا الإجراء سببه حرص فلامنغو الزائد على رونالدينيو ومن أجل تمييزه عن باقي زملائه.
هنا يجدر طرح السؤال الآتي: أين الخطأ في رونالدينيو أو في ناديه؟
كما بات معروفاً، فإن معظم النجوم البرازيليين تحديداً الذين يصلون الى «الإشباع» في حياتهم الكروية درجوا في الآونة الأخيرة على إيلاء ملذاتهم الشخصية أولوية، ربما كتعويض عن فقر عاشوه في طفولتهم، ولنا كمثال رونالدو وأدريانو، ويندرج ضمن هذه اللائحة رونالدينيو الذي شاب فترته الأخيرة مع ميلان الإيطالي بعض المشكلات من هذا النوع، ومن ثم فهو لم يخفِ فور عودته الى البرازيل للعب مع فلامنغو أنه عاد «ليستمتع بشاطئ ريو دي جانيرو ويقضي سهرات مع أصدقائه».
من هنا، كان على فلامنغو أن يكون متيقناً لهذه النقطة قبل أن يعقد مشجعوه حلقات الرقص والتهليل لقدوم رونالدينيو، وكان بالإمكان منذ ذلك الحين الجزم بأن رونالدينيو لن يقدّم ما قدّمه «في عزّه» مع برشلونة الاسباني، وهذا ما أغضب القيمين على فلامنغو ودفعهم الى هذا التصرف غير المسبوق، رغم أن رونالدينيو سجل حتى اللحظة 8 أهداف وهو يدأب على الحضور الى تمارين فريقه بمواعيدها، على عكس النجم الإيرلندي السابق جورج بيست في آخر مسيرته والذي كان مشهوراً بحياته الصاخبة وشربه الكحول وتردده الى الملاهي الليلية، ولا يزال دوي قوله المشهور قبل وفاته: «عندما أموت أتمنى أن يتذكرني الناس كلاعب كرة قدم فقط» مسموعاً حتى اللحظة، ورغم ذلك، فإننا لم نسمع أن مانشستر يونايتد الإنكليزي قام بعمل مماثل أو لماذا العودة الى الماضي فإن بايرن ميونيخ الالماني لم يتخذ إجراء مماثلاً بحق نجمه الفرنسي فرانك ريبيري بعد فضيحته الجنسية الشهيرة، وكذلك الأمر مع مواطنه كريم بنزيما في ريال مدريد الاسباني الضليع فيها، فيما اكتفى قبل يومين «السير» الاسكوتلندي اليكس فيرغيسون بإقرار خصم أسبوعين من راتب نجم مانشستر يونايتد الويلزي راين غيغز بسبب فضيحة مماثلة على أن يترك لزوجته مقاضاته قانونياً.
ما هو مؤكد إذاً أن ما أقدم عليه فلامنغو هو انتهاك صارخ لحرية رونالدينيو وانتقاص من قدره أمام الجماهير والرأي العام، رغم أنه ينبغي القول إن على رونالدينيو وإزاء ما قدمه على المستطيل الأخضر أن يكون في حياته الشخصية قدوة للأجيال الناشئة، وهذا ما يندر وجوده في يومنا هذا.



... وتنصّت على هاتف غيغز!

ضجّت أوساط كرة القدم الإنكليزية قبل أيام بفضيحة تعدّ انتهاكاً صارخاً لحياة النجوم الخاصة، تمثّلت بإقدام مؤسسة «نيوز غروب نيوزبيبرز» المسؤولة عن نشر صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» الإنكليزية بالتنصّت على الهاتف الشخصي للويلزي راين غيغز نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي، الذي قرر رفع دعوى قضائية على المؤسسة.