إزاء انتقال رؤوس الأموال العربية الى الاستثمار في النوادي الأوروبية، ولا سيما الإنكليزية والإسبانية، فإن الأندية العربية بدأت تتهافت على شراء النجوم من البطولات الأوروبية وبأسعار قد تكون ضخمة على البطولات العربية أو حتى المسابقات القارية التي تشارك فيها. وكانت آخر الصفقات المفاجئة قد أفرزت انتقال المهاجم المغربي يوسف العربي من كاين الفرنسي الى الهلال السعودي، مقابل 7 ملايين يورو، وأيضاً تعاقد الغريم التقليدي النصر مع قائد منتخب الجزائر عنتر يحيى من نيس الفرنسي، مقابل المبلغ عينه، لكن تبقى الصفقة الكبيرة «معنوياً» لنادي الوصل الإماراتي الذي تعاقد مع الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا لتولي الإدارة الفنية، مقابل حوالى 3.5 ملايين يورو سنوياً.
كما أن النوادي الإماراتية وخصوصاً الجزيرة قد بادرت الى دخول سوق الانتقالات العالمية وبأسعار خيالية نسبة الى حجم كرة القدم في الخليج العربي، التي لا تخرج نتائجها عن النطاق القاري، فكانت أولى الصفقات الكبيرة انتقال المهاجم البرازيلي رافايل سوبيس من ريال بيتيس الإسباني الى الجزيرة، مقابل 19 مليون دولار عام 2008، ومفاوضة النجم البرازيلي رونالدينيو للانضمام الى الشارقة، إضافة الى انتقال المدرب الهولندي فرانك رايكارد لقيادة المنتخب السعودي.
وفي قطر، حاول المسؤولون عن كرة القدم استنساخ النموذج الياباني عبر انتداب أبرز النجوم العالميين الذين تقدموا في السن، مثل الإسبانيين فرناندو هييرو وجوسيب غوارديولا والألماني ستيفان إيفنبرغ والهولندي فرانك دي بوير وغيرهم ممن طبعوا الملاعب الأوروبية بطابعهم الخاص، إضافة الى سياسة التجنيس وكل هذا لم يأتِ بأي نتيجة أو أي لقب.
لكن كل هذه الأموال، إضافة الى الصفقات الكبيرة لرعاية النوادي الكبرى في العالم، وخصوصاً الأوروبية مثل أرسنال الإنكليزي وريال مدريد الإسباني، ثم استضافة أبرز الفرق لإقامة معسكراتها في ملاعبها وعلى نفقة الدولة المضيفة، تأتي لجذب الاهتمام الى الملاعب الخليجية، وبالتالي رفع منسوب اللعبة وزيادة الإقبال الجماهيري وجذب الإعلانات والاستثمارات الكبيرة، إلا أنها لن تفي جزء بسيط من المصاريف من دون التطلع الى النتائج الفنية.
ويبقى الوصول الى نهائيات كأس العالم والخروج من الدور الأول هو الهدف الأسمى، في الوقت الذي يبقى فيه النموذج الإماراتي الجديد عبر بناء منتخب للمستقبل أحرز بطولة آسيا للشباب ونال درجات استحسان كبيرة، مع رعاية واهتمام من المسؤولين هو الأفضل في الفترة الآنية، والذي يدعو دول المنطقة الى الاقتداء به، لكنّ هناك تخوفاً من المسؤولين في الاتحاد الإماراتي أن يتعرض هذا المنتخب لأي انتكاسة قد تبدّد كل الجهود التي بذلت.
كذلك، لا شك في أن هذه الصفقات قد أثارت الانتقادات بدعوى غياب الشفافية داخل مجالس إدارات أندية ما، وسط اعتبار أن هذا الأمر يؤدي الى تخوف الأندية من أن يسبب إعلان القيمة المالية للصفقات إحداث ثورة غضب بين الجماهير، أضف أن الأمر قد يؤدي أيضاً الى إحداث فتنة مع اللاعبين المواطنين بسبب التفاوت الكبير بين الرواتب والمستحقات المالية.



زياني إلى الجيش القطري

تعاقد نادي الجيش القطري مع صانع ألعاب منتخب الجزائر كريم زياني بعقد لمدة ثلاث سنوات من فولسبورغ. وأشارت تقارير صحافية الى أن الصفقة تمت في معسكر الجيش المقام حالياً في فرنسا وبناءً على إلحاح مدرب الفريق البرازيلي شاموسكا، وقدرت قيمة الصفقة بحوالى 3 ملايين يورو. وساهم زياني لاعب مرسيليا الفرنسي سابقاً في وصول الجزائر لنهائيات مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.