قليلون هم اللاعبون الذين يتمكنون من ترك بصمتهم بسرعة في الفرق التي يلتحقون بها. الهولندي أريين روبن هو أحد هؤلاء، إذ إن هذا اللاعب أضحى بسرعة قياسية النجم الأول في بايرن ميونيخ الألماني منذ العام الاول الذي التحق فيه بالنادي البافاري.وفي انطلاق الموسم الحالي لم ينتظر روبن طويلاً حتى يفجر إبداعه، ففي المباراة امام زيوريخ السويسري في الدور الفاصل المؤهل الى دور المجموعات في دوري ابطال أوروبا، أسهم على نحو رئيسي في قيادة فريقه الى الفوز بتمريره كرة الهدف الأول لباستيان شفاينشتايغر، وبإضافته الهدف الثاني من تسديدة صاروخية رائعة من خارج منطقة الجزاء. اما في المباراة الأخيرة في الدوري المحلي أمام هامبورغ، فقد ألهب روبن حماسة الجمهور البافاري وسجل هدفاً عالمياً بتوغله بين المدافعين واسقاطه الكرة بحرفنة وبهدوء من فوق الحارس.
هكذا، ببساطة، باتت جماهير بايرن تنتظر بفارغ الصبر عطلة نهاية الأسبوع لمشاهدة الاستعراض الذي يقدّمه روبن على ارض الملعب، إذ يمتعهم هذا اللاعب بمهارات قلّ نظيرها من المراوغات والتمريرات والانطلاقات الصاروخية والتسديدات على أنواعها.
ورغم أن روبن ترك بصمته في كل الأندية التي لعب لها إن في بي أس في أيندهوفن في بلاده، أو في تشلسي الانكليزي، او ريال مدريد الاسباني، الا أنه يمكن الجزم بأن فترته الحالية مع بايرن ميونيخ تبدو الأكثر مثالية، حيث يكفي الحكم على هذا الأمر من خلال الأرقام، إذ إنه سجل مع النادي البافاري 29 هدفاً في 40 مباراة، بينما سجل 17 هدفاً في 56 مباراة مع أيندهوفن، و15 هدفاً في 67 مباراة مع تشلسي، و11 هدفاً في 50 مباراة مع ريال مدريد.
وهنا قد يقال إن الدوري الألماني أضعف من الدوريين الانكليزي والإسباني (من دون التطرق طبعاً الى الدوري الهولندي، حيث كان روبن لا يزال في انطلاقة مسيرته)، وهذا ما سمح لروبن بالبروز أكثر، لكن يمكن الردّ سريعاً على هذا القول من خلال تألق روبن مع النادي البافاري في دوري ابطال اوروبا قبل موسمين أمام اهم الفرق في «القارة العجوز». ولعل السبب الحقيقي وراء بروز روبن يكمن في الاحتضان الكبير الذي يوليه مسؤولو النادي الألماني وجماهيره للهولندي بعد استغناء ريال مدريد «الظالم» عن خدماته عند مجيء البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
من هنا باتت جماهير النادي البافاري تتوجس في كل مباراة يلعبها روبن من أن يواجه الاصابة التي لا تنفك تلازمه، ويقيناً فإنها لو ابتعدت عنه في الموسم الحالي، فإنه قادر على حمل فريقه الى مكان بعيد في البطولات المحلية والقارية، إذ أثبت روبن انه أهم عنصر مؤثر في بايرن ميونيخ وعند غيابه فإن النادي البافاري يفتقد من دون مبالغة نصف قوته.
الأكيد أن مسؤولي ريال مدريد يزدادون ندماً عند كل تألق لروبن حالياً لتفريطهم به، الا أن الأكيد أيضاً أن الاسكوتلندي اليكس فيرغيسون مدرب مانشستر يونايتد الانكليزي الباحث عن لاعب «أشوَل» يخلف الويلزي راين غيغز هو أكثر النادمين، بعدما استهتر بضم روبن إثر اجتماعه به في لندن عام 2003 حين طرح مبلغ 7 ملايين يورو ثمناً له فسمع كلمات لن ينساها طيلة حياته من رئيس ايندهوفن هاري فان راييخ الذي خاطبه قائلاً: «هذا المبلغ يشتري لك قميص ايندهوفن مع توقيع روبن عليه».



الانتقادات تنهال على «شفايني»

حذا «القيصر» الألماني فرانتس بكنباور حذو أوليفر كان عندما انتقد باستيان شفاينشتايغر لاعب وسط بايرن ميونيخ، مشيراً إلى أن القائد الرديف للفريق البافاري يفتقر إلى الصفات القيادية على أرض الملعب.
وقال بكنباور: «ما تتوقعه من القائد أو لاعب مخضرم أن يتحمل المسؤولية. لم يقم شفايني بذلك».