انتهت الجولة الأولى من قمة الموسم في البطولات الأوروبية الوطنية في كرة القدم المتمثلة بـ«كلاسيكو» إسبانيا بين ريال مدريد وبرشلونة. انتهت المباراة التي استحوذت على اهتمام الكرة الأرضية من أقصاها إلى أقصاها. خرج برشلونة منتصراً كما جرت العادة في أغلب المباريات التي جمعت الفريقين في عهد مدربيهما جوسيب غوارديولا والبرتغالي جوزيه مورينيو. ذهبت أحلام المدريديين أدراج الرياح، هم الذين كانوا يمنون النفس بانتصار على الغريم يكرّسهم على صدارة ترتيب البطولة ويقربهم أكثر من اللقب. خرج المدريديون مذهولين، أو بالأدق حائرين أمام فريق كبرشلونة؛ إذ يمكن القول إن النادي الكاتالوني بات يمثّل كابوساً للمدريديين.
طويت الصفحة الأولى من الـ«كلاسيكو» لهذا الموسم. كلاسيكو في نسخته الأولى كان واعداً، وخصوصاً من جانب برشلونة الذي عرف كيف يجيّر المباراة في مصلحته رغم أنه وجد نفسه متأخراً بهدف صاعق في الدقيقة الأولى بقدم الفرنسي كريم بنزيما بعد خطأ فادح من الحارس الكاتالوني فيكتور فالديس. هدف يهدّ من عزيمة أي فريق، لكن برشلونة عرف كيف يتعامل مع هذا الموقف. وهنا يمكن القول إن هذه النقطة هي الأهم في المباراة وأتت لتؤكّد القوة التي وصل إليها هذا الفريق؛ إذ أن تكون خاسراً منذ الدقيقة الأولى أمام ريال وفي ملعب الأخير ووسط جماهيره، مع العلم مسبقاً بأن الخسارة تعني إلى حد كبير إمكان فقدان اللقب، ثم تتمكن من قلب الأمور رأساً على عقب، هذا معناه شيء واحد: برشلونة فريق عظيم.
فنياً، عرف غوارديولا كيف يقرأ المباراة أكثر من مورينيو، وهذا ما يبدو واضحاً من التشكيلة التي استهلت المباراة؛ إذ عمل بيب على تمتين منطقة خط الوسط بوجود سيرجيو بوسكيتس و«المايسترو» شافي هرنانديز وفرانسيسك فابريغاس، حيث عمل الأولان على إغلاق المنافذ أمام الهجمات المدريدية، بينما تكفل شافي أيضاً إلى جانب فابريغاس بالمساندة الهجومية الفعالة التي أثمرت هدفين من اللاعبين، حيث كان الاتزان واضحاً في وسط ملعب برشلونة أكثر منه عند ريال، وكان وجود هؤلاء اللاعبين الثلاثة في وسط الملعب دليلاً على أن غوارديولا كان آخذاً في الحسبان التطور في أداء ريال في الآونة الأخيرة؛ لذا فإنه كان واقعياً بالتعامل مع الموقف، بعكس ما كان يُفترض أن يقوم به مورينيو الذي بدا أنه كان مستخفاً بالغريم مستنداً في ذلك إلى الإطراءات التي لقيها بعد النتائج الكبيرة التي حققها أخيراً، وذلك عندما أقحم تشابي ألونسو والفرنسي لاسانا ديارا وأمامهما الألماني مسعود أوزيل في وسط الملعب، علماً بأن التوقعات كانت تشير إلى زجه بسامي خضيرة مكان مواطنه لفرض سيطرته على وسط الملعب، على أن يُستفاد من أوزيل في الشوط الثاني بحسب مجرى المباراة، إضافة إلى البرازيلي كاكا، لا أن يجري تبديل الأول بالثاني، وهذه الخطة التي اعتمدها «مو» على سبيل المثال في الموسم الماضي خلال المباراة النهائية في مسابقة الكأس، حيث كان البرتغالي بيبي وقتها يلعب في مكان ديارا.

ميسي يتفوّق على رونالدو

بالانتقال إلى المواجهة الفرعية ضمن المواجهة الكبرى، ونعني هنا بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، تمكن الأول من أن يسجل نقطة إضافية على حساب منافسه، حيث استطاع أن يساهم في الفوز، وخصوصاً عند تمريره كرة الهدف الأول بطريقة مميزة فيما كان فريقه يتعرض لهجمات ضاغطة من ريال، وكان هذا الهدف نقطة تحوّل حقيقية في اللقاء. في المقابل، بدا رونالدو تائهاً وأضاع فرصاً سهلة، فيما لم يخل أداؤه من الأنانية في مواقع كثيرة، كان بإمكان رفاقه أن يزوروا فيها الشباك، إلا أن البرتغالي فضّل الاحتفاظ بالكرة لنفسه أو تسديدها، وذلك لهدف واحد، هو تسجيل الأهداف وكسب المعركة الشخصية مع ميسي، وهذا ما فشل فيه رونالدو فشلاً ذريعاً. وقد انسحب هذا الفشل على فريقه أيضاً.
هكذا إذاً، كسب برشلونة معركته أمام ريال مدريد، وكسب غوارديولا معركته مع مورينيو، كما كسب ميسي معركته أمام رونالدو، وكل ذلك في ملعب «سانتياغو بيرنابيو»، وهذا ما زاد من لوعة المدريديين الذين ـــــ لا شك ـــــ بدأوا يحدثون أنفسهم متسائلين: كيف السبيل للخلاص من كابوس اسمه برشلونة؟
(الأخبار)