داني ويلبيك، إحدى هدايا «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون لجماهير مانشستر يونايتد الإنكليزي في موسم 2011 ـــــ 2012. لم يكن أحد من أنصار «الشياطين الحمر» يتصوّر أن عودة هذا الشاب بعد سنة إعارة إلى سندرلاند ستكون بهذه القوّة. بات يصحّ الآن في مدينة مانشستر القول الآتي: قبل إعارة ويلبيك إلى سندرلاند ليس كما بعدها. كثير من الأشياء تغيّرت في ظرف عام واحد. قبل إعارته لم يكن ويلبيك (الغاني الأصل) يعني شيئاً بالنسبة إلى أبناء المدينة الحمر. كان في نظرهم مجرّد لاعب صاعد من الفريق الثاني للنادي. كانوا ينظرون إليه كواحد من هؤلاء اللاعبين الذين يأخذون الصورة التذكارية مع الفريق في بداية الموسم، ثم لا يعود يُذكر اسمهم في قائمة الفريق المستدعاة لهذه المباراة أو تلك إلا قليلاً.
غير أن الوضع تبدل كليّاً الآن. بات اسم ويلبيك يتردد كثيراً على ألسنة المناصرين ليونايتد. أدى الحظ دوره بإصابة المكسيكي خافيير هرنانديز ومن ثم النجم واين روني، فجاءت الفرصة التي منحه إياها «السير» على طبق من ذهب. أدرك ويلبيك أن هذه اللحظة تبدو مثالية في بداية الموسم لكي يظهر قدراته التهديفية، وهذا ما حصل. 5 أهدف سجلها اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً في 8 مباريات فقط. رقم مهم جداً لمهاجم صاعد في فريق كبير كمانشستر يونايتد يعجّ بالنجوم، بينها هدفان في شباك بازل السويسري في دوري أبطال أوروبا. نجح ويلبيك إلى أبعد الحدود في استغلال الفرصة التي لاحت أمامه. أنسى هذا الفتى أنصار النادي وجود البلغاري ديميتار برباتوف ومايكل أوين، حيث إنه بات مطلبهم الأول في مقدمة الفريق بعد الثنائي المثالي روني ـــــ هرنانديز.
في مانشستر الآن بات الحديث عن ويلبيك يتخطى مجرد اكتشاف لاعب موهوب تهديفياً. مناصرو الفريق ينظرون إلى هذا الشاب من زاوية أنه إنكليزي من أبناء النادي على عكس روني مثلاً الذي قدم من إفرتون، على الأقل، هذا ما تظهره التقارير التي ركّزت بعد مباراة بازل بأن ويلبيك هو أول مهاجم إنكليزي من متخرجي مدرسة مانشستر يسجل هدفاً في دوري أبطال أوروبا بعد براين كيد في الستينيات.
بدأ البعض في مدينة مانشستر يطلقون الأوصاف على ويلبيك. منهم من شبّهه بالنظر إلى لونه الأسمر بآندي كول والترينيدادي دوايت يورك مهاجمي يونايتد في التسعينيات. منهم من شبهه بالنظر إلى بنيته الجسمانية بالفرنسي تييري هنري الذي تذكره جماهير «الشياطين الحمر» جيداً عندما كان يلدغ فريقهم يوم كان لاعباً في الغريم أرسنال.
على أيّ حال، وما يتّفق عليه الجميع، هو أن ويلبيك يبدو مكسباً مهماً ليونايتد، وبالتأكيد لن يكون مصيره كالشاب الإيطالي فيديريكو ماكيدا الذي برز بعضاً من الوقت في عام 2009 ثم اختفى كلياً. كذلك إن مسارعة مدرب إنكلترا، الإيطالي فابيو كابيلو، إلى استدعائه لتشكيلته ستفتح الطريق أمام ويلبيك لصقل تجربته أكثر، ومن يعلم، قد يكون الشريك المثالي لزميله روني في المنتخب أيضاً، باعتبار أن تجربتي الأخير مع بيتر كراوتش وجيرماين ديفو لم تكونا على قدر الآمال.