عند وصوله الى «سانتياغو برنابيو» في الصيف الماضي، احدث المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو انقلاباً في خط وسط ريال مدريد، فطارت اسماء كالفرنسي لاسانا ديارا والارجنتيني فرناندو غاغو والبرازيلي كاكا، حيث سادت السيطرة للثلاثي شابي ألونسو، والالمانيين مسعود أوزيل وسامي خضيرة، اللذين وصلا الى العاصمة الاسبانية بهالة كبيرة بعد تألقهما في مونديال 2010. أوزيل كان النجم الأبرز بين الوافدين الجدد، فهو بتمريراته الحاسمة ساهم بشكلٍ كبير في احراز البرتغالي كريستيانو رونالدو للقب الـ«بيتشيتشي» (هداف الدوري الاسباني). كذلك ارتفعت الآهات في ملعب الملكي في كل مرّة انطلق فيها بالكرة قائداً هجمة مرتدة. ومن خلال هذه النواحي وغيرها، تمكن الكردي الاصل من ان يصبح «مايسترو» الوسط، لينسي الجمهور نجماً كبيراً اسمه كاكا، والاهم انه انسى مورينيو هذا الاسم بعد عودة افضل لاعب في العالم سابقاً من الاصابة.
لكن الوضع تبدّل كليّاً أخيراً، اذ ان كاكا عاد، وعودته لم تكن عادية، فهو لمع بشكلٍ لافت في المباراتين الاخيرتين امام رايو فاليكانو واياكس امستردام الهولندي، مذكّراً بأيامه الذهبية في ميلان الايطالي كهدافٍ كبير وممرّرٍ رائع للكرات الحاسمة. هذه العودة الميمونة للبرازيلي الساعي الى تلميع صورته امام جمهور ريال مدريد واستعادة مكانه قائداً لمنتخب بلاده الذي نسيه لفترة ليست بقصيرة، تضع مورينيو امام حسابات جديدة، فهو اما سيكون مضطراً للاستغناء عن احد صانعي العابه لمصلحة الآخر، او «عصر دماغه» لايجاد تركيبة تسمح لهم بالتواجد معاً على ارض الملعب وزيادة الفاعلية الهجومية للريال من دون التأثير على الشق الدفاعي.

الاثنان معاً

«مشكلة» مورينيو حالياً انه لا يستطيع ان يبعد كاكا أو أوزيل عن تشكيلته الاساسية لكونهما في افضل مستوى لهما حالياً، لذا قد يكون الضحية لاعب جناح (ربما الارجنتيني أنخيل دي ماريا)، على ان تتحول خطة الريال من 4-2-3-1 الى 4-3-3، حيث سيشغل ألونسو وخضيرة الناحية الدفاعية في الوسط، بينما سيكون أوزيل محور الوصل بين هذا الخط وذاك الهجومي الذي سيبدأ عند كاكا المفترض ان يتواجد في مركزٍ متقدّم خلف المهاجم الوحيد.
وبالطبع، الافضل ان يكون كاكا امام أوزيل لانه يتمتع بخصال تهديفية افضل، وخصوصاً انه يسدد بدقة بالقدمين، وقد كسب شهرته في هذا الدور مع ميلان والبرازيل سابقاً. وفي هذه الخطة سيكون مورينيو قد استعاد شجاعته الهجومية التي عرف بها قبل انتقاله الى إنتر ميلانو حيث يبدو انه انغمس في العقلية الدفاعية للطليان. ونعود بالذاكرة الى ايام اشرافه على بورتو حيث لم يمانع يوماً اللعب بعنصرين هجوميين في الوسط، وقد مثّل هذه الحالة ديكو ومانيش، بينما عمل كوستينيا على حماية ظهرهما في تشكيلة الـ 4-3-3 التي صنعت شهرة المدرب الفذّ. هذه الاستراتيجية أثمرت مجدداً مع تشلسي الانكليزي في 2005 حيث حصد الفريق اللندني ثنائية الدوري والكأس عندما وضع مورينيو الفرنسي كلود ماكيليلي خلف البرتغالي تياغو الذي كان صلة الوصل مع فرانك لامبارد المتقدّم بفعل نزعته الهجومية.

درس برشلونة

وعند ذكر اسمي تياغو ولامبارد مقارنة بكاكا وأوزيل، نلمس ان القدرات الهجومية للأخيرين معاً تفوق بأشواط تلك التي جمعت ثنائي الفريق اللندني، وبالتالي فان مورينيو ربما كان يملك السلاح الفتّاك دائماً لاسقاط برشلونة عن العرشين المحلي والاوروبي، لكن الظروف لم تسمح له لتجربته قبل المباراتين الاخيرتين لفريقه.
وهنا ربما يتساءل البعض عن السبب وراء ذكر برشلونة في هذا الاطار. السبب ليس لأن الفريق الكاتالوني هو المنافس الرئيس للملكي، بل لانه المثال الابرز في تطبيق خطة 4-3-3 التي تحوي على لاعبَين هجوميين في الوسط ومن خلفها آخر دفاعياً. وهذه الخطة أتت ثمارها خلال تفوّق «البلاوغرانا» على «الميرينغيز» في الموسم الماضي ومطلع الموسم الحالي، ما ادخل قناعة عند مورينيو بأن وضع الفرق تحت ضغطٍ هجومي سيجعلها تخسر الكثير من التركيز وبالتالي السيطرة على الكرة فترتفع نسبة الاستحواذ عليها عند الفريق المعتمد الاستراتيجية المذكورة.
قد لا يكون ريال مدريد كغيره من الفرق الاخرى، قادراً على نسخ اداء «البرسا» في هذا المجال، لكن من دون شك سيبدو الفريق الابيض بصورة أقوى، ووجود كاكا وأوزيل معاً على ارض الملعب سيعيد الى مورينيو اعتباره وسمعته التي فقدها بفعل اعتماده خططاً تفتقر الى الشجاعة في مواجهة الكاتالونيين، فكانت النتيجة معروفة. لكن لا بدّ من التنبّه انه اذا اراد السير في هذا الطريق ضد اقوى فريقٍ في العالم، فهو يخوض مقامرة قد يخرج منها خاسراً او رابحاً انطلاقاً من انه دفع بكل رهاناته الى وسط الطاولة (الملعب) الخضراء.



خيارات أكثر وتحكم أكبر

نقل شابي ألونسو انطباعه حول وجود كاكا وأوزيل معاً الى جانبه في خط الوسط بالقول: «اشراكهما معاً يعطينا خيارات اكثر ويزيد من حيويتنا وفاعليتنا. كذلك يمنحنا تحكماً اكثر بمجريات اللقاء ويجعل جميع اللاعبين مرتاحين على ارضية الميدان».



برنامج البطولات الاوروبية الوطنية في نهاية الأسبوع

انكلترا (المرحلة السابعة)

■ السبت:
إفرتون - ليفربول (14.45)
أستون فيلا - ويغان (17.00)
بلاكبيرن - مانشستر سيتي (17.00)
مانشستر يونايتد - نوريتش (17.00)
سندرلاند - وست بروميتش (17.00)
ولفرهامبتون - نيوكاسل (17.00)

■ الاحد:
بولتون - تشلسي (15.30)
فولام - كوينز بارك رينجرز (15.30)
سوانسي - ستوك سيتي (15.30)
توتنهام هوتسبر - أرسنال (18.00)

اسبانيا (المرحلة السابعة)

■ السبت:
أوساسونا - مايوركا (19.00)
فياريال - ريال سرقسطة (19.00)
راسينغ سانتاندر - رايو فاليكانو (19.00)
فالنسيا - غرناطة (21.00)
ملقة - خيتافي (23.00)

■ الاحد:
ريال سوسييداد - أتلتيك بيلباو (13.00)
ريال بيتيس - ليفانتي (17.00)
أتلتيكو مدريد - اشبيلية (19.00)
سبورتينغ خيخون - برشلونة (21.00)
إسبانيول - ريال مدريد (23.00)

ايطاليا (المرحلة السادسة)

■ السبت:
روما - أتالانتا (19.00)
إنتر ميلانو - نابولي (21.45)

■ الاحد:
نوفارا - كاتانيا (13.30)
تشيزينا - كييفو (16.00)
ليتشي - كالياري (16.00)
باليرمو - سيينا (16.00)
بارما - جنوى (16.00)
أودينيزي - بولونيا (16.00)
فيورنتينا - لاتسيو (16.00)
يوفنتوس - ميلان (21.45)

فرنسا (المرحلة التاسعة)

■ السبت:
كاين - نيس (20.00)
ديجون - أجاكسيو (20.00)
لوريان - فالنسيان (20.00)
نانسي - إيفيان (20.00)
سانت اتيان - إوسير (20.00)
سوشو - تولوز (20.00)
بوردو - مونبلييه (22.00)

■ الاحد:
ليل - رين (18.00)
مرسيليا - بريست (18.00)
باريس سان جيرمان - ليون (22.00).