ما كان متوقعاً حصل، وتحول ختام الجمعية العمومية للجنة الدولية لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط «CIJM» الى «معركة»، نتيجة محاولة طرح موضوع دخول إسرائيل وفلسطين الى الألعاب المتوسطية عام 2013 في مدينة مرسين التركية، حيث عُقدت الجمعية العمومية يوم السبت الماضي، لكن التحرّك الذي قاده عضو اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري، بالتنسيق مع رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية أنطوان شارتييه، وممثلي الدول العربية الست الأخرى نجح في قطع الطريق على المحاولة الإسرائيلية. وأدى خوري دور رأس الحربة في ختام الاجتماع، وهو أمر علّق عليه شارتييه في اتصال مع «الأخبار» قائلاً «طوني خوري حقق إنجازاً، وأدى دوراً مهماً في عرقلة الموضوع، وهو يستحق كل التهنئة على جهوده». وبدأ العمل العربي بقيادة خوري عبر عملية توزيع أدوار، بحيث يتحول الرفض الى «لوبي» ضاغط على المكتب التنفيذي، كي لا يُطرح الموضوع، من خارج جدول الأعمال، بوجود رئيس اللجنة الأولمبية الإسرائيلية زفي فارتشافيك، الذي حضر الجمعية العمومية.ولعب خوري على وتر التداعيات السلبية لدخول إسرائيل الى الألعاب، وخصوصاً من ناحية خروج عدد من الدول العربية، ما يقوّض الألعاب المتوسطية وينسفها، وخصوصاً أن لبنان من مؤسسي اللجنة الدولية «CIJM»، حيث وضع نظامها الأول اللبناني غابريال الجميل، وترأس أول مكتب تنفيذي لها عام 1961، وكان نائبه حينها الإسباني خوان أنطونيو سامارانش، الذي ترأس اللجنة الأولمبية الدولية لاحقاً.
ولقي تحرك خوري دعماً من ممثل سوريا اللواء موفق جمعة، وزميل خوري في اللجنة الأولمبية الدولية السوري سميح مدلل، إضافة الى دعم من الدول العربية التي حرّكها كلام خوري، وتأكيده أنه مستعد لخلع الشارة الدولية إذا فرضت اللجنة الأولمبية الدولية دخول إسرائيل. فهذه النقطة أثارها مندوب إسبانيا، الذي رأى أن «CIJM» لا يحق له رفض طلب اللجنة الأولمبية الدولية، التي يحق لها فرض دخول إسرائيل، ليأتيه رد قاس من خوري «اللجنة الأولمبية الدولية تفرض عليك لا علينا، وأنا من ضمن لجنة تطوير الشرعة الأولمبية، وأعرف تماماً طبيعة القوانين».
لكن جهود اللوبي العربي لم تتوقف هنا، مع نجاحهم في تأجيل الطرح لا إلغائه، إذ علمت «الأخبار» أن قراراً اتخذ بعقد جمعية عمومية جديدة قبل 30 حزيران 2012، وسيكون هناك بند وحيد عليها هو دخول فلسطين وإسرائيل الى الألعاب. وهنا سيكون دور جديد لممثلي لبنان والدول العربية الصديقة كي تتصدى للمحاولة الجديدة، التي ترتكز على مشاركة «رمزية» للبلدين، وهو أمر طرح يوم السبت، ورفضه خوري وزملاؤه، لكونه ينافي المنطق، إذ لا يوجد ما يسمى مشاركة رمزية في الألعاب.



بانتظار عودة سهيل

ينتظر الجمهور اللبناني عودة عضو المكتب التنفيذي لـ «CIJM» سهيل خوري من السفر لمعرفة تفاصيل الموافقة على طرح الموضوع من قبل المكتب الذي يرأسه الجزائري عمار عدادي، وما كان موقف خوري من الموضوع، وهل هناك إمكان لانسحابه من المكتب التنفيذي رداً على محاولة دخول إسرائيل الى الألعاب المتوسطية؟