لم يعد الدوري الإيطالي الأقوى في العالم. معادلة باتت ملموسة اكثر منذ مطلع الألفية الجديدة، إذ إن الـ «سيري أ» فقد مكانته الشعبية حول العالم لمصلحة بطولتي انكلترا وإسبانيا تحديداً، والسبب عدم ارتقاء المنافسة الى المستوى المطلوب، لناحية الصراع على لقب الدوري، وقد قتلت هذه المنافسة اكثر سيطرة إنتر ميلانو على اللقب لمدة خمسة مواسم، قبل أن يكسر جاره ميلان احتكاره في الموسم الماضي، بعد تراجع أداء «النيراتزوري».وبالعودة الى الذاكرة، يتضح أنه في تلك المواسم التي كان يلعب فيها النجم البرازيلي رونالدو مع إنتر ميلانو كان السباق الى «السكوديتو» لا يضاهيه أي سباق الى لقب دوري آخر في البطولات الخمس الكبرى في «القارة العجوز». وربما هذه المرحلة كانت الأخيرة التي تشهد حماسة منقطعة النظير، حيث كانت دائرة الفرق المتصارعة على اللقب اكبر بكثير من تلك التي شهدناها في المواسم الأخيرة. كذلك، بدأت بعد هذه المرحلة الهجرة المطّردة لنجوم الدوري الإيطالي الى بطولات أخرى، فأخذوا يرحلون الواحد تلو الآخر، ما أضعف صورة الاهتمام بالبطولة، ونقل الأنظار الى ملاعب انكلترا وإسبانيا التي استقطبت أبرز لاعبي العالم.
وطبعاً لا يمكن إسقاط دور فضيحة التلاعب الشهيرة التي عُرفت باسم «كالتشوبولي» عام 2006، في توسيخ صورة البطولة الإيطالية اكثر، وخصوصاً أن عدداً من اندية الطليعة كان ضليعاً بها، وعلى رأسها يوفنتوس، الذي جرّد من لقبه وعوقب بالهبوط الى الدرجة الثانية، وهي مسألة من شأنها وحدها تقليص عدد متابعي الدوري الإيطالي لما لفريق «السيدة العجوز» من شعبية جارفة في أوروبا وخارجها. ورغم فوز الطليان بكأس العالم ذاك الصيف، فإن مدرجات معظم المباريات لم تكن أبداً في أفضل حلّة، إذ بدا واضحاً حتى في مباريات فرق المقدمة قسم كبير منها فارغاً، وكان مردّ هذا الأمر الى ارتفاع أسعار تذاكر حضور اللقاءات...

الاتكال على الكبار

من دون شك يبحث القيّمون على الدوري الإيطالي عن طريقة لإعادة بطولتهم الى الواجهة، وفي هذه المسألة يبحثون عن الفرق الكبيرة لتأجيج حدة المنافسة، وبالتالي شدّ الانتباه الى الملاعب الإيطالية مجدداً. وهذا الأمر ينطلق من نقطتين، الأولى ترتبط باستقدام أكبر كمٍّ من النجوم، والثانية تختص بتحقيق النتائج المميزة على الساحة القارية. ويمكن اعتبار أن هاتين النقطتين متلازمتان، إذ إن النجوم لا يتشجعون على التحوّل الى الأندية الايطالية إذا لم تكن قادرة على تأمين مركز للاحتفالات لهم، بمعنى آخر أن تكون قادرة على مجاراة كبار أوروبا عبر تعزيز صفوفها بأفضل اللاعبين المحليين والأجانب.
وبالطبع ليس هناك أفضل من الفرق العريقة، أمثال ميلان ويوفنتوس وإنتر ميلانو، قادرة على تنفيذ هذه المهمة، ورفع مستوى المنافسة في البطولة المحلية، إذ رغم دخول نابولي ولاتسيو وأودينيزي على الخط في الموسم الماضي، حيث وقفت نداً عنيداً لميلان وإنتر ميلانو، فإن الإحصاءات أشارت بوضوح الى أن عناوين المباريات الكبيرة بقيت هي الأكثر استقطاباً للاهتمام، إذ رغم تقهقر روما ويوفنتوس الى وسط الترتيب، فإنهما حافظا عبر اسميهما المعروفين على نسبة كبيرة من المتابعة.
أما الجمهور المحبّ للمتعة والإثارة، فإنه يطلب اكثر من ذلك، أي الأهداف الغزيرة، إذ إن نمط اللعب المفتوح يبدو مفقوداً في مراحل كثيرة من عمر البطولة الإيطالية، وقد اعترف بهذا الأمر أمس الحارس السابق لباليرمو سالفاتوري سيريغو، الذي رأى أن الدوري الفرنسي الذي انتقل اليه حديثاً للعب مع باريس سان جيرمان لا تعتمد فيه الفرق أسلوباً دفاعياً مملاً كما هي الحال في إيطاليا.
وحدها فرق ميلان وإنتر ميلانو ويوفنتوس قادرة على اعادة هيبة الدوري الإيطالي عبر تسطير ملاحم في تلك اللقاءات الكلاسيكية التي ستجمعها في الموسم الجديد.



«المافيا» الحاضر الدائم

مهما كانت الظروف تبقى المافيا الحاضر الدائم حول الدوري الإيطالي ولاعبيه، فها هي المحكمة تستدعي ماريو بالوتيللي وإيزكيال لافيتزي لسؤالهما عن اتصال محتمل في 2010 بأعضاء من مافيا «كامورا» كجزء من تحقيقات الشرطة في قضايا غسل أموال.



برنامج الدوري الايطالي والالماني

ايطاليا (المرحلة الأولى)

- الجمعة:
ميلان - لاتسيو (21.45)

- السبت:
تشيزينا - نابولي (21.45)

- الاحد:
يوفنتوس - بارما (13.30)
كاتانيا - سيينا (16.00)
كييفو - نوفارا (16.00)
فيورنتينا - بولونيا (16.00)
جنوى - أتالانتا (16.00)
ليتشي - اودينيزي (16.00)
روما - كالياري (16.00)
باليرمو - انتر ميلانو (21.45)
المانيا (المرحلة الخامسة)

- الجمعة:
اوغسبورغ - باير ليفركوزن (21.30)

- السبت:
بايرن ميونيخ - فرايبورغ (16.30)
ماينتس - هوفنهايم (16.30)
بوروسيا دورتموند - هيرتا برلين (16.30)
شتوتغارت - هانوفر (16.30)
بوروسيا مونشنغلادباخ - كايزرسلاوترن (16.30)
فيردر بريمن - هامبورغ (19.30)

- الاحد:
كولن - نورمبرغ (16.30)
فولسبورغ - شالكه (18.30)