يبدو رضا عنتر مستمتعاً ومسترسلاً في الحديث عن تجربته خارج لبنان التي نقلته من ألمانيا الى الصين، حيث جدّد عقده أخيراً مع شاندونغ لمدة ثلاث سنوات. لكن عند التطرّق معه الى مسائل الكرة اللبنانية، يظهر الأسف بوضوح على محيّاه، إذ يرى أن اللعبة هي مثل كل شيء في بلدنا، وخصوصاً الرياضة أي تقف على أسس متزعزعة من دون مخطط واضح «لذا، فإن من الطبيعي الوقوع في المحظور بمعنى حصد الفشل». ورغم كل الأجواء السلبية المحيطة بالمنتخب اللبناني، حضر عنتر الى بيروت لتلبية دعوة المدير الفني إميل رستم، وذلك انطلاقاً من اعتباره ارتداء القميص الأحمر واجباً وطنياً، وهو الذي فضّل اللعب مع «بلاد الأرز» على تلبيته دعوة سيراليون التي ترعرع فيها.
وبقدر السعادة التي يبديها باستعادة المنتخب اللبناني نشاطه، يبدو أفضل لاعب أجنبي في الدوري الصيني وأول لاعب لبناني يفوز ببطولة دوري في الخارج، مستغرباً الطريقة التي أعيد من خلالها المنتخب الى الحياة، «إذ إن التحضيرات خجولة، وأنا أكيد أن بنغلادش استعدت استعداداً أفضل منا». ويتابع «ثم يأتون مطالبين بالنتائج وبالوصول الى كأس العالم. والأسوأ أن ظهور المنتخب على الساحة الدولية أصبح في المناسبات المجبر على المشاركة فيها، لذا أنا أكيد أنه بعد انتهاء تصفيات المونديال سيجمّد المنتخب مجدداً لمدة عامين أو أكثر». وعن المسؤول عن فعلة كهذه يجيب عنتر «لا أريد مهاجمة أحد، لكن المنطق يقول إن القيّمين على الكرة اللبنانية هم الذين يتحملون المسؤولية».
ويتساءل عنتر عن جدوى الانتقادات التي تطال المنتخب، وخصوصاً لناحية الخيارات الفنية، مشدداً على أن هذه المسألة تخص المدرب دون سواه، كما هي الحال في العالم كلّه، مضيفاً «هم يريدون من المدرب لاعبين معيّنين، بينما يرى المدرب حاجة في لاعب مثل يوسف محمد، لكنهم لم يعملوا على حلّ مشكلته، وهي مع الاتحاد وليست مع إميل رستم». ويرى عنتر أن الهجمة على الجهاز الفني للمنتخب تأتي في إطار شخصي «فالحرب التي شنت ليست سوى ردّ على اختيار الكابتن إميل لتسلّم المهمة». ويشدّد على «لنكن واقعيين، وأنا لا أقول هذا الكلام دفاعاً عن إميل رستم، بل لسرد ما حصل، إذ اتصل بي منذ أكثر من شهر وطلب مني صورة عن جواز السفر لشدة اهتمامه بحضوري الى لبنان، علماً بأن هذه المسألة ليست ضمن مسؤولياته، بل تختص بمدير المنتخب، لا المدرب، لأن الأخير عمله على أرض الملعب. أستغرب جداً الذريعة التي أطلقوها بأن البريد الإلكتروني لم يفتح... الكابتن إميل حاول المستحيل لاستقدامي، وهو يقاتل حتى اليوم لاستدعاء اللاعبين الذين يحتاج إليهم». كذلك استغرب الانتقادات بحق المنتخب بعد خسارتيه أمام الكويت والإمارات «هل ينتظرون من المنتخب الفوز على اثنين من المنتخبات الآسيوية المهمة بعد تجميد المنتخب لفترة طويلة؟ ولماذا لم ينتقدوا المنتخب الأولمبي بعد خروجه أمام ماليزيا؟ ببساطة، الجواب هو أن المسألة شخصية».
وإذ يحمّل عنتر مسؤولية غيابه عن مباراة السبت لمدير المنتخب «الذي لا أعرفه ولم يقم بعمله ويتصل بي أصلاً»، كشف في ختام حديثه أنه سبق له أن أبلغ قبل أكثر من شهر أنه لن يخوض لقاء الإياب أمام بنغلادش في 28 الجاري، وذلك لارتباطه مع شاندونغ بمباراة مهمة في الدوري الصيني.



المنتخب للجميع

رغم عدم تمكّنه من مشاركة المنتخب اللبناني أمام بنغلادش، بعد غدٍ، سيكون رضا عنتر حاضراً في التمارين اليوم، بعدما اتصل بالمدير الفني إميل رستم، مؤكداً التحاقه، وذلك انطلاقاً من رغبته في أن يكون موجوداً بين زملائه «فهذا المنتخب يحتاج الى تشجيع الجميع وهو ليس لي أو لأحدٍ معيّن، وعلى الجميع أن يدركوا هذا الأمر ويعملوا على دعم اللاعبين».