عادت الحياة بقوّة الى المدرجات في بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم، إذ احتشد أمس حوالى ثلاثة آلاف متفرج لمؤازرة فريقيهم في لقاء «الدربي» بين قطبي اللعبة النجمة والأنصار في مباراة القمة التي جمعتهما على ملعب المدينة الرياضية ضمن المرحلة السابعة لبطولة الدوري، حيث آلت نتيجتها لمصلحة الفريق النبيذي 2-0 الذي بات يتخلف بفارق هدف واحد فقط عن الإخاء الأهلي عاليه المتصدر، كما أنه الفوز الأول للنجمة على الأنصار منذ نيسان 2009.
وبعيداً عن المباراة وفنياتها ومجرياتها، كانت عودة الجماهير لمتابعة مباريات الدوري العنوان الأبرز بعد النهضة الكبيرة التي شهدتها مفاصل اللعبة في الأشهر القليلة الأخيرة، بفضل نتائج المنتخب الوطني اللافتة والمواكبة الجماهيرية الكبيرة له، حيث استعيدت أجواء مباريات القمة التقليدية وإن بشكل خجول، مقارنة بما كانت عليها الحال قبل سنوات عدة، فقاتل المحتشدون للدخول الى المدرجات على الرغم من المواكبة الكثيفة لعناصر الجيش وقوى الأمن لحفظ أمن المباراة. ولم تخل الهتافات التي أطلقت من بعض الموشحات التي كانت سبباً في «نفيهم» لسنوات خمس والمحتضنة لبعض الرموز السياسية والدينية، لكن تدخل القيمين على الروابط ومكاتب الجمهورين مع الأمن أدى الى «وأدها» في كثير من الأحيان، وتجلى ذلك بتوقيف عدد من المخلين بأجواء المباراة، كما طالب «ملهم» النجماويين موسى حجيج بعدم التطرق للتشجيع بطريقة مذهبية أو سياسية.
وبالعودة الى المباراة، فقد دانت الأفضلية للفريق النبيذي بكل الجوانب التكتيكية والفنية والبدنية، وقد اعترف المدير الفني للأنصار جمال طه بأحقية الفوز للنجمة، قائلاً «يستأهلون الفوز لأنهم كانوا الأفضل على مدار الشوطين وعرفوا كيف يكونون منظّمين ليسيطروا ويسجلوا، بينما فريقي كان سيئاً بشكل كلي، وعلينا مراجعة الكثير من الحسابات للمراحل المقبلة».
وكانت الأجواء تشير الى أن مستوى الفريقين سيكون عالياً، ولا سيما الأنصار الذي قدم مباراة قوية الأسبوع الماضي ضد العهد وفاز عليه 1-0، لكن شكل الفريق الأخضر أمس كان شبحاً.
وبعد فترة من الحذر، دانت الأفضلية للنجمة عبر مفاتيحه القائد عباس عطوي ومحمد جعفر عن الناحية اليسرى، إضافة الى «المعتكفين السابقين» والعائدين لصفوف فريقهما المدافع الدولي بلال نجارين الذي كان صماماً للأمان في خط الدفاع الى جانب علي حمام وأحمد المغربي وحسين حمدان، والمهاجم أكرم المغربي الذي مارس هوايته بإقلاق دفاع الخصم، كما كان البلجيكي سليمان مامام كتلة نشاط في خط الوسط وساند بقوة دفاعاً وهجوماً، علماً بأن الفريق افتقد نجمه الجديد حسن المحمد الموقوف. وبالنظر الى وضعية الأنصار، فإن تألق الحارس حسن مغنية لم يكن كافياً، إذ كانت الطامة الكبرى في خط الدفاع الذي افتقد البرازيلي راموس المصاب، إضافة الى ضعف الظهيرين محمد حمود وسامي الشوم، وتاه خط الوسط، وبالتالي الهجوم. وحده المخضرم نصرات الجمل كان يتحرك، لكن يده وحدها لن تصفق. وافتتح عباس عطوي التسجيل من ركلة جزاء احتسبها الحكم علي صباغ بعد تردد إثر خطأ من معتز الجنيدي على أكرم المغربي (15)، وضاعف النجمة النتيجة إثر ركلة ركنية من عطوي الى جعفر، ومن رأسه الى المتربص أمام المرمى أكرم المغربي الذي سبح لها برأسه وأسكنها الشباك (33).
وتعادل شباب الساحل وضيفه المبرة 0-0 على ملعب بيروت البلدي، وشهدت المباراة سيطرة للساحل، لكنه لم يستغل الفرص التي لاحت أمام مهاجميه، فيما اعترض لاعبو المبرة وإداريّوه على الحكم بشدة وطالبوا بركلتي جزاء.
وفي «قمة القاع»، تعادل أول من أمس الأهلي صيدا والسلام صور 3-3 على ملعب صيدا البلدي في مباراة تاريخية بانقطاع التيار الكهربائي لـ 32 دقيقة، إذ لعب الفريقان الشوط الأول مدة 82 دقيقة كاملة!
سجّل للسلام حسين عواضة (45+18 و45+ 26) وأحمد فقيه (82 خطأ في مرمى فريقه)، وللأهلي علاء البابا (45+32) ومحمود سبليني (60) وأنور جواد (70).



حجيج: الجمهور «الرقم 1»

خالف مدرب النجمة، موسى حجيج، من يقول بأن الجمهور هو الرقم 12 واعتبره اللاعب الأول في فريق النجمة. وأشار الى أن مؤازري الفريق أمس كانوا على قدر المسؤولية وحضاريين، وطالبهم بتكثيف الأعداد في المباريات اللاحقة مع الحفاظ على الروح الرياضية التي هي الأساس.



الترتيب العام لدوري الدرجة الأولى ــ المرحلة السادسة