جاءت تعيينات الحكام الذين قادوا مباريات الأسبوع السادس من الدوري مفاجئة للعديد نتيجة إسناد قيادة أربع مباريات من أصل ست الى حكام صاعدين. فظهرت في الواجهة أسماء علي رضا ومحمد درويش وجميل رمضان وحسام الدقدوقي وعلي المقداد وجاد طباجة. أسماء كانت تحلم سابقاً بأن يكون لها دور على صعيد قيادة مباريات درجة أولى.
ولكن في ظل خطة رئيس لجنة الحكام ريمون سمعان ومعاونيه في تعزيز دور الحكام الشباب وتعزيز الثقة بهم لإيجاد جيل جديد، بعد فترة أصبحت فيها عبارة «الدماء الجديدة» مجرد «كليشيه» يحكى عنها ولا يتم تطبيقها.
المهم أن سمعان قرر خوض تجربة هامة الأسبوع الماضي وأراح بعض حكام النخبة والخبرة لمصلحة الحكام الشباب، فنجحت التجربة على نحو كبير جداً.
والحُكم بنجاحها ليس بناءً على رأي شخصي، بل نتيجة لما جرى استعراضه في جلسة التقويم أول من أمس. فحين يعتبر المحاضر نبيل عياد أن الحكم جاد طباجة كان نموذجياً في لقاء طرابلس والصفاء، فهذا دليل على نجاح التجربة. وحين يهنّئ عياد الحكم المساعد علي المقداد بعد الأداء الذي قدمه في لقاء الإخاء والساحل، فهذه شهادة أخرى على نجاح التجربة، وخصوصاً أن المقداد هو من أمر بمتابعة اللعب لعدم وجود تسلل في الكرة التي طُرد فيها مصطفى التوسكا، وكان قرار المقداد صحيحاً. والطاقم التحكيمي برمّته، بقيادة الحكم علي صباغ ومعاونة عدنان عبد الله، كان جيداً ولم تكن هناك أخطاء مؤثرة، وخصوصاً حالة الحارس الطرابلسي الذي قطع كرة من صاموئيل بطريقة صحيحة خارج منطقة الجزاء، بعكس ما أشارت إليه بعض التحليلات.
وحين يكون أداء الحكمين جميل رمضان ومحمد درويش خالياً من الأخطاء المؤثرة، وينوّه عياد بتحركات درويش الصحيحة على أرض الملعب فهذا دليل آخر على نجاح التجربة، يضاف إليها الأداء الجيد الذي يقدمه الحكم الصاعد محمد رمال، الذي تبيّن أن قراراته في لقاء الأهلي صيدا والراسينغ صحيحة. أما الحكم علي رضا، الذي قاد مباراة النجمة والسلام صور، فقد كان عند حسن ظن القيّمين على الجهاز التحكيمي، مثبتاً أن استبعاده عن مباريات هذا الموسم، باستثناء الأسبوع الأول، كان قراراً ظالماً بحقه. كما أن أداء الحكم حسام الدقدوقي في لقاء طرابلس والصفاء كان مقبولاً لولا الخطأ الذي ارتكبه بعدم احتساب ركلة جزاء صحيحة للصفاء بعد خطأ على محمود الزغبي. وهذه هي المباراة الأولى للدقدوقي في الدرجة الأولى منذ دخوله السلك التحكيمي قبل 11 عاماً. فهناك الكثير من الحكام أيضاً لا يزالون يبحثون عن فرصهم كحسام مقدم الذي انتظر طويلاً كي يأخذ فرصته مساواةً بزملائه الآخرين، وحتى لا يكون هناك شعور بوجود حكام أولاد ست وحكام أولاد جارية، كما كان يحصل سابقاً.
هي الخطوة الأولى في مشوار طويل في بناء الجهاز التحكيمي الذي يحتاج الى دعم الأندية والتعالي على جراحها في حال حصول أخطاء معها، فالخطأ وارد من الجميع وعلى الجميع، ولا يمكن إيجاد جيل جديد من الحكام من دون أن تحصل أخطاء.

لكن هذه الخطوة ليست الوحيدة لبناء جهاز تحكيمي جيد، بل هناك أمور عدة يحتاج إليها الجهاز كي يعود الى السكة الصحيحة. إذ لا يمكن تطوير حكم صاعد من دون مراقبته بطريقة صحيحة في المباريات. فلمراقبي الحكام دور أساسي في تطوير الجيل الجديد، فهم من يشاهدون الحكام على مدى 90 دقيقة ويلاحظون تحركاتهم وطريقة إدارتهم للمباراة وتعاطيهم مع اللاعبين ومدى قدرتهم على قراءة اللعب والتحرك على أساسه. فهذه الأمور أهم بكثير مما يتم التركيز عليه في الأداء التحكيمي من ناحية القرارات في احتساب ركنية أو رمية تماس أو خطأ مع إنذار أو بدونه. فالتمركز الصحيح يسمح باتخاذ القرار الصحيح، وهذا لا يمكن أن يصل إليه الحكام دون توجيه صحيح من قبل مراقبين جديين لديهم خبرتهم والحافز للعمل. وهذا يتطلب تخصيص أموال لهم وإجراء دورات تدريبية كي يكونوا مراقبين ناجحين.
أمر آخر يعدّ هاماً على صعيد تطوير الجهاز التحكيمي ويتعلّق بالتمارين. فالحكام يقومون أسبوعياً بإجراء تمارين بدنية، لكن ماذا بالنسبة إلى التمارين العملية؟ فهل يتدرب لاعب كرة القدم بدنياً فقط، أم هناك جانب فني في تمارينه؟ وهذا ينطبق على الحكام الذين يحتاجون الى تمارين عملية لتطويرهم وتدريبهم على حسن التمركز والتحرك والتعامل مع الحالات التي تحصل في المباريات.
ولا تتوقف المسألة عند التعيينات والتمارين، بل هناك مسألة دعم الحكم والوقوف الى جانبه وإشعاره بالثقة من خلال دفاع رئيس لجنة الحكام ريمون سمعان وعدم الإصغاء لبعض ما يقال له، والذي يأتي من منطلق شخصي يتعلق بالفرق. وسمعان بدأ بهذه السياسة من خلال دعمه للحكام وتشجيعهم والطلب منهم عدم الالتفات لكل ما يقال. لكن سمعان لا يستطيع أن يعمل وحيداً، رغم معاونته من كل من حيدر قليط وسبع فلاح ونبيل عياد ويزبك يزبك، وبالتالي أصبح تشكيل لجنة للحكام رسمياً أمراً ملحاً، إضافة الى عقد اجتماعات أسبوعية يتم خلالها تعيين الحكام بناءً على خطة مدروسة تراعي أداءهم في المباراة السابقة وتقرير مراقب الحكام حولهم، إضافة الى التزامهم بالتمارين وحضور جلسات التقويم. هذه الجلسات التي تحتاج إلى إعادة نظر في ما يتعلق بمضمونها عبر إعطاء دور أكبر للمراقبين الذين هم من يجب أن يحددوا الحالات التي يتم عرضها، لا من يقوم بتصوير المباريات ومن هو مقرّب منهم.
كما أن غياب بعض الأشخاص عن الساحة التحكيمية لم يعد مقبولاً، إذ لا يمكن تجاهل غياب طلعت نجم، مع كل ما يمثله من خبرة ونظافة تشكل دفعاً وصدقية للجهاز التحكيمي في حال الاستعانة به.
تبقى هناك مسألة اللائحة الدولية التي يجب التوقف عندها طويلاً، فما حصل قبل أيام مع إرسال حكام النخبة المساعدين الى الإمارات لخوض الاختبارات أمر لا يمكن السكوت عنه، إذ خسر لبنان مشاركة حكم مع اعتذار أحمد قواص عن عدم المشاركة لأسباب خاصة، في حين كان بالإمكان إرسال حسين عيسى بدلاً منه وعدم فقدان فرصة الحصول على أربعة حكام مساعدين. والأمر لا ينحصر بالمساعدين، بل ينسحب أيضاً على الحكام الرئيسيين واللائحة الدولية التي تضم أسماء لا يستفاد منها على حساب حكام آخرين كعلي رضا وحسين بويحيى وغيرهم.



الدوري

تعثّر جديد للعهد وعودة الإخاء الى الفوز



عزز فريق الاخاء الاهلي عاليه صدارته مستعيداً توازنه أمام مضيفه الراسينغ وفاز عليه 1 - 0 على ملعب برج حمود في افتتاح الأسبوع السابع من الدوري اللبناني لكرة القدم. ولم يستحق الراسينغ الخسارة نتيجة سيطرته على المباراة بعد تلقيه هدفاً مبكراً عبر الإخائي رواد الحكيم في الدقيقة الخامسة من تمريرة فهد عودة، لكن الراسينغ افتقد الهداف الذي يترجم السيطرة الى أهداف.
وفي مباراة ثانية، تعثّر العهد مجدداً حين تعادل مع ضيفه طرابلس 2 - 2 على ملعب المدينة الرياضية.
وتقدم طرابلس عبر الفلسطيني ابراهيم سويدان في الدقيقة 12، وعادل العهد في الوقت الضائع من الشوط الأول عبر حسن شعيتو.
وتحسن أداء العهد في الشوط الثاني رغم لعبه بصفوف ناقصة مع طرد المدافع المونتينيغري فلاديمير فويوفيتش لضربه لاعباً من دون كرة في الدقيقة 43. وتقدم المضيف بهدف محمود العلي في الدقيقة 65 وبتمريرة من أحمد زريق. وسجل سويدان هدف التعادل لطرابلس في الدقيقة 86.
وفي لقاء ثالث، حقق الصفاء أول فوز له بقيادة مدربه الجديد العراقي أكرم سلمان وكان على مضيفه التضامن صور 3 - 1. وسجل للصفاء صاموئيل في الدقيقتين 32 و42، وهيثم عطوي في الدقيقة 51، قبل أن يسجل أحمد الشحات هدف التضامن في الدقيقة 82.