هللت الدولة العبرية واتحاد السباحة لديها للدعوة التي تلقتها من الاتحاد الإماراتي للسباحة، للمشاركة في لقاء دولي للفئات العمرية للسباحة في شباط المقبل، إلا أن هذه الدعوة لاقت شجباً وإدانة واسعة من منظمات «مقاطعة إسرائيل» والمجتمع المدني الفلسطيني، ومنها «اللجنة الدولية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها»، والتي تختصر بـ BDS وتنضوي تحت لوائها منظمات فلسطينية ونقابات عمالية واتحادات شبابية وكشفية رياضية. وأرسلت هذه اللجنة رسالة مفتوحة إلى الاتحاد الإماراتي للسباحة بشخص رئيسه أحمد الفلاسي، حيث عدّت الدعوة الإماراتية شكلاً من أشكال التطبيع مع الدولة الصهيونية. وجاء في سياق الرسالة: «تستنكر BDS بشدة ما أوردته وسائل الإعلام حول قرار الاتحاد الإماراتي للسباحة توجيه دعوة إلى الاتحاد الإسرائيلي للسباحة للمشاركة في مباراة دولية ستقام في دبي، إن صح الخبر، فإن هذه الدعوة تمثّل تطبيعاً خطيراً مع دولة الاحتلال والتمييز العنصري، يأتي في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى الدعم والتضامن العربي والعالمي في ظل استشراس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية...». وأضافت الرسالة: «نذكّر الاتحاد الإماراتي كذلك بأن عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل يعفي الأولى من واجب دعوة أي فريق أو وفد إسرائيلي، إلى أنشطة تقام في الإمارات». وأوردت الرسالة النص الحرفي للدعوة التي وجهها الاتحاد الإماراتي: «إنه انطلاقاً من رغبة الاتحاد الإماراتي للسباحة في توسيع التعاون مع منتديات واتحادات أخرى في دول مجاورة بالشرق الأوسط ودول الخليج ندعوكم للمشاركة في البطولة مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح». وسألت اللجنة: هل أصبحت إسرائيل دولة مجاورة عادية بالنسبة إلى الاتحاد الإماراتي؟ ثم ألم يسمع الاتحاد بالاحتلال وحرمان اللاجئين العودة؟ ألم يقرأ تفاصيل التنكيل والقتل الذي يتعرض له الرياضيون الفلسطينيون على أيدي قوات الاحتلال والتدمير لبنيتنا التحتية الرياضية في غزة وحرمان فرقنا الرياضية السفر؟».
وسارع الاتحاد الإسرائيلي للسباحة إلى تلقف الدعوة لما لها من مغزى سياسي، حيث أكد رئيس الاتحاد الإسرائيلي نوعم تسيفي تلبية الدعوة الإماراتية، رغم التكاليف الباهظة، مضيفاً: «لا نستطيع تفويت هذه الفرصة».
وطالبت BDS الاتحاد الإماراتي بسحب الدعوة من فريق تمنع حكومته أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في الضفة تحت الاحتلال من الوصول إلى شاطئ البحر للسباحة، وطالبت الاتحادات الرياضية العربية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذه الخطوة التطبيعية التي لا تخدم سوى إسرائيل.
يشار إلى أن الاتحاد الإسرائيلي عضو في الاتحاد الدولي للسباحة، وإذا كانت البطولة ضمن فاعليات بطولة العالم أو كأس العالم، فإن من الشروط على الدولة المضيفة استيعاب جميع الدول المشاركة. إلا أن الأمر مختلف كلياً في هذه الحالة، حيث إن البطولة تحمل الطابع الدولي الودي ومخصصة للفئات العمرية، ويمكن في هذه الحالة تجنب دعوة إسرائيل للمشاركة.
وتعذر الاتصال برئيس الاتحاد الإماراتي للسباحة أحمد الفلاسي الذي لا يردّ على هاتفه. وفي اتصال مع المدير التنفيذي للاتحاد الإماراتي للسباحة المصري أيمن سعد، نفى بشدة أن يكون الاتحاد قد وجه دعوة إلى نظيره الإسرائيلي للمشاركة في البطولة الدولية الودية للصغار وأنه يسمع بهذه الدعوة للمرة الأولى، رغم أنه يشرف على كل مفاصل الاتحاد.
وتكهن سعد بأن يكون الأمر مجرد خطأ، حيث قدم رواية مفادها «نحن نظمنا قبل عام بطولة العالم في دبي، حيث أجبرنا الاتحاد الدولي على دعوة اسرائيل وإلا فسنخسر شرف الاستضافة لمونديال السباحة، وهذا ما لم يكن ممكناً حينها»، مضيفاً أن دعوة اسرائيل تأتي لكونها عضواً في الاتحاد الدولي»، ومشيراً إلى أن «الدعوات ترسل أوتوماتيكياً عبر البريد الإلكتروني، وإن صح هذا الأمر فهناك خطأ من قبلنا ولكننا نجزم بأننا لن نستقبل أي وفد إسرائيلي في هذه البطولة ولا في أي بطولة مقبلة».
ويتناقض كلام سعد مع إجابته عن سؤالنا عن الدول التي ستشارك في البطولة، حيث أشار إلى أن «الدعوات وجهت إلى دول الجوار العربية وبعض الدول الأفريقية الأوروبية الشرقية مثل المجر وبلغاريا وأوكرانيا وغيرها».
وإن صح كلام سعد، يكن الاتحاد الإماراتي بات ملزماً بتوضيح للرأي العام العربي، ولا سيما للجانب الفلسطيني وتكذيب الافتراءات التي تدأب عليها الدولة الصهيونية بكافة مفاصلها.
وفي السياق، في رد لبناني على هذا الأمر، أكد عضو اتحاد السباحة غابي دويهي أن الاتحاد سيستفسر من الاتحاد الإماراتي عن حقيقة الموضوع والدعوات التي وجهت، وإن كانت إسرائيل موجودة، فحكماً الاتحاد اللبناني سيقاطع هذا الأمر، وأضاف الدويهي: «نحن في الاتحاد نستنكر دعوة دولة عدوة، لكن لا يمكن استباق الأمور. وبعد الاستيضاح من الاتحاد الإماراتي سيبنى على الشيء مقتضاه، وإن مقاطعة إسرائيل محط إجماع لدى الجميع؛ لأنها تبقى دولة عدوة»، مردفاً بأن الاتحاد اللبناني لطالما قاطع الإسرائيليين، وفي جميع المحافل؛ لأنه كذلك هناك دول أخرى عربية تتضامن مع هذا الموقف.



إهانة تاريخية لإسرائيل!

خلال بطولة العالم للسباحة 2010 في دبي، تعرض الوفد الإسرائيلي المؤلف من خمسة أشخاص لـ«إهانة»، بحسب صحيفة «معاريف»؛ إذ امتنع المنظمون عن إعلان اسم «إسرائيل»، وقرروا إطلاق اختصار ISR على البعثة، بالإضافة إلى عدم ظهور العلم الإسرائيلي على شاشات التلفزيون. وعُدّ تصرف الدولة المنظمة إهانة؛ لأنه جاء على عكس وعد حصل عليه الإسرائيليون بأن يكون لهم مكانة متساوية مع بقية الدول المشاركة.