تأزّمت الأجواء في انتخابات نادي الحكمة. هذه هي خلاصة الوضع القائم حالياً قبل ثلاثة أيام على موعد الانتخابات يوم الأحد في 30 الجاري. فبعد أن خيّم التوافق، جاءت خطوة الرئيس الأسبق جورج شهوان المفاجئة بترشيحه ثلاثة مرشحين هم مارون غالب، أنطوان مونّس والزميل فارس كرم، اضافة الى ترشّح رئيس رابطة الجمهور السابق إيلي رشدان، المقرب من ميشال خوري، لتقلب الموازين وتعيد الأمور الى نقطة الصفر. فشهوان وضع شرطاً وحيداً لتسيير أمور الانتخابات وهي عدم ترشّح نائب الرئيس السابق مارك بخعازي، علماً بأن شهوان كان قد أعلن الجمعة الماضي في لقاء مع الإعلاميين أن لا مشكلة لديه في ترشّح بخعازي، وحتى في حصوله على منصب نائب الرئيس. فماذا حصل خلال هذه الفترة حتى «طار» التوافق وترشّح 11 عضواً لاختيار سبعة منهم إلى اللجنة الإدارية الجديدة؟
يشير شهوان الى ان اجتماعه مع الإعلاميين كان هدفه إمرار رسالة مبطنة حين أعلن عن عدم ممانعته لترشّح بخعازي «ولكن لن نصوّت له»، تلميحاً لرغبته في عدم ترشّح الأخير «ولكن بطريقة لا تبدو استفزازية، آملاً أن يفهمها مقدسي فيسحب بخعازي». كذلك أبلغ شهوان الرئيس التوافقي إيلي مشنتف رغبته في الحصول على عضو واحد في اللجنة وهو مارون غالب بدلاً من بخعازي، لكن مقدسي رفض الفكرة وتمسك بالمرشح «الخلافي».
في المقابل يظهر أن بعض أطراف المعسكر الآخر الذي يضم الرئيس طلال مقدسي وأمين السر نديم حكيم ورئيس مجلس الأمناء أمل أبو زيد غير منزعجين ممّا حصل، إذ كشف حكيم عن ضغط مارسه مع أبو زيد على مقدسي كي يسحب يده ويوقف دعمه للحكمة، وهو ما لُمِّح إلى حصوله بعد ظهر أمس من قبل مقرّبين من مقدسي أكدوا نيّته سحب مرشحيه الأربعة: نمر جبر، مارك بخعازي جورج شلهوب ولبيب شبلي، خصوصاً بعد تطور حصل أمس صباحاً سيقلب الموازين. فالقاضية نضال شمس الدين جمّدت قبول عضوية 137 شخصاً في الجمعية العمومية لنادي الحكمة، والتي كانت موضع نزاع بين مقدسي والعضو السابق ميشال خوري الذي رفع دعوى بالأساس طاعناً في شرعية دخول الأعضاء.
وجاء في النص «قرار باسم الشعب اللبناني، إن المحكمة لدى التدقيق والمذاكرة تُقرر بالإجماع وقف مفعول المحضر بتاريخ 26/6/2010 لحين البتّ بالدعوى الحاضرة، على أن ينظر في ما بعد بالمقتضى. جديدة المتن في 27/10/2011».
ولكن في هذه الدوامة الحاصلة أين يقف الرئيس «المحتمل» للنادي إيلي مشنتف، خصوصاً أنه جاء بناءً على توافق لم يعد قائماً؟
مشنتف يؤكد أن ولاءه لنادي الحكمة، و«أنا غير راض عن إشكالات حاصلة، وسأنتظر الغد حيث ستحمل الساعات الأربع والعشرون المقبلة تطورات كثيرة. وكل شيء وارد، حتى الانسحاب من الانتخابات. أنا أحتاج إلى سلاح في يدي كي أحارب. فهذا في النهاية نادي الحكمة صاحب العراقة، ولا يمكن أن يظهر إلا بصورة تليق به، وهذا يحتاج الى مال».
ويأسف مشنتف لما وصلت إليه الأمور، فقد أصبح نادي الحكمة نموذجاً مصغّراً عن لبنان بمشاكله التافهة التي قد تدمر نادياً عمره عشرات السنين، وهو متروك من قبل السياسيين الذين لا يتذكرون النادي إلا قبل الانتخابات. لكن «أؤكّد أنني لن أسمح لأي نائب أو وزير بأن يحضر مباراة للحكمة قبل الانتخابات».
لكن قد يأتي الفرج في اللحظات الأخيرة، بعد كلام صدر أمس من مصادر حكماوية يشير الى احتمال دخول رجل الأعمال جوزف غصوب على الخط وتأمين المبلغ الذي كان مقدسي متكفلاً به، وهو 250 ألف دولار، على أن تكشف الساعات المقبلة تفاصيل أكثر عن الشخصية الجديدة التي ظهرت في الصورة الحكماوية.