مرةً جديدة، تحجّم الفوتسال «أمها» كرة القدم بنتيجة لا يمكن حتى التجرؤ على الحلم بها في الملاعب الخضراء، فعودة الصداقة ببرونزية بطولة الأندية الآسيوية، تحتم على كل المنضوين تحت لواء هذه اللعبة العمل على حمايتها، إذ اعتدنا في لبنان الرياضي التصويب على كل شيء ناجح، من دون الأخذ بالحسبان أيّ معايير وطنية.إذاً، أصبح أكيداً مرة جديدة أنّ مستقبل الكرة اللبنانية سيكون في الملاعب الصغيرة، وخصوصاً أن كل العاملين في وسط الفوتسال حالياً، من إداريين وفنيين ولاعبين، ينطلقون في جهودهم من شغف كبير باللعبة، وهذا أمر كان أحد الأسرار الأساسية في النجاح الذي أصابه الصداقة، وسطّره أولئك «الجنود» الذين كانوا في صلب النتائج الطيّبة للمنتخب اللبناني في الأعوام القريبة الماضية، أمثال الحارس ربيع الكاخي، وربيع أبو شعيا وعلي الحمصي وحسن شعيتو وجان كوتاني وخالد تكه جي.
وبغض النظر عمّا إذا كان الصداقة قد حقق فوزاً وحيداً (على أردوس الأوزبكي) في الوقت الأصلي خلال مشواره في الدوحة، فإن الإيجابيات كانت أبعد من هذا الأمر، وحتى أهم من إحراز المركز الثالث، إذ إنه حتى في الهزيمتين أمام شهيد منصوري الإيراني في الدور الأول، وناغويا الياباني حامل اللقب في نصف النهائي، كان يمكن استخلاص الإيجابيات ولا شيء سواها.
النقطة الإيجابية الأهم تُختصر في ضيق الهوة بين المستويين الموجودين في القارة الصفراء، إذ بدا جليّاً أن التطور السريع الذي أصاب لعبة الفوتسال في لبنان وضعها على مقربة من كبار القارة الذين احتكروا الألقاب، وخوض المباريات النهائية في كأس آسيا، وتحديداً إيران واليابان، إضافةً الى أوزبكستان وتايلاند، اللتين توليان اللعبة اهتماماً واسعاً، والدليل أن الأولى استضافت البطولة القارية العام الماضي، بينما ستحتضن الثانية كأس العالم المقبلة.
من هنا، يمكن اعتبار أن مشاركة الصداقة فكّت بعض العقد التي كانت تؤثر سلباً في نفسيات لاعبينا عند مواجهتهم الإيرانيين مثلاً، وهي مسألة يمكن البناء عليها مستقبلاً للذهاب أبعد في البطولات القارية، وخصوصاً أن نقطة القوة مرة أخرى، التي ميّزت الفريق اللبناني عن منافسيه، هي المهارات الفردية الاستثنائية، وتحديداً تلك التي طبعت أداء تكه جي وشعيتو، الذي سيظلم نفسه في حال عدم تحرّره على نحو نهائي من كرة القدم ليتفرّغ للفوتسال، التي تبرز نجوميته اكثر.
نوعية اللعب الجميل الذي قدّمه الصداقة في الدوحة، والجرأة التي تمتع بها اللاعبون، تعزّزان من فرضية بلوغ المنتخب اللبناني المونديال، لكن هذه المسألة تتوقف بحسب أحد القيّمين على اللعبة عند مفصلين أساسيين. المفصل الأول هو العمل على الاستفادة من كل المواهب التي تزهر يومياً في الملاعب الصغيرة وتسارع الأندية الى ضمّها، وذلك عبر صهرها مع أصحاب الخبرة في تجمّع أسبوعي يضمّ 30 لاعباً بهدف إنشاء منتخب رديف له مدربه الخاص أيضاً، وذلك مع أرجحية تسليم المهمة لمدرب شاب لإعداده للمستقبل أيضاً.
أما المفصل الثاني، وهو الأهم، فيتمحور حول استقدام مدرب أجنبي للعمل الى جانب المدرب الحالي، وهي فكرة تقترب من أن تصبح حقيقة يوماً بعد آخر، وخصوصاً بعدما ظهر جليّاً أن خبرة التدريب على مستوى عالٍ لها تأثيرها في النتائج الخارجية، فضلاً عن الإضافة الإيجابية الكبيرة التي يمكن أن يقدّمها العنصر الأجنبي سواء كان مدرباً أو لاعباً، على غرار ما حصل مع الصداقة، الذي استفاد مثلاً من وجود البرازيلي سيرجيو لوتش في تشكيلته.
لم تعد كرة السلة أو كرة اليد وحدهما في ساحة الإنجازات القارية والعالمية، إذ إن كرة الصالات لم تخرج عن الطريق أخيراً، هذا الطريق المفتوح الآن لتثبيت واقع لا حلم، يُختصر في التأهل الى كأس العالم.



اهتمام إسباني بخالد تكه جي

لفت خالد تكه جي أنظار أحد الكشافين الإسبان بعد تألقه أمام الريان، بحسب ما أفاد عضو لجنة الفوتسال في الاتحاد الإماراتي سرمد الزدجالي، الذي قال لـ«الأخبار» إن الكشّاف المذكور طلب منه تزويده بأقراصٍ مدمجة عن النجم اللبناني، علّه ينقله لخوض تجربة في «الليغا».