مع انتقال الفرنسي نيكولا أنيلكا إلى ناديه الجديد شنغهاي شينهوا الصيني آتياً إليه من تشلسي الإنكليزي، يمكن إطلاق لقب جديد على المهاجم الدولي السابق، هو «سندباد الكرة الأوروبية» بسبب كثرة تنقلاته؛ إذ إن عقده مع الفريق الصيني هو التاسع في مسيرته الاحترافية على مدى 15 سنة. وبدأ أنيلكا (32 سنة) مشواره مع مدرسة سانت كوينتان (1983 ـــ 1993)، ثم قُبل في مدرسة كلير فونتين التي خرّجت الجيل الذهبي للكرة الفرنسية إلى جانب تييري هنري وويليام غالاس وغيرهما. ولقيت موهبة الشاب إعجاباً من نادي باريس سان جيرمان، بطل فرنسا، وقتذاك فانتقل إلى صفوفه لموسم واحد (1996 ـــ 1997) ومنه إلى أرسنال الإنكليزي بطلب من مدربه أرسين فينغر، مقابل نصف مليون جنيه إسترليني، وقاد الفريق اللندني للفوز في المباراة الأولى بتسجيله في مرمى مانشستر يونايتد (3-2)، وسجل له هدفاً ضد نيوكاسل يونايتد في نهائي الكأس (2-0) ليضرب موعداً مع النجومية باستدعائه إلى منتخب الديوك بعد لفت نظر المدرب ايميه جاكيه، لكنه طرد من المنتخب بسبب مشادات مع زملائه حينها ليفرّط بفرصة التتويج بكأس العالم 1998.
وفي عام 1999 ارتفعت أسهم «السهم الفرنسي»، وانتقل إلى ريال مدريد الإسباني مقابل مبلغ قياسي بلغ 23 مليون جنيه إسترليني تحت قيادة مدرب منتخب إسبانيا الحالي فيتشنتي دل بوسكي، وقاده في الموسم التالي إلى إحراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثامنة في تاريخ النادي الملكي وقتئذ، لكن أنيلكا انصاع لعقد وقعه عندما كان شاباً مع سان جيرمان بالعودة إلى ناديه الأم ورجع إلى فريق العاصمة الفرنسية مقابل 20 مليون إسترليني لمدة موسمين، لكنه واجه حالة غير مستقرة ومشاكل عديدة مع المدرب لويس فرنانديز الذي أبقاه احتياطياً بسبب تألق النجم البرازيلي رونالدينيو حينها، لذا فضل العودة إلى الملاعب الإنكليزية وتحديداً إلى ليفربول بموجب عقد إعارة، وبرز مع «الريدز» ولفت أنظار مانشستر سيتي إليه حيث لم يتردد في قبول عرض من «سيتيزينز» لمدة ثلاث سنوات مقابل 13 مليون استرليني، لتكون هذه الفترة الأطول لأنيلكا مع أي نادٍ، لكنه لم يحرز ألقاباً كثيرة تحت قيادة المدرب الإنكليزي كيفن كيغان، رغم أنه أصاب نجاحاً تهديفياً بتصدره قائمة الهدافين في «بريميير ليغ» موسم 2003 ــ 2004. وترك مانشستر سيتي مقابل 7 ملايين استرليني ليتوجه إلى مغامرة جديدة في الدوري التركي مع فنربغشة وساعده على إحراز لقب الدوري التركي 2005، ثم عاد مجدداً إلى الملاعب الإنكليزية مع بولتون مقابل 8 ملايين، من دون أن يصيب ألقاباً كبيرة، لكنه حافظ على مستواه الجيد لينتقل إلى تشلسي بعد رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عنه، وأشرف عليه في تشلسي المدرب الإسرائيلي افرام غرانت، وكاد يتوج معه بلقب دوري أبطال أوروبا، لكنه أهدر ركلة الترجيح الحاسمة في موقعة ملعب لوجينسكي الروسي ضد مانشستر يونايتد الانكليزي، ثم المدرب الهولندي غوس هيدينك والإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي أعاده إلى الملاعب بقوة وأحرز معه لقب الدوري الإنكليزي، قبل أن يعلن انتقاله إلى الملاعب الآسيوية ليبحث عن مغامرة مع شنغهاي بطل الدوري الصيني الذي يبحث عن لقب دوري أبطال آسيا 2012.
وسيتقاضى النجم الفرنسي مع ناديه الصيني راتباً اسبوعياً بقيمة 200 ألف جنيه استرليني، وهذا المبلغ هو ضعف ما كان يتقاضاه في ناديه اللندني. ويعتقد المشرفون على قطاع كرة القدم في الصين أن التعاقد مع أنيلكا سيفتح آفاقاً جديدة لتطوير الكرة الصينية التي عانت من الآثار السلبية للمراهنات غير الشرعية والفساد والتلاعب بنتائج المباريات.
وعلى صعيد المنتخب، شهد أنيلكا فترة متوترة مع جاكيه حرمته التتويج بأهم الألقاب العالمية، وكانت أول مشاركة له في كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، لكنه اختتم مسيرته مع الديوك عندما طرد من معسكر المنتخب لنعته المدير الفني ريمون دومينيك بـ«ابن العاهرة». وزعزعت هذه الحادثة أركان المعسكر الفرنسي وأدت إلى خروج المنتخب فخرج بطريقة مهينة من الدور الأول للمونديال ثم أشعلت المجتمع الرياضي الفرنسي وكانت النتيجة تغيير إدارة الاتحاد بعد استقالة رئيسه جان بيار اسكاليت.
وقد تكون التجربة الصينية هي المحطة الأخيرة في رحلة «السندباد الفرنسي»، عسى أن يكون ختامها «مسكاً» بطريقة مغايرة عما كانت عليه العادة.



تيغانا إلى نغهاي أيضاً؟

بدأ شنغهاي شينهوا الصيني مفاوضاته للتعاقد مع المدرب الفرنسي جان تيغانا، بعد يومين فقط من توصله إلى اتفاق مع انيلكا. وأشارت مصادر صحافية الى أن المدرب الفرنسي أبدى استعداده للحاق بمواطنه انيلكا بعقد يمتد لثلاثة أعوام. يذكر أن تيغانا ابتعد عن مجال التدريب منذ استقالته من تدريب بوردو في أيار الماضي.