لم يكن أشدّ المتشائمين من جمهور بوروسيا دورتموند، حامل اللقب، يتوقّع بداية سيئة للفريق في الدوري الألماني لكرة القدم لهذا الموسم مثل التي يمر بها الآن، إذ بعد فوزه على هامبورغ في الجولة الأولى 3-1 الذي تبين في ما بعد أنه منطقي نظراً إلى الصورة الضعيفة التي ظهر عليها الأخير، عاد ليسقط أمام هوفنهايم 0-1 ثم فاز على نورمبرغ 2-0،
ثم تعادل مع باير ليفركوزن 0-0 وخسر أمام هيرتا برلين 1-2 في معقله «سيغنال إيدونا بارك» (فيستفالين شتاديون سابقاً)، كما سقط في الجولة الماضية امام هانوفر 1-2، حيث يقبع حالياً في المركز الحادي عشر بـ 7 نقاط، وبفارق 8 نقاط عن بايرن ميونيخ المتصدر!
نتائج تبدو مفاجئة طبعاً لعشاق دورتموند ومخيبة لآمالهم، الا أن المراقب للدوري الألماني أمكنه من الجولات الثلاث الاولى أن يتوقّع أن الفريق الأصفر لن يقول كلمته مجدداً هذا الموسم انطلاقاً من عوامل عدة لا تتوقف فقط عند التجربة في «البوندسليغا»، التي تُظهر على الأقل في السنوات العشر الأخيرة أن الفرق لا تصمد أكثر من عام في الحفاظ على اللقب أمام بايرن ميونيخ. وهذا ما حدث مع دورتموند نفسه بطل 2002، ومع فيردر بريمن بطل 2004، ومع شتوتغارت بطل 2007، ومع فولسبورغ بطل 2009، إذ إن دورتموند يبدو مختلفاً عن الموسم الماضي، من حيث نظرة الرأي العام إليه، حيث إن الفريق يدخل الموسم الحالي وهو حامل للّقب، ما يضعه تحت ضغط قوي للحفاظ عليه، على عكس الموسم الفائت، حيث لم يكن أصلاً الفريق ضمن دائرة المرشحين للظفر باللقب، بعد تراجع مستواه في المواسم السابقة، وهذا ما ساعده على الوصول الى منصة التتويج.
النقطة الثانية تتمحور حول الأثر الواضح الذي تركه رحيل التركي نوري شاهين الى ريال مدريد الإسباني في المباريات الأولى، إذ إن هذا اللاعب له ثقله في وسط الفريق، من خلال قدرته على ايجاد الحلول وإمداد المهاجمين بالكرات والتسجيل ايضاً، أضف الى ذلك أنه كان من أعمدة الفريق الأساسية في الأعوام الأخيرة، وخصوصاً أنه نشأ في دورتموند. ومن هنا أتت مسارعة البرتغالي جوزيه مورينيو إلى التعاقد معه بعد انتهاء الموسم الماضي، ليفقد الفريق الأصفر إحدى أهم أوراقه الرابحة في خط الوسط، بالرغم من وجود الياباني شينجي كاغاوا والدولي ماريو غوتزه.
النقطة الثالثة، هي أن الإطراءات الكثيرة التي حصل عليها بعض لاعبي الفريق، وتفتُّح أعين كشافي الفرق الأوروبية الكبرى عليهم، وكان آخرهم المدافع ماتس هاملس، الذي اعرب برشلونة الإسباني عن اهتمامه بخدماته، وقبله غوتزه والصربي نيفن سوبوتيتش، لها من السلبيات اكثر من الإيجابيات، حيث إن أداء هؤلاء بدأ تغلب عليه الفردية على حساب اللعب الجماعي، الذي اشتهر به دورتموند، من اجل شدّ الأنظار اليهم أكثر. كما أن هذه الإطراءات وضعتهم تحت الضغوط، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال تعرض لاعب مثل غوتزه، من المعروف أن مهمته في الملعب هي الإمتاع وإظهار الفنيات لا التدخلات العنيفة، للطرد في المباراة أمام ليفركوزن. النقطة الرابعة عنوانها عدم قدرة دورتموند على الصمود في موسم شاق يرتبط فيه الفريق بالمشاركة ببطولة كبرى مثل دوري أبطال أوروبا، اضافة الى الدوري والكأس المحليين، إذ إن الفريق الأصفر استفاد من خروجه من دور المجموعات في مسابقة «يوروبا ليغ» في الموسم الماضي، ما أتاح له التركيز أكثر على الدوري المحلي، على عكس شالكه مثلاً، الذي وصل الى نصف نهائي دوري ابطال أوروبا بعد إخراجه انتر ميلانو الإيطالي من الدور ربع النهائي، فيما عانى الأمرّين في الدوري وكان قريباً جداً من السقوط الى مصاف أندية الدرجة الثانية. أضف أيضاً إن معظم لاعبي دورتموند مشغولون مع منتخبات بلادهم، بعدما أضيف ستة منهم دفعة واحدة هم غوتزه وهاملس والكاي غاندوغان وكيفن غروسكروتس وسفين بندر ومارسيل شميلتزر الى عداد المنتخب الألماني، وهم مدعوون إلى تلبية دعوته في تصفيات كأس أوروبا 2012، والمباريات الودية، ما سيزيد من إرهاق اللاعبين، وهذه النقطة هي التي أغضبت كثيراً مدرب الفريق يورغن كلوب عند اصابة الباراغواياني لوكاس باريوس في «كوبا اميركا»، علماً أن بندر وشميلتزر أُصيبا ايضاً في الآونة الأخيرة.
النقطة الخامسة هي الطموح القوي لبعض الفرق للتعويض عن الإخفاق في الموسم الماضي، أمثال بايرن ميونيخ وفيردر بريمن وشتوتغارت، وخصوصاً الأول، الذي اعتاد استرجاع اللقب بعد فقدانه، ما سيزيد من حدة المنافسة، حيث لا يختلف اثنان على أن تراجع مستوى الفرق الكبرى في الموسم الفائت كان عاملاً قوياً في تسهيل مهمة دورتموند في الارتقاء الى منصة التتويج، وهذا الأمر حذّر منه كلوب قبل بداية الموسم الجديد، عندما رأى أن بايرن ميونيخ سيهدد بقاء اللقب مع فريقه، وهو ما يبدو حاصلاً بالفعل.



أول الأنباء السارّة

بعد الخيبات المتتالية لجمهور بوروسيا دورتموند تلقى الأخير نبأً مفرحاً، حيث يمكن أن تشهد المباراة أمام ماينتس غداً عودة هداف الفريق الباراغواياني لوكاس باريوس، الذي أصيب في «كوبا أميركا»، ومن المنتظر أن يسافر مع الفريق إلى فرنسا لمواجهة مرسيليا في دوري أبطال أوروبا.




برنامج المرحلة السابعة

- الجمعة:
شتوتغارت - هامبورغ (21.30)
- السبت:
شالكه - فرايبورغ (16.30)
ماينتس - بوروسيا دورتموند (16.30)
فولسبورغ - كايزرسلاوترن (16.30)
بوروسيا مونشنغلادباخ - نورمبرغ (16.30)
أوغسبورغ - هانوفر (16.30)
بايرن ميونيخ - باير ليفركوزن (19.30)
- الاحد:
كولن - هوفنهايم (16.30)
فيردر بريمن - هيرتا برلين (18.30).