تعود قضية المساعدات لتفرض نفسها على مجريات الرياضة اللبنانية، وكأن هذه المساعدات هي التي تحدد خارطة الطريق لمشاركة الاتحادات في البعثات الخارجية، ولا سيما دورة الألعاب العربية التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، الشهر المقبل. وأدى غياب المساعدات إلى امتعاض ثلاثة اتحادات وتهديدها بعدم المشاركة الفعلية في الدورة واقتصار منتخباتها على الرديف أو الصف الثاني أو حتى الناشئين. والاتحادات الثلاثة هي: الرماية، التايكواندو والمبارزة، علماً بأن هذه الألعاب هي مصدر دائم لحصد الميداليات اللبنانية
، حيث أحرز الرماة اللبنانيون ثلاثة ميداليات في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة في مدينة غوانغزو الصينية، مقابل ميدالية للتايكواندو في الدورة عينها، بينما كانت المبارزة نجمة الشهر الماضي بعد إحراز اللبنانيات 13 ميدالية في المبارزة العربية، كما أن ألعاب القوى كان لها الحضور الإيجابي في بطولة العرب، الشهر الماضي أيضاً.
وحدد رئيس اتحاد الرماية وعضو اللجنة الأولمبية اللبنانية زياد ريشا نقطة الانطلاق الرئيسية في هذه المعضلة من عدم إيلاء الدولة اللبنانية الاهتمام الكافي للقطاع الرياضي برمته واعتبار الوزارة أنه من درجة ثالثة أو أكثر، مضيفاً: «الأمر مغاير بالنسبة إلينا، لأن الرياضة من الأولويات للشباب اللبناني، ويحق لوزارة الرياضة ميزانية محترمة أسوة بباقي الوزارات».
ورأى ريشا أن توزيع المساعدات مجحف بحق الاتحادات التي تعود دائماً بالميداليات في أي مشاركة خارجية، وان المساعدات توزّع بحسب محاصصات أو نتيجة اتصالات كما حصل العام الماضي مع نادي الأنصار لكرة القدم الذي كان اتصال رئيس الجمهورية كافياً لصرف مساعدة من خارج موازنة الوزارة. كذلك أشار ريشا إلى أن الوزارة كرّمت الموسم الماضي فريقي الرياضي في كرة السلة والسد في كرة اليد نتيجة عودتهما بنتائج مشرفة للرياضة اللبنانية وإحرازهما لبطولة قارة آسيا، كل منهما في لعبته، بيد أن لبنان أحرز ميداليات في آسياد غوانغزو في الرماية والتايكواندو، ولم يحصل المتوّجون على أي تكريم. كذلك فإن المساعدات التي قدمت في الفترة الماضية ذهبت إلى غير مستحقيها، إذ إن اتحاد ألعاب القوى كانت تلزمه المساعدة لا جمعية ماراتون بيروت التي يجب ان تصرف مساعدتها من ميزانية وزارة السياحة، لأن هذا النشاط لا صلة له بالرياضة. وكشف ريشا ان اتحاد الرماية سيشارك في الدورة العربية بفريق رديف لكي لا يكون اتحاده مقصّراً في المشاركة، مطالباً بعدم المحاسبة لأن النتائج لن تكون على مستوى الطموحات.
وعلى صعيد رياضة المبارزة، رأى رئيس اتحادها زياد شويري أنها، «وبكل تواضع»، نجمة الرياضة اللبنانية في العامين الأخيرين، إذ أحرز اللبنانيون 39 ميدالية عربية وقارية وعالمية في مسابقات رسمية. وأكد شويري أن منتخب المبارزة سيشارك بسبب الالتزام بالمشاركة لا أكثر، لكن لا يعد حالياً بأي ميدالية بعد كان قد وعد بسبع قبل عدة أشهر، لأن الإعداد ليس على قدر الآمال، بسبب عدم نيل اتحاده أي مساعدة، بعد ان كان الاتحاد موعوداً بمخصصات لأجل الإعداد، لكون اللعبة بحاجة إلى مدربين. وكان الاتحاد قد تعاقد مع مدربين من ايطاليا. وأقرّ شويري بصعوبة المشاركة، لأن هناك مباريات للفرق، والفريق اللبناني لم يتمكن من التجمع والتدريب على نحو جماعي منتظم، لكون اللاعبين منتشرين بين الولايات المتحدة وايطاليا ولبنان، ومن بينهم البطلة منى شعيتو. وكشف شويري عن أن آخر مساعدة تلقاها كانت 25 مليون ليرة، علماً بأن هناك عجزاً كبير في ميزانية الاتحاد الذي نظم بطولات عربية وإقليمية، وشارك في عدد كبير منها، والمساعدة التي تلقّاها لا تكفي بعثة واحدة، مطالباً بالمساعدات لأنها ضرورية للاستمرارية.
كذلك فإن اتحاد التايكواندو الذي حصد ميدالية في الآسياد عبر اندريا باولي، وميدالية أخرى في أولمبياد الشباب عبر ميشال سماحة، لم يتقاض أي مساعدة لإعداد رياضييه.
من ناحيته، رأى نائب رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية ورئيس اتحاد الكرة الطائرة جان همام أن الدورة العربية تخص لبنان كوطن، ولذلك على الاتحادات إيلاء هذا الأمر الأهمية والبحث قدر الإمكان عن الإنجازات، لكون الرياضة اللبنانية تحتاج إلى أي إنجاز مهما كبر أو صغر حجمه لرفع اسم الوطن، مضيفاً: «علينا المجاهرة لإعلاء شأن الرياضة اللبنانية ورفع العلم اللبناني».



جان همام

استثناء رياضي من ديوان المحاسبة




أكد رئيس اتحاد الكرة الطائرة جان همام (الصورة) أنه نتيجة المشاورات والاتصالات التي أجراها مع وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، ورئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية النائب سيمون أبي رميا، والمدير العام للوزارة زيد خيامي، بشأن موضوع تسريع الحصول على المساعدات التي أقرّها مجلس الوزراء من خارج موازنة الوزارة لمصلحة الاتحاد لاستضافة بطولة الأندية العربية الـ30 في شباط المقبل، ثُبتت البطولة في لبنان في المدة المحددة بين 18 شباط 2012 و26 منه.
وكشف همام أن الوزير كرامي أرسل كتاباً الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي تفهم أمر حصول الاتحادات على المساعدات بدون العودة الى التعميم الأخير، الذي يلزم بإصدار براءة ذمة عن مساعدات سابقة للحصول على مساعدة جديدة، وأن ديوان المحاسبة لم يصدر أي براءة ذمة منذ 2002. وسيكون هذا الاستثناء خاصاً بالشأن الرياضي ولمدة سنة، مردفاً يجب على الديوان التعجيل في إصدار براءة الذمة قبل انقضاء المهلة لئلا نقع مرة جديدة في المعضلة عينها.