«لعبة جديدة» خلقتها مكاتب المراهنات في العاصمة الانكليزية لندن، وهي مقسّمة الى قسمين، الاولى تتمحور حول جنسية المدرب المستقبلي العتيد لمنتخب انكلترا، والثانية حول هوية هذا المدرب، وذلك وسط انقسام حاد عند الرأي العام، الذي لا يريد شيئاً سوى ان يرى الفريق الوطني قادراً على مقارعة الكبار والارتقاء الى مستوى الدوري الانكليزي الذي يعدّه البعض الافضل في العالم. هاري ريدناب، هو الاسم الذي تتناقله الألسن حالياً مرفقاً بعبارة «انه الافضل للمنتخب الانكليزي». عبارة ربما تكون مفاجئة ومستغربة في آنٍ معاً استناداً الى السجل المتواضع لمدرب توتنهام هوتسبر الذي لم يحقق طوال مسيرته مدرباً، والتي بدأها عام 1983 مع بورنموث، سوى لقب يتيم في كأس انكلترا عام 2008 مع بورتسموث. اذاً قصة نجاح ريدناب قصيرة جداً اذا ما تحدثنا عن الالقاب، لكن جنسيته دون سواها تنصفه وتجعله «الفافوري» للمنصب الاهم في الكرة الانكليزية الذي يتقاضى صاحبه احد اعلى الرواتب في عالم المستديرة.
لماذا ريدناب؟

استعراض الاحداث وسجل هاري ريدناب ربما يقف ضده، لكن الجمهور الانكليزي يتوق لرؤية مدربٍ وطني على رأس منتخبه، اذ تعكس آراء كثيرين ان الاجنبي لم يستقدم شيئاً جديداً معه بل ظل مسلسل الخيبات متواصلاً مع كابيللو وقبله السويدي زفن غوران إريكسون، علماً ان الاخيرين اصابا ارقاماً قياسية على صعيد مدربي المنتخبات الوطنية ناحية الاجر السنوي. ومن هذا المنطلق يأتي طرح اسم ريدناب بقوة، وذلك وسط مشكلة كبيرة تعانيها انكلترا حيث الافتقار الى مدرب محلي على مستوى عالٍ، اذ ان مدربي اندية المقدمة هم اجانب، والدليل على هذا الشح هو استقدام تشلسي البرتغالي الشاب أندريه فيلاش بواش لتسلم دفته رغم ان الاخير لا يزال في بداية مسيرته التدريبية.
وفي موازاة التصويب على المدرب الاجنبي، لا بد من التنبّه الى ان بعض المدربين المحليين الذين رأسوا الجهاز الفني للمنتخب الانكليزي في العصر الحديث اصابوا فشلاً ذريعاً، اذ ان تيري فينابلز الذي يعدّ افضلهم سقط في امتحان كبير عندما استضافت انكلترا كأس أوروبا 1996 وخسرتها على ارضها بخروجها امام الغريمة الازلية المانيا في الدور نصف النهائي، في طريق «المانشافت» للفوز باللقب القاري. كذلك، لم يجد غلين هودل توليفة تجلب المجد للبلاد التي يقال انها اطلقت اللعبة الى العالم، ومثله كيفن كيغان، بينما كان ستيف ماكلارين كارثة كبيرة عبر فشله في قيادة المنتخب الى كأس اوروبا عام 2008، في واحدة من اكبر خيبات الكرة الانكليزية على مرّ التاريخ.

المدربون مظلومون

لكن قد يقول البعض ان مشكلة انكلترا اكبر بكثير، اذ ان فشل كابيللو لا يقتصر عليه وحده بل ان الشح في المواهب الانكليزية اصاب المنتخب في الصميم، فواجه كل مدرب معضلات عدة، اذ كانت هناك تخمة في اللاعبين المميزين في بعض المراكز، وضعف في مراكز اخرى. فاذا اخذنا خط الوسط على سبيل المثال نجد عناصر لا مثيل لواحدٍ منهم في منتخبات اخرى، امثال فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وغاريث باري وغيرهم، لكن المشكلة بقيت في عدم ايجاد التركيبة الكيميائية التي تجعلهم يفرزون النتائج الطيّبة. في المقابل، بقيت العقدة الابدية لكل هؤلاء المدربين في حراسة المرمى، اذ منذ اعتزال ديفيد سيمان لم تعرف انكلترا حارساً أميناً، فكان ديفيد جيمس مهزلة، ولا يزال جو هارت بعيداً من ان يكون محط ثقة، ولهذا السبب بالتأكيد يحمي عرين ابرز اندية الـ«برميير ليغ» حراس مرمى اجانب.
وتهبط اسهم ريدناب اكثر عند الحديث عن الثقة باللاعبين المحليين، فهو رغم امكان اعتباره اكثر لطفاً في التعاطي مع رجاله مقارنة بكابيللو، فانه لم يضع ثقته كثيراً بأبناء البلاد عند وضعه أسس بناء فريقٍ ما. والمثال الابرز على هذه المقولة، انه فضّل مراراً الكرواتي لوكا مودريتش والهولندي رافايل فان در فارت للعب دور قيادي في توتنهام هوتسبر بدلاً من الاعتماد على لاعبين اثبتا نفسيهما مع منتخب انكلترا، وهما جرماين ديفو وارون لينون. وتبدو الأمور اسوأ في حالات اخرى كبيعه المهاجمين الدوليين بيتر كراوتش ودارين بنت، معوّلاً على الروسي رومان بافليوتشنكو والتوغولي إيمانويل أديبايور.
ريدناب ليس الرجل المناسب للمهمة الكبيرة، وذلك من زاوية اخرى، فهو قال يوماً انه لا يفهم اصول التدريب الحديث بل يفضّل الاعتماد على المدرسة الكلاسيكية. جملة ربما يفترض التوقف عندها بالنسبة الى الاتحاد الانكليزي، والتوجه للتفكير بأسماء اجنبية مجدداً، امثال الفرنسي أرسين فينغر المنغمس في شؤون الكرة الانكليزية او البرتغالي جوزيه مورينيو الذي بشخصيته القوية يمكنه انقاذ نجومها من عدوهم الشخصي واسمه الكبرياء.



غش واحراج

كان المدافع الدولي السابق جايمي كاراغر آخر المنادين بعدم الاعتماد على مدرب اجنبي في المنتخب الانكليزي بعد الآن، واصفاً الخطوة بأنها غش من قبل الاتحاد الانكليزي، مضيفاً: «جلب مدرب اجنبي هو احراج للكرة الانكليزية التي لو لم تستقدم انديتها مدربين اجانب لما وصلت الامور الى هذه المرحلة».



برنامج تصفيات كأس أوروبا 2012 والمباريات الدولية الودية

تصفيات كأس أوروبا 2012

- المجموعة الاولى:
اذربيجان - النمسا (19.00)
تركيا - المانيا (21.30)
بلجيكا - كازاخستان (21.45)

- المجموعة الثانية:
أرمينيا - مقدونيا (18.00)
سلوفاكيا - روسيا (21.30)
أندروا - جمهورية إيرلندا
(22.30)

- المجموعة الثالثة:
إيرلندا الشمالية - إستونيا (21.45)
صربيا - ايطاليا (21.45)

- المجموعة الرابعة:
البوسنة والهرسك - لوكسمبور (21.00)
رومانيا - بيلاروسيا (21.30)
فرنسا - البانيا (22.00)

-المجموعة الخامسة:
فنلندا - السويد (19.15)
هولندا - مولدافيا (21.30)

- المجموعة السادسة:
لاتفيا - مالطا (20.00)
اليونان - كرواتيا (21.45)

- المجموعة السابعة:
ويلز - سويسرا (21.45)
مونتينغرو - انكلترا (22.00)

- المجموعة الثامنة:
قبرص - الدنمارك (21.30)
البرتغال - إيسلندا (23.00)
- المجموعة التاسعة:
تشيكيا - إسبانيا (21.45)
ليشتنشتاين - اسكوتلندا (تقام السبت 20.30)

المباريات الدولية الوديّة

■ الجمعة:
أوستراليا - ماليزيا (12.00)
إندونيسيا - السعودية (13.30)
اليابان - فييتنام (13.45)
كوريا الجنوبية - بولونيا (14.00)
أوكرانيا - بلغاريا (20.45)
■ السبت:
كوستاريكا - البرازيل (05.00 فجراً)
■ الأحد:
الولايات المتحدة - هوندوراس (01.00 فجراً).