مدينة يونايتد خارج دوري أبطال أوروبا. نعم، ليس في الأمر مزحة على الإطلاق. مانشستر يونايتد صاحب الباع الطويل في المسابقة وحامل اللقب 3 مرات، والذي يُحسب له ألف حساب من الفرق الكبرى في «القارة العجوز» لن يكون في دور الـ 16 إلى جانب الكبار، كما حال جاره سيتي صاحب الملايين. مفاجئ ما حدث أمس في سويسرا أولاً، لا بل فاضح. نادي «الشياطين الحمر» صاحب الصولات والجولات في المسابقة، والذي كان بحاجة فقط إلى تعادل أمام المضيف بازل، خرج بخفي حنين بخسارة 1-2 لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير الفريق، ولا المراقبين والنقاد يتوقّع حدوثها. صحيح أن المخاوف كانت حاضرة قبل صافرة البداية وفي الأيام الأخيرة، إلا أنه ما كان أحد ليجرؤ على تخيّل حدوث السيناريو الأسوأ. يوم أمس خذل واين روني ورفاقه عشاق الفريق من أبناء مدينة مانشستر الذين يدينون بالولاء ليونايتد وكل محبيه الذين يقدرون بالملايين في مختلف دول العالم. لا شك في أن وقع المفاجأة كان صاعقاً على مناصري يونايتد. كيف لا يكون كذلك ومجموعة مانشستر لم تكن تضم فرقاً من العيار الثقيل؛ إذ يمكن القول إن بنفيكا البرتغالي كان الوحيد الذي بإمكانه أن يشكل مصاعب لوصيف بطل أوروبا لتصدر المجموعة ليس إلا، باعتبار أن بازل واتيلول غالاتي الروماني من الفرق المتواضعة في القارة. لكن الواقع كان غير ذلك تماماً. فشل يونايتد بكامل ترسانته في تخطي هذه المجموعة. يوم أمس بدا مانشستر يونايتد لا حول له ولا قوة. كان شبحاً لذاك الفريق الذي كان يصعب قهره. لا شك في أن الدموع التي ذُرفت ليلة أمس كانت كثيرة في مانشستر، أكثر من تلك التي انهمرت يوم الخسارة التاريخية أمام الجار سيتي في «أولد ترافورد» 1-6 في الدوري الإنكليزي الممتاز.
بطبيعة الحال، لن تتقبل جماهير يونايتد خروج فريقها المهين، رغم بعض الغيابات التي كانت حاصلة في صفوفه. مع مرور الدقائق خلال المباراة، كان لسان حال أنصار الفريق واحداً: أين أليكس فيرغيسون؟ أين مدربنا الاسكوتلندي الذي لا يعرف الاستسلام؟ أين الوعود التي أطلقها قبل المباراة «بأننا نعتمد على خبرتنا في اللعب خارج أرضنا، ونحن نملك سجلاً جيداً جداً»؟ كل ذلك ذهب هباءً منثوراً. لا خبرة الويلزي راين غيغز نفعت، ولا تلك التي يملكها ريو فيرديناند كانت مفيدة!
لا شك في أن فيرغيسون يبدو أكثر الخاسرين من هذا الخروج. للمرة الأولى ربما، قد يجد العجوز الاسكوتلندي نفسه أمام احتمال الخروج من النادي. أقله في نهاية الموسم، وهذه المرة ليس من تلقاء نفسه.
يوم أمس، لم تكن مدينة مانشستر على موعد مع خيبة واحدة؛ إذ إن فريق المدينة الثاني، «سيتي» ودّع المسابقة أيضاً. لكن خروج الـ«سيتيزينس» لا يقارن بخروج جاره، بالنظر إلى الخبرة التي يمتلكها الفريق الأزرق في المسابقة والمجموعة الصعبة التي كان فيها، إضافة إلى تركيزه على مسابقة الدوري؛ إذ إن تحقيق اللقب المحلي يبدو كافياً لطموحاته على الأقل في هذا الموسم.
ليلة أمس كانت كارثية على مدينة مانشستر بكافة المقاييس. لا شك في أن الضحكات كانت تعلو في مكان ما في إنكلترا. الشماتة كانت كبيرة في لندن طبعاً؛ فنادياها، تشلسي وأرسنال، بلغا دور الـ 16. لندن حفظت ماء وجه إنكلترا.



غوليت كان محقاً

لم يُخطئ النجم الهولندي السابق، رود غوليت، عندما رأى في تصريح لصحيفة «دايلي ميرور» الإنكليزية قبل مباراة مانشستر يونايتد وبازل، أن على جماهير النادي الإنكليزي أن تقلق لوضعية فريقها في المسابقة، الذي لم تعتده في المواسم الماضية، مشيراً إلى أن مانشستر يونايتد «لم يكن على قدر تطلعات جماهيره هذا الموسم».