للمرة الأولى منذ الأسبوع الأخير لموسم 2007 ــ 2008 يجد ريال مدريد نفسه متقدّماً على غريمه برشلونة بفارق ست نقاط. ويصادف أن هذا الموسم كان الأخير الذي شهد تتويج الفريق الملكي بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم. وها هو فارق النقاط الست يطلق الحديث عن انتهاء موسم «البرسا» وحسم الريال للقب، رغم أن الموقعة الأهم لا تزال بانتظار الفريقين في 10 كانون الأول المقبل، عندما يتقابلان في أهم لقاء كروي، «إل كلاسيكو دي لوس كلاسيكوس». كل الأحداث صبّت لمصلحة ريال مدريد بعد بداية مباراة كان الوضع فيها يبدو كأن النهاية لن تكون كما يشتهيها جمهور «سانتياغو برنابيو». لكن بعد هدف أدريان لوبيز في ربع الساعة الأول، جاء طرد حارس أتلتيكو مدريد البلجيكي تيبو كورتوا ليمنح ركلة جزاء عادل منها الجار وكانت نقطة التحوّل التي بدّلت الصورة كلها.
وبعدما كرّت سبحة الأهداف الملكية، حيث أضاف الريال ثلاثة، أحدها من ركلة جزاء أخرى سبّبها دييغو غودين الذي طُرد أيضاً، كان جلوس المشجع المدريدي على أريكته متابعاً بأعصاب باردة مباراة برشلونة الذي لعب في ضيافة خيتافي أمراً حتمياً، ثم أصبح مثالياً مع سقوط الكاتالونيين بهدف خوان فاليرا.
بعد هاتين النتيجتين، كان يمكن استخلاص الكثير من العبر بالنسبة إلى المدريديين؛ إذ سقط عامل الخوف من تلقي هزيمة أخرى أمام برشلونة في الموقعة المرتقبة التي سيدخلون إليها الآن بأفضلية معنوية أكثر من أي وقتٍ مضى؛ إذ إن الخسارة أمام خيتافي وضعت «البرسا» تحت ضغوطٍ لم يعرفها منذ فترة طويلة جداً، ووضعت المدرب جوسيب غوارديولا أمام موقفٍ محرج بعض الشيء؛ لأن العودة بالتعادل من مدريد، التي كانت مكسباً في الماضي القريب، ستكون خسارة كبيرة لفريقه؛ إذ منذ الآن سيرفع برشلونة شعار الفوز، ولا شيء سواه.
هذا الشعار قد يسقط بسهولة تامة إذا عدنا إلى تحليل أداء ريال مدريد الذي يزداد قوة أسبوعاً بعد آخر، في الوقت الذي قدّم فيه برشلونة أداءً متذبذباً بعض الأحيان، حيث بقي يصل بسهولة إلى المرمى، لكنه في أحيانٍ كثيرة يعجز عن التسجيل كما حصل أمام خيتافي، وقبلها أمام إشبيلية. هذا الأمر مردّه في الدرجة الأولى إلى تراجع مستوى الهداف دافيد فيا الذي لم يعد بعبعاً أمام المرمى وحاسماً كما كانت عليه الحال في الموسمين الأخيرين، ما يترك ثقل التسجيل على الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي إذا لم يكن موفّقاً، يواجه برشلونة المشاكل.
وتأثير تراجع مستوى فيا وعدم وجود بديل له، يعيد فتح الباب أمام الجدال الحاصل بشأن إهمال «البرسا» مسألة التركيز أكثر على العمل في سوق الانتقالات؛ إذ إنه رحّل المهاجم الآخر بويان كركيتش إلى روما الإيطالي، ولم يستقدم بديلاً له. أضف أنه لم يدفع أي لاعبٍ شاب في هذا المركز كما هي الحال في خط الوسط مع ترفيع إيساك كوينكا ليصبح من الأوراق التي يستعملها غوارديولا. كذلك، ينسحب هذا الأمر على مركز قلب الدفاع؛ إذ يبدو واضحاً الآن أن غياب كارليس بويول وجيرارد بيكيه يترك فراغاً كبيراً في محور الارتكاز الخلفي.
أما هناك في مدريد، فتختلف الأمور كليّاً، ما يزيد من فاعلية الـ«ميرينغيز»؛ إذ إن المنافسة المفتوحة بين الثنائي الهجومي الأرجنتيني غونزالو هيغواين والفرنسي كريم بنزيما تفرز أهدافاً غزيرة في كل مباراة، بينما أصبح خط الظهر أكثر ثباتاً عنه في الموسم الماضي، رغم الملاحظات التي تركت حوله بعد مباراتي فالنسيا ودينامو زغرب الكرواتي.
خسارة برشلونة قبل فوز ريال مدريد في نهاية الأسبوع سكبت المزيد من الوقود على نار الـ«كلاسيكو» الذي قد ينهي الدوري أو يطلقه من جديد هذه المرة.