لم يهم إشبيلية، على الإطلاق، أن الخصم الذي يقف أمامه هو برشلونة، النادي المتوج بثلاثية الموسم الماضي، إذ كان على مستوى التحدي، مقدماً إحدى أفضل مبارياته في المواسم الأخيرة، حيث ظل منافساً حتى اللحظات الأخيرة من مباراة طويلة ودراماتكية انتهت بفوز النادي الكاتالوني 5-4.
منذ الدقيقة الثالثة، بدأت الأهداف التسعة تتوالى, وسريعاً، وجد برشلونة نفسه متخلفاً بهدف رائع للأرجنتيني إيفر بانيغا، جاء من ركلة حرة وضعها على يمين الحارس الألماني مارك-اندري تير شتيغن. لكن ردّ برشلونة جاء في الدقيقة السابعة من ركلة حرة أيضاً، نفذها الأرجنتيني ليونيل ميسي رافعاً رصيده الى 23 هدفاً في 24 مباراة ضد اشبيلية.
لم ينتظر ميسي طويلاً ليتقدم فريقه بالنتيجة، ومن ركلة حرة، سجل الهدف الثاني واضعاً الكرة على يسار الحارس البرتغالي بيتو (16)، ليصبح إشبيلية الضحية المفضّلة عند «ليو» بعد أن هزّ شباكه للمرة الرابعة والعشرين في 24 مباراة. وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها ميسي من ركلتين حرتين في المباراة نفسها.

لأول مرة يسجّل
ميسي من ركلتين حرّتين في المباراة نفسها


بعد هجمات عدة من الفريقين، انفرد الأوروغوياني لويس سواريز ببيتو، لكن الأخير تدخل ببراعة وأنقذ فريقه، ثم عادت الكرة الى سواريز الذي مررها بذكاء الى البرازيلي رافينيا فأودعها الشباك (45).
انتهى الشوط الأول بتقدم برشلونة، وبدا أن الشوط الثاني سيكون لكسب الكاتالونيين المزيد من الأهداف، بعدما ظن انريكه ولاعبو برشلونة والجماهير أن لاعبي اشبيلية قد انهاروا.
في الدقيقة 52، أضاف برشلونة الهدف الرابع عندما مرر المدافع الفرنسي بينوا تريموليناس، بالخطأ، الكرة على طبق من فضة لسيرجيو بوسكيتس، ليمررها بدوره الى سواريز الذي سددها في الشباك.
1-4 النتيجة، لكن تبين أن للاعبي اشبيلية نفساً طويلاً. قلص قائد الفريق خوسيه أنتونيو رييس الفارق في الدقيقة 57 إثر هجمة مرتدة.
وفي الدقيقة 72، أصبح إشبيلية على بعد هدف من برشلونة بعدما سجل كيفن غاميرو ركلة جزاء تسبّب فيها المدافع الفرنسي جيريمي ماتيو قبل أن يترك مكانه لللإيطالي تشيرو ايموبيلي المعار من بوروسيا دورتموند.
لعب الأخير دوراً حاسماً في المباراة، إذ وبعد ثوان على دخوله صنع هدف التعادل، بعدما تلاعب بمارك بارتا على الجهة اليمنى، قبل أن يمررها للبديل الآخر الأوكراني يفغين كونوبليانكا الذي تابعها في الشباك (81).
حاول ميسي أن يحيي آماله بالفوز، لكن القائم اعترض كرته التي سدّدها من ركلة حرة في الدقيقة 89، ليحتكم بعدها الفريقان الى شوطين إضافيين.
في الشوط الإضافي الأول، دخل بدرو رودريغيز القريب من الانتقال الى مانشستر يونايتد، ليلعب دور البطل. ولا شك في أن غياب البرازيلي نيمار بسبب التهاب الغدة النكفية، هو ما أجبر انريكه على الاعتماد عليه. ضغط برشلونة في الوقت الاضافي، خصوصاً في الشوط الثاني حتى الدقيقة 115، عندما انبرى ميسي لركلة حرة ارتدت من حائط السد، ثم عادت اليه، فأطلقها قوية ليصدّها بيتو، وتسقط أمام بدرو الذي سددها من مسافة قريبة في سقف الشباك (115).
في الخمس دقائق الأخيرة، حصل إشبيلية على فرصة ذهبية لخطف التعادل مجدداً إثر كرة عرضية من ايموبيلي، لكن الفرنسي عادل رامي وضعها الى جانب القائم الايمن رغم أنه كان وحيداً في مواجهة المرمى (120).
ظلت أعلام النادي الكاتالوني مرتفعة في النهاية بعدما ثأر برشلونة من الفريق الاندلسي، وصار انريكه رابع مدرب يحقق لقب السوبر الأوروبية لاعباً ومدرباً على غرار مدرب بايرن ميونيخ الإسباني جوسيب غوارديولا والمدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي ومدرب اتلتيكو مدريد الأرجنتيني دييغو سيميوني.