مشهدٌ معبّر ذاك الذي حصل عندما ركن أصحاب المراكز الثلاثة الأولى سياراتهم بعدما عبروا خط النهاية في جائزة المجر الكبرى، إذ ترجّل بطل العالم الألماني سيباستيان فيتيل من سيارته «ريد بُل رينو»، واتجه مباشرة ليتفحّص سيارة ماكلارين مرسيدس الخاصة بالبريطاني جنسون باتون، الذي تفوّق عليه في السباق المذكور.حركة فيتيل الذي اعتاد في بداية الموسم الاتجاه مباشرة نحو أعضاء فريقه للاحتفال، لها دلالات كبيرة، أهمها أنه أصبح يعرف في قرارة نفسه أن «السهم الفضي» أصبح أسرع من سيارته، ولو أنه لا يزال وزميله الأوسترالي مارك ويبر الأفضل خلال التجارب التأهيلية.
وإذا كان فوز باتون في سباق كندا في حزيران الماضي نتج من خطأ قاتل لفيتيل في الأمتار الأخيرة، فإن ما حصل الأحد الماضي، أشار بوضوح الى أن سرعة سيارة ماكلارين وتفوّقها على ريد بُل كانا الأساس في قلب باتون الطاولة على البطل الألماني، الذي كان قد انطلق من المركز الأول. وما حصل في هنغارورينغ أكد صوابية ما قيل عن أن ماكلارين تسير بتطور ثابت بعدما فوجئت بسرعة ريد بُل في مطلع الموسم، واصبحت سيارة الفريق البريطاني أسرع الآن خلال السباقات بفعل نظام الـ «أيروديناميك»، الذي يبرع المهندسون في تعديله وتطويره سباقاً تلو الآخر.
ويضاف الى هذه المسألة عاملان أساسيان ساعدا على تحسّن أداء سيارتي باتون ومواطنه لويس هاميلتون، وهما التعديلان على الجناحين الخلفي والأمامي، إضافة الى استخدام أرضية جديدة. كل هذه الأمور أضافت سرعة اكبر على سيارة ماكلارين، التي بدت أصلاً منذ سباق موناكو أسرع عند المنعطفات، إذ إن سباق الإمارة ذي المنعطفات الضيّقة يمثّل عيّنة مهمة من الميزات التي يمكن سيارة أن تتفوق فيها على أخرى، وإذا كانت سيارة ما سريعة على تلك المنعطفات، فإنّ بإمكانها أن تبدو أسرع على حلبات أوسع. وهذا ما حصل بالتحديد في السباقين الأخيرين في ألمانيا والمجر، حيث بدت ريد بُل أقل سرعة من فيراري وماكلارين، ولو أن مهندسي الأولى أدخلوا بعض التعديلات التي نهضت بها نسبياً.
الواقع أن فريق ريد بُل يقف متفاجئاً الآن كما وقف فيتيل محتاراً امام سيارة ماكلارين في ختام سباق المجر، لكن الخطأ المرتكب، وفحواه عدم الاكتراث للمنافسين بعد التفوّق عليهم في بداية الموسم، ليس مميتاً حتى الآن، إذ بإمكان أدريان نيوي وفريقه العمل على استعادة ريادتهم خلال «العطلة الصيفية»، وذلك لمنح فيتيل فرصة العودة الى قهر منافسيه مجدداً، هو الذي في رأي المراقبين أنهى البطولة بطلاً للعالم، إذ يتقدّم الآن بفارق 88 نقطة عن هاميلتون، و100 نقطة عن باتون.



المساواة بين باتون وهاميلتون

رغم إمكان خسارتهما خلال سباقٍ ما بسبب احتدام الصراع بينهما في بعض الأحيان، فإن فريق ماكلارين مرسيدس كان واضحاً في أنه سيترك الحرية للثنائي جنسون باتون ولويس هاميلتون للمنافسة على الحلبة من دون تفضيل أحدهما على الآخر، وخصوصاً أن المسافة التي تفصلهما عن متصدر الترتيب العام سيباستيان فيتيل تبدو متشابهة نسبياً.