كثيرة هي الأخطاء الفنية التي وقع فيها المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم خلال مباراتيه الأوليين أمام بوليفيا (1ـ1) وكولومبيا (0ـ0) في كوبا أميركا. ولعل الأمر اللافت في هذه المسألة هو تكرار هذه الأخطاء في المباراتين المذكورتين، والسبب واحد: خيارات المدرب سيرجيو باتيستا، الذي لا يبدو بعيداً من تكرار الأخطاء الجسيمة نفسها التي وقع فيها سلفه دييغو أرماندو مارادونا وأدت إلى كارثة الخروج المخزي في مونديال 2010. ولا يخفى أن المشكلة الأكبر حالياً في صفوف الأرجنتين هي في الفاعلية الهجومية، وذلك رغم وجود عددٍ من أفضل المهاجمين على المستوى العالمي ضمن تشكيلة باتيستا. لكن المعضلة هي في عدم معرفة الأخير كيفية توظيفهم كما ينبغي، أو خلق توليفة هجومية يمكنها أن تفرز أهدافاً ينتظرها الجمهور المحلي، الذي لم يرحم منتخبه من صافرات الاستهجان بعد التعادل السلبي أمام كولومبيا. وعند هذه المشكلة نتوقف عند الثلاثي الهجومي الذي اختاره باتيستا ليكون السلاح الفعال في المقدمة، ويتألف من أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، وكارلوس تيفيز وإيزيكيال لافيتزي، الذين لم تظهر الكيميائية بينهم منذ المباراة الأولى، لكن المدرب بدا مصرّاً على الدفع بهم في المباراة الثانية، فكانت النتيجة بقاء الشباك الكولومبية عذراء... وإذ لا يختلف اثنان على موهبة اللاعبين المذكورين، لا يبدو تمركزهم على أرض الملعب مثالياً، أضف إلى أن وجودهم معاً في التشكيلة لا يبدو فكرة صائبة من باتيستا. وخطأ المدرب الأرجنتيني في هذه النقطة يبدو عبر وضع لافيتزي بعيداً من مركزٍ محوري في منطقة الجزاء، وهو الدور الذي يؤديه عادة مع نابولي الإيطالي، بينما ينخفض مستوى فاعلية ميسي بسبب عدم تفاهمه مع تيفيز الذي يحتفظ عادة بالكرة أكثر من اللزوم.
أما الخطأ القاتل الذي ارتكبه باتيستا، فكان عند تحويله استراتيجيته إلى 4-2-1-3 بعد دفعه بالجناح الأيسر أنخيل دي ماريا إلى أرض الملعب، فتراجع ميسي إلى خط الوسط بعيداً من منطقة الجزاء، حيث يسطّر إبداعاته عادة، وهو الخطأ الذي وقع فيه مارادونا في المونديال، وأدى إلى عدم تقديم النجم الأرجنتيني لكل ما لديه، وبالتالي عدم تسجيله أي هدف. وفي هذا المحور، يبرز الخطأ أيضاً في وضع تيفيز في مركز رأس الحربة الصرف، على أن يلعب البديل سيرجيو أغويرو على الميمنة، في الوقت الذي يفترض فيه أن تنعكس فيه الأدوار بين اللاعبين المذكورين اللذين اعتدنا أن نرى كل واحدٍ منهما في مركز الآخر في فريقيهما مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد، أي شغل الأول لدور المهاجم المساند، ولعب الأخير في مركزٍ محوري متقدّم.
كل هذه الأخطاء يضاف إليها عدم استعانة باتيستا بأغويرو أو الهدافين المميّزين غونزالو هيغواين ودييغو ميليتو على نحو أساسي، إلى تجاهله خافيير باستوري الذي يمكنه تقديم إضافة هجومية أهم من إيفر بانيغا، تؤدي إلى نتيجة واحدة هي إطفاء وهج نجومية ميسي، الذي يحاول المدرب أن يوفّر له أجواء برشلونة على أرض الملعب، لكن دون جدوى؛ لأن خياراته للاعبين الذين من المفترض أن يساعدوا «البرغوث» على اللمعان لا تبدو في مكانها إطلاقاً، لذا فإن تصريحه بأن منتخبه يريد اللعب على طريقة «البرسا» (رغم اعترافه بصعوبة المهمة) فيه من السطحية ما يكفي لتدمير ذاتي قد يودي برأسه إلى المقصلة. بعد مباراتين من دون نتيجة للأرجنتين، على باتيستا أن يبدّل من خياراته واستراتيجيته جذرياً. والأهم أن عليه أن يعي أن الأرجنتين ليست ولن تكون برشلونة، فلا وجود لعناصر على شاكلة شافي هرنانديز وأندريس إينييستا في صفوفها، والفارق في المستوى والإمكانات هو بحجم المسافة التي تفصل بين البلد الأميركي الجنوبي والمدينة الإسبانية.



كوبا أميركا

كوستاريكا تُسقط بوليفيا



باتت كوستاريكا في وضعٍ جيّد لبلوغ الدور ربع النهائي في كوبا أميركا، بعد فوزها غير المنتظر على بوليفيا 2ـ0، في ختام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى.
وسجل خوسيه مارتينيز وجويل كامبل (الصورة) الهدفين في الدقيقتين 59 و78.
وهذا هو الفوز الأول لكوستاريكا بعد خسارتها أمام كولومبيا 0ـ1 في الجولة الأولى، فارتقت إلى المركز الثاني برصيد 3 نقاط بفارق نقطة واحدة خلف كولومبيا، وباتت بحاجة إلى التعادل فقط أمام الأرجنتين (نقطتان) في الجولة الثالثة الأخيرة، وحتى خسارتها أمام أصحاب الأرض قد لا تؤثر على تأهلها كأحد صاحبي أفضل مركز ثالث. أما بوليفيا فقد تجمّد رصيدها عند نقطة واحدة. وضمن المجموعة الثالثة تلعب فجر اليوم (1.15) الأوروغواي مع تشيلي، والبيرو مع المكسيك (03.45).
وفي المجموعة الثانية تلعب البرازيل مع الباراغواي مع البرازيل الليلة (22.00)، وفنزويلا مع الإكوادور غداً (00.30)، بينما تلعب كولومبيا مع بوليفيا غداً (22.00)، في المجموعة الأولى.