لا تزال أحداث اجتماع اللجنة الأولمبية الأخير الأربعاء الماضي تتفاعل، وخصوصاً مسألة البيان الذي كان من المفترض أن يصدر رداً على كلام المحاضر الأولمبي جهاد سلامة الى «الأخبار» سابقاً حول علاقته بنائب رئيس اللجنة الأولمبية هاشم حيدر. فسلامة الذي يرأس هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر أعلن رفضه التعاطي الرياضي مع حيدر كممثل لحركة أمل نتيجة تراكمات من العمل السلبي على مدى ثلاث سنوات. هذا الكلام حضر في جلسة الأربعاء التي طالب فيها حيدر بإصدار بيان يرد على سلامة ونوقشت معظم تفاصيله، على أن يصاغ بعد الاجتماع، علماً بأن أمين سر اتحاد التايكواندو جورج زيدان تحفّظ على ذكر اسم سلامة في البيان. لكن الجلسة انتهت بعد خلاف بين حيدر ورئيس اتحاد الرماية زياد ريشا. ورغم مصالحة الاثنين بعدها، الا أن البيان لم يكتب.
لكن هذا لم يمنع حيدر من صياغة البيان لاحقاً وفقاً لما نُوقِش في الاجتماع وأرسله الى أمين السر عزة قريطم، الذي أرسله بدوره الى الأعضاء مع دعوة إلى اجتماع يوم الجمعة الماضي لم يحصل فاستعيض عنه بجلسة رباعية غير رسمية جمعت الرئيس شارتييه وقريطم وعضوي اللجنة طوني خوري وهاشم حيدر. وتقرر عقد اجتماع أمس الاثنين عند الثالثة عصراً. لكن هذا الاجتماع لم يعقد بعد غياب الرئيس شارتييه (حضر بعد خمسين دقيقة)، ما اعتبره الأعضاء رسالة عدم رضى عن إصدار بيان ضد سلامة. وحاولت مصادر أولمبية اعتبار سبب عدم اجتماع اللجنة التنفيذية هو عدم اكتمال النصاب، لكن حضور 10 أعضاء من أصل 15 يؤمن النصاب حتى لو اكتمل حضورهم بعد وقت من موعد الجلسة. فأمس حضر حيدر، خوري، قريطم، زيدان، ريشا، مازن رمضان، مليح عليوان، فرنسوا سعادة، جان همام ومحمد مكي. ولو أراد الأعضاء عقد الجلسة لكان بالإمكان ذلك، لكن نتيجة غياب الرئيس لم يرغب الحاضرون في عقدها. واللافت حضور رمضان الجلسة، علماً بأنه جرى الحديث سابقاً عن أنه معتكف نتيجة عدم انتخابه رئيساً للبعثة الأولمبية الى أولمبياد لندن 2012. لكن هذا الكلام غير دقيق، إذ إن بعض الأعضاء لفتوا الى أن مشكلة رمضان ليست في هذه المسألة فقط، بل هي في أداء اللجنة الأولمبية بدليل أنه هنّأ ريشا بعد انتخابه رئيساً للبعثة الأولمبية وأبلغه استعداده لأي مساعدة.
لكن تفسير الأعضاء حول سبب عدم حضور شارتييه أوضحه الأخير في اتصال مع «الأخبار» بأنه حضر متأخراً (الساعة 15:50)، وذلك بسبب خطأ منه، اذ اعتقد أن الموعد هو الرابعة كما جرت العادة. وقدّم شارتييه اعتذاره من جميع من حضر وغادر قبل وصوله، معتبراً أن الالتباس في الموعد الصحيح هو السبب في تأخره وليس أي شيء آخر.
ويبدو أن اتصالات جرت بين أطراف أولمبية عدة بهدف تهدئة الأمور وعدم تفجر الأزمة، وخصوصاً مع معطيات تشير الى أنه في حال استمرار الأزمة بوتيرتها المتصاعدة، سيكون وضع اللجنة الأولمبية على المحك: إما استقالات تطيح اللجنة، أو تحوّلها الى لجنة تصريف أعمال بانتظار الانتخابات المقبلة في 2012. لكن بعض الإيجابية بدأت تظهر مساء أمس توحي بحلحلة للأمور.