حيرة بكل ما للكلمة من معنى، وقع فيها القيّمون على برشلونة بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد تألق لاعب الوسط الشاب تياغو ألكانتارا (20 عاماً) في المباريات الاستعدادية للموسم الجديد، حيث لعب دور القائد الموجّه في غياب نجوم الصف الأول الذين استمر المدرب جوسيب غوارديولا بإراحتهم. ثلاثة أهداف رائعة، اثنان في مرمى بايرن ميونيخ الألماني، وآخر في مرمى مانشستر يونايتد الانكليزي، رفعت تياغو مراتب عدة على لائحة الأسماء التي تحملها ورقة التشكيلة الكاتالونية.
الا أن المشكلة ليست على هذا الصعيد، فتألق لاعبٍ شاب عادةً ما يحلّ مشاكل في الفرق الأخرى، لكن ليس في برشلونة، الذي تعقّدت أفكار المفكرين فيه، ومنهم غوارديولا، بفعل اللمعان غير المنتظر للاعب الوسط الأسمر.
وهنا الحديث عن توجّه «البرسا» للتعاقد مع «ابن النادي» سيسك فابريغاس من أرسنال الانكليزي، لكن القميص الرقم 4 الذي حُجز له خطفه تياغو، ليجبر إدارة ساندرو روسيل على إعادة حساباتها، وهي التي أصلاً توقّعت مستقبلاً زاهراً لهذا الفتى، الذي في مشاركاته القليلة في الموسم الماضي، أكد علو كعبه بتسجيله ثلاثة أهداف وتمريره مثلها. إلا أن التصويب هنا هو على المفاجأة التي قدّمها تياغو ببروزه، اذ لم يتوقّع احد ان يفرض نفسه بشكلٍ أصبح بإمكانه فيه المنافسة على مركزٍ أساسي في التشكيلة، او على الاقل إجبار غوارديولا على رمي فكرة صرف 40 مليون يورو كحدٍّ أدنى لاستقدام فابريغاس، الذي وعده في صغره بأن يمنحه القميص الرقم 4 الذي ارتداه بنفسه، وذلك بعدما اعتبر الاخير ان افضل مدرب في العالم حالياً هو قدوته في الملاعب.
ورغم انتفاء المقارنة بين اللاعبين، فإن امكانات تياغو لا تقلّ شأناً عن تلك التي يملكها فابريغاس، فإذا كانت الدماء الكاتالونية تجري في عروق الأخير، فإن الأسلوب الاستثنائي لبرشلونة يعتنقه الأول بكل ما للكلمة من معنى، وذلك انطلاقاً من إجادته التحرك للعب المثلثات، الى التمركز الصحيح داخل منطقة الجزاء. وهذه الميزة الأخيرة التي تجعل تياغو هدافاً كبيراً بالنسبة الى لاعب وسط يفتقدها كابتن أرسنال، علماً بأن نجل البرازيلي مازينيو الفائز مع «السيليساو» بكأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة، يتمتع بقدمٍ يمنى حساسة تمكنه من إصابة كل زوايا المرمى بدقة متناهية، وهذا ما ثبت من خلال هدفيه في مرمى حارس بايرن هانز يورغ بوت، وحارس يونايتد الاسباني دافيد دي خيا.
وللدلالة على امكان تعبئة تياغو للمركز الذي يمكن ان يملأه فابريغاس، توجّه مدرب الأخير الفرنسي أرسين فينغر الى القبول برحيل قائد فريقه الى ناديه الأم، شرط ان تتضمن الصفقة قدوم النجم الصاعد الى «المدفعجية». لكن ما يلوح في الأفق يبدو مختلفاً تماماً لأنه لو أراد برشلونة التخلي عن تياغو لكان فعلها قبل شهرين عندما عرض مانشستر يونايتد 15 مليون جنيه استرليني لقاء التعاقد معه.
محظوظ النادي الكاتالوني، فها هي قصة النجم الارجنتيني ليونيل ميسي الذي ملأ فراغ البرازيلي رونالدينيو وأصبح القلب النابض في الفريق، تتكرر، لأن الأمر الواضح حتى الآن بأن البديل المستقبلي للعبقري شافي هرنانديز موجود في صفوفه، بانتظار أن يأخذ فرصته الكاملة.



محترف رائع ومشروع نجم

صرّح مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا بأن تياغو ألكانتارا يملك كل المقومات التي يمكن أن تجعل منه نجماً، مضيفاً: «تياغو هو محترف رائع، لقد لعب بطريقة جيدة جداً أخيراً، ولديه قدرات عالية». أما سيرجيو بوسكتس فطالب بإبعاد الضغوط عن زميله «الذي سيكون حاسماً للفريق مستقبلاً».