لا يزال الفرنسيون يعيشون على مجد صيف عامي 1998 و2000. في هذين التاريخين عرفت فرنسا أحلى أيامها. في الأول توّج منتخبها الأزرق في كرة القدم بلقب كأس العالم، وفي الثاني رفع كأس أوروبا للمرة الثانية في تاريخه بعد طول انتظار. لحظتان تاريخيتان بكل المقاييس للبلاد، حيث يكفي مشهد الحشد الجماهيري في شارع الشانزيليزيه الشهير في العاصمة باريس في المناسبتين للدلالة على قيمة الإنجاز بنظر الفرنسيين. كانت الروح الوطنية الطاغية في البلاد لا مثيل لها، والشعور بالفخر لا يضاهى، بعدما أصبحت فرنسا سيدة العالم وأوروبا. لكن كل شيء تغير في السنوات العشر الأخيرة، إذ باستثناء الوصول الى نهائي مونديال 2006، بفضل إبداعات الفذ زين الدين زيدان في نهاية مسيرته، عرف الفرنسيون خيبات لا تعد ولا تحصى: سقوطان مخزيان من الدور الأول لمونديالي 2002 و2010، وخروجان مخيبان من الدور الأول لكأس أوروبا 2008، ومن الدور ربع النهائي (ما يعادل الدور الثاني في غير مسابقات) في كأس أوروبا 2004. خيبات أصابت الشعب الفرنسي في الصميم. تلاشت الثقة بالمنتخب الى أقصى الدرجات. كثرت المشاكل بين اللاعبين حتى وصلت الأمور الى حد الفضيحة من خلال التمييز العنصري والعرقي.
لم يكن الفرنسيون يستوعبون ما يجري. الصحافة من جانبها أسهمت في زيادة حالة التوتر. طغت العبارات المتهكمة والساخرة على أقلام كتّابها في انتقاد المنتخب. أُقحمت السياسة في الكرة. البلاد كانت تغلي. كان لا بد من مخرج. من كبش محرقة يطفئ القلوب المشتعلة. أقيل ريمون دومينيك. لم تشفع للمدرب قيادته البلاد الى نهائي مونديال 2006، وتسلّم النجم السابق لوران بلان دفة القيادة.
تسلّم الـ «بريزيدان»، كما يلقب، تركة ثقيلة دون أدنى شك. فمن جهة، تحتم عليه ترميم المنتخب المصدّع وإعادته الى صف المنتخبات الكبرى، ومن جهة ثانية، اكتساب رضى الرأي العام، واعادة الثقة إليه بالمنتخب، فهل نجح في المهمة؟
بالنسبة إلى النقطة الأولى، يمكن القول إن بلان استطاع وضع منتخب «الديوك» على السكة الصحيحة، وهي مسألة لم تكن سهلة، نظراً إلى المشاكل الكبيرة التي كانت تعصف بين صفوفه، وهنا يعود الفضل في هذا الأمر الى شخصية الـ «بريزيدان»، والاحترام الكبير الذي يتمتع به، على عكس دومينيك. ثمة أمر آخر ساعد بلان على رأب الصدع في المنتخب، وهو ظهور الكثير من المواهب في الفترة الأخيرة في البلاد، كمارفان مارتان وعادل رامي ويونس قابول ويان مفيلا وبافيتمبي غوميس وغيرهم، الأمر الذي أغنى تشكيلة فرنسا، حيث تتميز بجمعها بين عنصر الشباب والخبرة بوجود النجوم باتريس ايفرا وايريك ابيدال وفلوران مالودا وفرانك ريبيري، وما يميز «الديوك» أيضاً هو وجود دكة بدلاء تستطيع تعويض غياب الأساسيين كما حصل بالأمس مع اصابة ريبيري وكريم بنزيما وأبيدال، حيث يمكن ملاحظة وجود أكثر من لاعب في المركز ذاته، حتى في حراسة المرمى بوجود هوغو لوريس وستيف مونداندا.
غير أن مقارنة فرنسا حالياً بمنتخبات كإسبانيا وألمانيا وهولندا على الصعيد الأوروبي تبدو في غير محلها ولا تنطبق على الواقع، إذ بالرغم من النتائج الجيدة نوعاً ما في التصفيات (باعتبار أن فرنسا لم تحقق نتائج لافتة فيها كما المنتخبات الثلاثة السالفة الذكر) فإن المنتخب الفرنسي لم يصل الى الكمال بعد، وهذا أمر طبيعي مع دخول العديد من العناصر الجديدة الى تشكيلته، كما أن عدم مشاهدتنا للنجوم ريبيري وبنزيما وسمير نصري ويوهان غوركوف يلعبون معاً في عهد بلان بسبب الإصابات، يجعل من المستحيل إطلاق الأحكام على نحو قاطع على وضعية «الديوك»، أضف الى افتقاد فرنسا شخصية القائد كما كانت الحال في السنوات العشر الأخيرة، بوجود بلان نفسه، وزيدان وديدييه ديشان وباتريك فييرا وليليان تورام وتييري هنري.
في النقطة الثانية، أظهرت الإحصاءات، وآخرها قبل أيام (نُشرت في مجلة فرانس فوتبول)، أن 74% من الجمهور الفرنسي يرى أن بلان يقوم بعمل جيد مع فرنسا. نسبة بالطبع رائعة لـ «البريزيدان»، لكنها مبنية على نحو كبير على محبة الفرنسيين للرجل، باعتباره أحد رموز الانتصار التاريخي في مونديال 1998، وخصوصاً أنهم لم يروا حتى الآن خيره من شره، إذ إن المنتخب لم يخض اختباراً جدياً بمعنى الكلمة، كما أن الدعم الذي يلقاه الـ «بريزيدان» من زملائه السابقين كزيدان «معبود الجماهير في البلاد» مثلاً، يؤدي دوراً مهماً في احتضان الجمهور لبلان.
خلاصة القول، لا بد من اعطاء بلان ومنتخبه وقتاً إضافياً للحكم على مدى نجاح هذه التجربة، حيث إن نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل سيكون لها الكلمة الفصل في تحديد هذا الأمر (بعد عبور عقبة البوسنة في الجولة الأخيرة من التصفيات طبعاً، علماً أن الفرنسيين يتخوفون من تكرار كابوس المباراة الأخيرة أمام بلغاريا في تصفيات مونديال أميركا عام 1994 كما هو واضح في صحفهم، رغم حاجتهم إلى التعادل فقط)، إذ إن أي سقوط آخر كارثي فيها لـ«الديوك»، يعني انهيار كل ما يحاول بلان بناءه، والنتيجة ستكون لا محالة العودة الى النقطة الصفر.



نتائج وترتيب تصفيات كأس اوروبا 2012 والمباريات الدولية الودية

تصفيات كأس أوروبا 2012



المجموعة الاولى:
تركيا - المانيا 1-3
ماريو غوميز (35) وتوماس مولر (65) وباستيان شفاينشتايغر (86 من ركلة جزاء) لألمانيا، وهاكان بلطة (79) لتركيا.

بلجيكا - كازاخستان 4-1
اذربيجان - النمسا 1-4

- الترتيب:
1- ألمانيا من 27 نقطة 9 مباريات (تأهلت)
2- بلجيكا 15 من 9
3- تركيا 14 من 9
4- النمسا 11 من 9
5- أذربيجان 7 من 9
6- كازاخستان 3 من 9

المجموعة الثانية:
سلوفاكيا - روسيا 0-1
الان دزاغوييف (71).

أندروا - جمهورية إيرلندا 0-2
أرمينيا - مقدونيا 4-1

- الترتيب:
1- روسيا 20 نقطة من 9 مباريات
2- جمهورية ايرلندا 18 من 9
3- أرمينيا 17 من 9
4- سلوفاكيا 14 من 9
5- مقدونيا 7 من 9
6- أندورا 0 من 9

المجموعة الثالثة:
صربيا - ايطاليا 1-1
كلاوديو ماركيزيو (1) لايطاليا، وبرانيسلاف ايفانوفيتش (26) لصربيا.

إيرلندا الشمالية - إستونيا 1-2

- الترتيب:
1- ايطاليا 23 نقطة من 9 مباريات (تأهلت)
2- استونيا 16 من 10
3- صربيا 15 من 9
4- سلوفينيا 11 من 9
5- ايرلندا الشمالية 9 من 9
6- جزر فارو 4 من 10

المجموعة الرابعة:
فرنسا - البانيا 3-0
فلوران مالودا (11) ولوك ريمي (38) وانطوني ريفييار (67).

البوسنة والهرسك - لوكسمبور 5-0
رومانيا - بيلاروسيا 2-2

- الترتيب:
1- فرنسا 20 نقطة من 9 مباريات
2- البوسنة 19 من 9
3- رومانيا 13 من 9
4- بيلاروسيا 13 من 10
5- ألبانيا 8 من 9
6- لوكسمبور 4 من 10

المجموعة الخامسة:
هولندا - مولدافيا 1-0
كلاس يان هونتيلار (40).

فنلندا - السويد 1-2

- الترتيب:
1- هولندا 27 نقطة من 9 مباريات (تأهلت)
2- السويد 21 من 9
3- المجر 18 من 9
4- فنلندا 9 من 9
5- مولدافيا 6 من 9
6- سان مارينو 0 من 9

المجموعة السادسة:
اليونان - كرواتيا 2-0
جورجيوس ساماراس (71) وثيوفانيس غيكاس (79).

لاتفيا - مالطا 2-0

- الترتيب:
1- اليونان 21 من 9 مباريات
2- كرواتيا 19 من 9
3- اسرائيل 13 من 9
4- لاتفيا 11 من 9
5- جورجيا 10 من 9
6- مالطا 1 من 9

المجموعة السابعة:
مونتينغرو - انكلترا 2-2
آشلي يونغ (10) ودارين بنت (31) لانكلترا، والساد زفيروتيتش (45) واندريا ديليباسيتش (90) لمونتينغرو.

ويلز - سويسرا 2-0

- الترتيب:
1- انكلترا 18 نقطة من 8 مباريات (تأهلت)
2- مونتينغرو 12 من 7
3- سويسرا 8 من 7
4- ويلز 6 من 7
5- بلغاريا 5 من 7

المجموعة الثامنة:
البرتغال - إيسلندا 5-3
قبرص - الدنمارك 1-4

- الترتيب:
1- البرتغال 16 نقطة من 7 مباريات
2- الدنمارك 16 من 7
3- النروج 13 من 7
4- ايسلندا 4 من 8
5- قبرص 2 من 7

المجموعة التاسعة:
تشيكيا - إسبانيا 0-2
خوان ماتا (6) وشابي ألونسو (23).

ليشتنشتاين - اسكوتلندا (تقام الليلة 20.30)

- الترتيب:
1- إسبانيا 21 نقطة من 7 مباريات (تأهلت)
2- تشيكيا 10 من 7
3- اسكوتلندا 8 من 6
4- ليتوانيا 5 من 7
5- ليشتنشتاين 4 من 7

المباريات الدولية الوديّة

أوكرانيا - بلغاريا 3-0
أوغين سيلين (7) وأندري شيفتشنكو (38) وأندري يارمونيلكو (82).

كوريا الجنوبية - بولونيا 2-2
أوستراليا - ماليزيا 5-0
إندونيسيا - السعودية 0-0
اليابان - فييتنام 1-0.