قد يمثّل حضور وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد اللبناني لكرة القدم مناسبة مواتية لعرض معاناة اللعبة الشعبية الأولى مباشرة أمام أعلى سلطة رياضية في الدولة اللبنانية، وقد ينتهز القيّمون على اللعبة الفرصة لعرض كل الأمور التي أضعفت اللعبة الشعبية، وخصوصاً غياب الجمهور. وستكون الفرصة أيضاً ملائمة لتحفيز الوزير الشاب على احتضان اللعبة المتعبة والعمل على إنعاشها، وخصوصاً لجهة تبني عملية دعم المنتخبات الوطنية الغارقة في الأزمات المتعددة نتيجة السياسة الكيدية المتبعة عن قصد أو عن غير قصد أو لغايات معيّنة. ويأتي هذا الاجتماع في خضم مطالبات من الرأي العام لإصابة شيء ما قارياً، إذ إن أبرز ما وصلت إليه كرتنا كان خوض بطولة أمم آسيا كدولة مضيفة عام 2000 والخروج من الدور الأول، فرغم الإمكانات التي كانت متوافرة، بيد أن الخطة الطويلة الأمد لم تكن موجودة.
من هنا، سيفتح الباب أمام إعادة الإيمان باللعبة من قبل القيّمين، ودفع الوزارة لتخصيص رعاية خاصة تعنى على الأقل بالمنتخبات الوطنية وفق استراتيجية مدروسة تمتد لسنوات عدة، من شأنها أن تعود بمردود إيجابي، وخصوصاً أن لبنان يضم مواهب مميّزة تحتاج إلى رعاية، وقد بدا هذا الأمر جليّاً في الأعوام القريبة الماضية وسط انتشار الأكاديميات على طول المساحة الجغرافية للبلاد.
كذلك تبدو الفرصة سانحة أيضاً أمام عائلة اللعبة للفت نظر الوزير إلى أن عدداً من اللاعبين اللبنانيين قد وصل إلى الاحتراف في أبرز البطولات، أمثال يوسف محمد في ألمانيا ورضا عنتر في الصين ومحمد غدار في مصر ومعهم ثروة كبيرة مندفعة لارتداء قميص المنتخب، هم اللاعبون المنحدرون من أصل لبناني يمارسون اللعبة في أبرز الأندية في أصقاع الأرض وأنهم بحاجة إلى من يذكرهم ببلدهم ودعوتهم للدفاع عن ألوان منتخب الأرز كما جرى في السابق مع عدد منهم مثل بودي فرح وسلماو صالحة وعيسى عيسى وغيرهم.
نقطة أخرى يمكن وضعها على طاولة الوزير الذي يرعى أحد الأندية العريقة في تاريخ اللعبة (الرياضة والأدب ــ طرابلس)، أن عدداً من الأندية الطليعية تركت بصماتها الكروية على امتداد الوطن باتت في غياهب النسيان، وبالتالي إن تنظيم الهيكلية الخاصة بالأندية حاجة ملحة للحفاظ على استمراريتها.
فهناك أندية كروية عريقة غابت عن الخارطة الكروية رغم أنها تحمل في سجلاتها بطولات وتتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة. فمن تلك الفرق هومنتمن وهومنمن والشبيبة المزرعة والبرج. فمن ينسى «الدربي» الأرمني الذي كان يجمع هومنمن وهومنتمن أمام مدرجات ممتلئة ويظل حديث الشارع الكروي لأيام عديدة؟ ومن ينسى أسماء كبيرة كانت عماد المنتخب الوطني خرجت من أندية أصبحت في الدرجة الثانية والثالثة.
ختاماً، يأمل الحاضرون أن يمثّل لقاءهم مع الوزير كرامي فاتحة خير على اللعبة المتلهفة وراء من يدعمها، وأن يكون قرار عودة الجمهور إلى الملاعب موقفاً علنياً من كرامي وأهل اللعبة، على أن توجَّه البوصلة في الاتجاه الصحيح وبالتالي رفع المستوى في اللعبة لنتساوى على الأقل.