إسطنبول | لا يخفى على زائر مدينة اسطنبول التركية أن المدينة هي كروية بامتياز على غرار المدن الكبرى الأخرى في أوروبا. فهناك تنتشر في الشوارع «البسطات» التي تبيع قمصان الفرق الشهيرة غلطة سراي وفنربخشه وبشيكطاش وطرابزون سبور، الذي دخل حديثاً على خط الكبار ممثلاً البلاد في دوري أبطال أوروبا. وفي ظل ألوان قمصان هذه الفرق تتموضع قمصان المنتخب التركي التي كانت تحمل قيمة كبيرة عند الشعب المعروف بوطنيته. و«كانت» تأتي هنا من منظار أولئك البائعين الذين لا يخفون أن النتائج المتراجعة للمنتخب التركي جعلت جمهوره يتابعه من باب الواجب الوطني لا أكثر، وذلك في الوقت الذي ينقسم فيه هذا الجمهور على المدرجات بصورة الأحزاب المدافعة عن كل لاعب يمثّلها على أرضية الميدان.
«تورك تيليكوم أرينا» الاسم الجديد لملعب «علي سامي ين» الجديد الخاص بنادي غلطة سراي، وهناك قبل انطلاق صافرة مباراة ألمانيا وتركيا (3-1) الجمعة الماضي ضمن التصفيات المؤهلة الى كأس أوروبا 2012، كان يمكن الاطلاع على عينة من «التحزّب» للأندية، وذلك من خلال التكريم الذي أقامه الاتحاد المحلي لثلاثة من الأعمدة السابقة للمنتخب التركي، وهم الهداف التاريخي هاكان سوكور والحارس ريسيبير روستو أحد نجوم مونديال 2002، والمدافع الصلب بولنت قرقماز. في هذا المشهد، حيث سُلّم الثلاثة دروعاً تذكارية، علا التصفيق في المدرجات عندما نطق المذيع اسمي سوكور وقرقماز، لكن صافرات الاستهجان كانت حاضرة عند إعلان اسم روستو الذي استفزّ جمهور النادي صاحب الملعب لأن الحارس المخضرم يدافع حالياً عن ألوان الغريم بشيكطاش.
هذه اللحظة تترجم حالة الشارع التركي عشية المباراة، إذ إن المجموعات التي كانت تسير باتجاه أنفاق المترو المؤدية الى الملعب دأبت على تبادل الأناشيد التي يعظّم كل منها فريقها، وسط ارتداء معظم عناصرها ألوانه، فكان الردّ يأتي سريعاً من مشجعي بشيكطاش أو غلطة سراي في حال إطلاق أحدهم صرخة تحمل كلمة فنربخشه. وفي خضم هذا المشهد المتكرر، كان توحيد الصرخات في كلمة واحدة هي تركيا، في كل مرة شاهد فيها هؤلاء المشجعين مجموعة من محتسي الجعة، بحسب ما يسمّون الألمان الذين توافدوا الى اسطنبول لمؤازرة «المانشافت»، علماً بأن الجمهور التركي لا يقلّ شأناً في هذا المجال، لذا بدت الشرطة مستنفرة لتفادي أي ردود فعل جراء حالات السكر التي يمكن أن تصيب البعض.

غلطة سراي الأقوى

وإذ يبدو شبه مستحيل تحديد هوية الفريق صاحب الشعبية الساحقة في اسطنبول، فإن غلطة سراي بدا الأقوى في تلك الأمسية، وقد بدا هذا الأمر من خلال تكتل مشجعيه في المدرج الشرقي وقيادتهم لبقية المجموعات الموجودة في الملعب، إن من حيث إطلاق صرخات التشجيع لمنتخبهم أو من خلال حث الجميع على إطلاق صافرات الاستهجان بحق الألمان للتأثير عليهم.
لكن ما إن انتهى النشيد الوطني التركي، الذي رفعت له الرايات التي زوّد بها الاتحاد التركي جمهوره (ربما لتوحيده)، حتى علت هتافات مشجعي الفريق صاحب الضيافة أي غلطة سراي لتشجيع ممثليه على أرض الملعب، فنال أردا توران النصيب الأكبر من الدعم، رغم أنه ترك النادي في الصيف الماضي منتقلاً الى أتلتيكو مدريد الإسباني، وهو بالفعل استمد قوة من هذا التشجيع فظهر على أنه أفضل لاعبي تركيا خلال المباراة. قوة ربما تعاظمت أكثر مما يفترض في نفس اللاعب الذي اعترض فوراً على قرار المدرب الهولندي غوس هيدينك بإخراجه من الملعب في الدقيقة 70، وشجّعه من دون شك على تلك الخطوة الصرخة المعترضة التي أطلقتها جماهير غلطة سراي غير الراضية، رغم أن بديل توران كان الانكليزي المولد كولن كاظم ريتشاردز الوافد الى «علي سامي ين» حديثاً من أجل ملء الفراغ الذي خلّفه الأول بعد رحيله الى العاصمة الإسبانية.
آراء كثيرة يمكن العودة بها عند السؤال عن سبب هذا الانجرار المستغرب وراء الأندية وانعكاس هذا الأمر على الحسّ الوطني عند تشجيع المنتخب التركي، لكن الخلاصة الواضحة هي أن التراجع في المستوى بعد الحقبة المميزة التي طبعها منتخب سوكور وروستو وحسن شاش وغيرهم، ترك أثره السلبي على الشارع الكروي التركي، الذي فقد الأمل تقريباً في التأهل الى كأس أوروبا المقبلة بتراجعه الى المركز الثالث في المجموعة الأولى.
وإذا كانت كلمة تركيا هي الموحدة في التشجيع ضد الألمان، فإنه رغم أذية هؤلاء للأتراك في تلك الأمسية، تحمل كلمة ألمانيا الخلاص من منظارين، الأول هو الاعتماد على «المانشافت» لإسقاط بلجيكا الوصيفة الليلة، والثاني هو الذهاب الى الأرض الألمانية لاستعادة تلك المواهب التركية التي تعجّ بها الملاعب هناك، والتي أصبحت نقطة قوة المنتخبات المختلفة، بينما ذهبت تركيا إلى التجنيس من أجل سدّ حاجاتها.




حضور لبناني في إسطنبول

لفتة مميزة خصّ بها الاتحاد التركي، عبر مدير الأحداث إيمرا توك، مجموعة من الناشطين في كرة القدم اللبنانية بمقاعد في مقصورة «الأشخاص المهمين» (VIP) خلال مباراة ألمانيا وتركيا، التي توجّه لحضورها من بيروت رئيس لجنة الفوتسال سيمون الدويهي، والمدربان دوري زخور وحسين ديب، ونائب رئيس أول سبورتس المهندس أحمد كراجة والزميل في «أم تي في» جورج سويدي.




برنامج تصفيات كأس أوروبا 2012 والمباريات الدولية الودية

تصفيات كأس اوروبا 2012

- المجموعة الاولى:
كازاخستان - النمسا (19.00)
ألمانيا - بلجيكا (20.00)
تركيا - اذربيجان (20.00)

- المجموعة الثانية:
جمهورية ايرلندا - ارمينيا (20.45)
روسيا - اندورا (20.45)
مقدونيا - سلوفاكيا (20.45)

- المجموعة الثالثة:
ايطاليا - ايرلندا الشمالية (21.45)
سلوفينيا - صربيا (21.45)

- المجموعة الرابعة:
البانيا - رومانيا (22.00)
فرنسا - البوسنة (22.00)

- المجموعة الخامسة:
السويد - هولندا (21.00)
المجر - فنلندا (21.00)
مولدافيا - سان مارينو (21.00)

- المجموعة السادسة:
جورجيا - اليونان (20.00)
مالطا - اسرائيل (20.00)
كرواتيا - لاتفيا (20.00)

- المجموعة السابعة:
بلغاريا - ويلز (21.05)
سويسرا - مونتينيغرو (21.15)

- المجموعة الثامنة:
النروج - قبرص (21.15)
الدنمارك - البرتغال (21.15)

- المجموعة التاسعة:
اسبانيا - اسكوتلندا (21.45)
ليتوانيا - تشيكيا (21.45)

المباريات الدولية الودية

■ الثلاثاء:
استونيا - اوكرانيا (20.00)
بولونيا - بيلاروسيا (21.30)
غانا - نيجيريا (22.00)

■ الأربعاء:
الولايات المتحدة - الإكوادور (02.00 فجراً)
هوندوراس - جامايكا (04.00)
المكسيك - البرازيل (04.30).