كشفت أزمة نادي الأنصار وجوهاً عدة لمطبّات تقع فيها الأندية اللبنانية، وهي متراكمة جراء فراغ الصناديق من المال الذي بات العصب الأساسي لأي شيء. وكان النادي الأكثر تتويجاً في الكرة اللبنانية قد دقّ ناقوس الخطر في العام الماضي عندما قرر الانسحاب من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي نتيجة الظروف المادية الصعبة وتكاليف المشاركة التي تفوق إمكاناته. وتفاقمت أزمة النادي الأخضر فور انتهاء الموسم الماضي، وبدأ تفريغه من أبرز اللاعبين الذين اشتروا استغناءاتهم للانتقال إلى أندية أخرى محلية وخارجية، إضافة إلى الاعتماد في المرحلة المقبلة على اللاعبين الشبان واليافعين وإبقاء الجهاز الفني من «أبناء النادي».
لكن التطورات الأخيرة أكدت حقيقة الأمر الواقع بعدما «بقّ البحصة» أحد أبرز إداريي النادي، وضاح الصادق، وأعلن استقالته من مهماته نتيجة الحال التي وصل إليها الأنصار، مشيراً إلى أن الإدارة تتحمل المسؤولية.
ومشكلة الأنصار هي مشكلة عدد كبير من الأندية التي تعتمد على الدعم المادي للسياسيين، فآل الحريري أعلنوا قبل فترة أنهم لن يتمكنوا من دعم الأندية الرياضية كلها، وستُحصَر بعدد قليل لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. لكن الأنصار، النادي الذي ينتمي جغرافياً إلى أحد أبرز معاقل تيار المستقبل، الطريق الجديدة، لطالما كان مشمولاً بعطف «السما الزرقا» مثله مثل العديد من الأندية، إلا أنه لم يكن يتوقع أن تصل به الأمور يوماً إلى هذا القحط، رغم أنه يمتلك مجلس أمناء من 24 شخصاً مقتدرين مادياً ولديهم نفوذ كبير في الوسط البيروتي. والسؤال الذي لا إجابة عنه هو: لماذا لا يوفّر المجلس الميزانية الكافية للنادي سنوياً، ولينتظروا دعم «بيت الوسط»؟
وعُقد أمس اجتماع في بيت الرئيس الفخري للنادي، سليم دياب، لبحث الأزمة، وجرى التطرّق إلى أزمة النادي التي تحددت بمرحلتين: قريبة، هي توفير مصاريف اللاعبين والإعداد للموسم الجديد. والمرحلة البعيدة التي قد تكون مشاكلها محلولة بعد الانتهاء من أعمال منشأة النادي، وتكون مداخيل النادي قد أضحت ذاتية. وأبقت الإدارة اجتماعاتها مفتوحة بمتابعة من سليم دياب.
وأشار الصادق إلى أنه باقٍ في النادي وإلى جانبه، لكنه بعيد عن أي موقع إداري؛ لأن المطلوب إدارة جدية وفاعلة لتحويل الأنصار إلى مؤسسة.