يبدو أن لاعبي منتخب لبنان لكرة القدم قد تخطوا الخسارة الكبيرة أمام المنتخب الكويتي 0 ــ 6؛ إذ تظهر معنويات اللاعبين مرتفعة في تمرين الأمس على الملعب البلدي. لكن يبدو أن البعض لم يتخطّ ما حصل؛ إذ تصاعد الحديث عن احتمال توقيف قائد المنتخب عباس عطوي نتيجة للأحداث التي حصلت والكلام الذي تفوّه فيه خلال المباراة وطال فيه شخصيات كويتية. لكن لا أحد سأل عطوي عن الأسباب التي دفعته إلى التصرف بهذه الطريقة. «الأخبار» سألت عطوي عن سيناريو ما حصل وما أدى إلى اشتعال الخلاف، وخصوصاً أن كلاماً كثيراً قيل عن شتائم متبادلة بين اللاعبين. عطوي أوضح أن القصة بدأت في الشوط الأول حين ارتكب لاعب المنتخب اللبناني محمد شمص خطأين قاسيين على بدر المطوّع الذي فقد أعصابه، فما كان من عطوي إلا أن حاول تهدئته ليرد عليه مطوّع «أسكت أنت، أنا ما قاريكم». وتتشنج الأجواء تدريجاً حتى الدقيقة الـ83 حين يحصل بعض التلاسن بين محمد حمود ولاعب كويتي، فيطلب عطوي من حمود عدم الرد عليه، ليتدخل قائد المنتخب الكويتي جراح العتيقي ويقول لعطوي: «إنت رقم عشرة، لماذا شايف حالك؟» وقام بشتم أم عطوي وأخته بطريقة مهينة جداً. ومع هذا الكلام الجارح يفقد عطوي أعصابه وتتطور الأمور إلى عراك بين جميع اللاعبين، كما أفاد لـ«الأخبار» أحد اللاعبين الذين شهدوا الحادثة.
لكن الأمور ما لبثت أن هدأت في اليوم التالي مع تدخّل رئيس الاتحاد هاشم حيدر ومعالجته الموضوع مع الكويتيين الذين عادوا وأكملوا معسكرهم في لبنان (يغادرون غداً). وهذا الارتياح ترجمه مدير المنتخب أسامة حسين الذي عدّ الموضوع منتهياً كلياً، وأن رئيس الاتحاد قام بواجبه. أضف إلى ذلك أن قوى الأمن الداخلي خصصت دورية مرافقة للبعثة الكويتية بأوامر تصل إلى «إطلاق النار» في حال التعرّض للكويتيين.

هل يستحق عطوي التوقيف؟

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد؛ إذ عقد المدير الفني للمنتخب إميل رستم اجتماعاً مع اللاعبين أول من أمس، وأبلغهم رسالة من رئيس الاتحاد هاشم حيدر بعدم قبوله مثل هذه التصرفات، وهي المرة الأولى والأخيرة، ويجب ألا تتكرر حتى لو جرى التعدي على اللاعبين وظلمهم. وإزاء كل ما جرى وما تكشّف من تفاصيل، هل يمكن بعد ذلك تحميل المسؤولية للاعب أو إنزال عقوبة بحقه؟ وهل يرضى أحد أن يقال له ما قيل من كلام يطال الأعراض، رغم التسليم بخطأ عطوي الذي جاء ردّ فعل، لا فعلاً أساسياً.
هذا على الصعيد الانضباطي. أما فنياً، فالتمارين مستمرة وفقاً للبرنامج الذي وضعه رستم مع احتمال انضمام بعض اللاعبين الجدد إلى التشكيلة نتيجة غياب البعض بسبب الإصابة. وحضر إلى التمرين أمس خضر سلامي بعدما كان قد أبلغ الجهاز الفني استعداده للانضمام إلى المنتخب، ما دفع الجهاز الفني إلى دعوته لمناقشة الموضوع معه. وعلمت «الأخبار» باحتمال انضمام أربعة لاعبين آخرين، أُبلغ رئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين بهم، ولن تُعلَن أسماؤهم قبل إبلاغ الاتحاد أنديتهم.
وسيلتقي المنتخب اللبناني مع المنتخب العماني يوم السبت عند الساعة 17.00 على ملعب المدينة الرياضية. ويقيم العُمانيون معسكراً في لبنان، بدأوه بلقاء مع المنتخب الكويتي أمس على ملعب المدينة الرياضية، وانتهى بالتعادل 1ـــ1. سجل لعمان حسن ربيع في الدقيقة الـ27 من كرة حرة لفوزي بشير، وعادل للكويت يوسف ناصر في الدقيقة الـ45 من عرضية مساعد ندا، بقيادة طاقم حكام لبناني مؤلف من الحكم محمد المولى مع عدنان عبد الله وسامر بدر، وجميل رمضان رابعاً.
وشهدت المباراة بلبلة نتيجة عدم فتح غرف الملابس للاعبين الذين بدّلوا ملابسهم في أرض الملعب، وسط استياء من أفراد البعثتين، محمّلين موظفي المدينة الرياضية مسؤولية عدم فتح المرافق. لكن تبيّن لاحقاً أن إدارة المدينة الرياضية لا تتحمل مسؤولية؛ إذ وصلها كتاب من الاتحاد اللبناني لكرة القدم في 4 تموز موقع من الرئيس هاشم حيدر والأمين العام رهيف علامة يبلغها فيه إلغاء المباراة بين الكويت وعُمان عصر أمس، إضافة إلى إلغاء مباراة الكويت وسوريا في 13 الجاري. وظهر أن الكتاب أرسله الاتحاد نتيجة لكتاب آخر من الاتحاد الكويتي أبلغهم فيه إلغاء المباراة. لكن البعض تساءل كيف أن الاتحاد لم يكن يعلم بإقامة المباراة، فيما نائب رئيس لجنة الحكام سبع فلاح أبلغ الحكام بالمباراة عند الساعة 14.30، ما يعني أن البعض في الاتحاد كانوا على علم بالمباراة، وإلا لما بلّغ فلاح الحكام.



عطوي مستعدّ للاعتذار

أكّد قائد منتخب لبنان عباس عطوي «أونيكا» أنه مستعد للاعتذار من الكويتيين إن طلب الاتحاد اللبناني منه ذلك، لأنه الأب الراعي، إضافة إلى أن اللبنانيين والكويتيين أشقاء، وما حصل هو أزمة عابرة لا تستحق الوقوف عندها. وأشار عطوي إلى أنه لم يكن يقصد الخطأ مع الأشقاء الكويتيين، لكن ما حصل كان أكبر من قدرته على التحمّل.